رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الإبادة الجماعية لغزة ومفهوم حرب حزب الله الجهادية مقابل "خطة جنرالات السفاح"

جبهات الحرب فى محور المقاومة بين قطاع غزة والضفة الغربية والقدس، وجنوب لبنان حزب الله، والحسد الشعبى فى العراق، وصولًا إلى الحوثيين فى اليمن، باتت تلك الحرب المفتوحة، ضمن استراتيجية حرب الأقوياء، حرب الدفاع عن النفس، والأرض، وهى- أيضًا- حرب دخلت تشابك مصالح الدول فى المنطقة مع دولة الاحتلال الإسرائيلى العنصرية، والدول الداعمة بشكل مباشر لاستمرار السفاح نتيناهو فى تبادل الأماكن للمحافظة على مكانه رئيسا لحكومة دولة الاحتلال الإسرائيلى اليمينية المتطرفة. 
* من حماس إلى حزب الله.. معركة بلون الموت.

عمليًا:
بعد السابع من أكتوبر 2023، شكلت معركة طوفان الأقصى، مرحلة لتغيير فى فهم المجتمع الدولى والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولى، لحال العالم، إذ أصبحت الحرب المفتوحة بين إسرائيل حركة حماس، قناة المتغيرات فى معادلة الإسناد العسكرى والأمنى، سواد فى «حزب الله»، أو ما تساند مع المعركة فى اليمن والعراق وسوريا، بخلفية أكثر ما يقال عنها إنها داعم أساسى إيرانية المنشأ، وفى ذلك تقارير وأبحاث رصدت أشكال الدعم، وهو دعم لحركات مقاومة فى حقيقتها قوى فصائل مقاومة ضد المحتل الصهيونى لكل فلسطين. 
.. حركة حماس، شغلت العدو لما يقارب العام، فى صبر وتضحية ومحاولات تصفية القضية الفلسطينية وتهجير، وإبادة جماعية، واضحة المعالم. 
* حزب الله ليس ضحية.

حتمًا عاشت الدولة اللبنانية والمنطقة مع الأحداث العسكرية الدرامية التى حولت المنطقة إلى بؤرة الخطر القادم مع تنوع أدوات الحرب التى تفنن فيها السفاح نتنياهو وجيش الاحتلال الإسرائيلى الصهيونى، وهى تجارب لم تخلُ من تعاون سياسى أمنى وعسكرى غربى، من الصعب فى هذه المرحلة لملمة آثارها المشتركة على كل محور المقاومة والإسناد، فقد عاش حزب الله، ثلاث ضربات خطيرة، تاريخية، قد يعانى الحزب- رغم قوته الأساسية السرية التى لم تفعل مرحليًا- فمن آثار العدوان الإسرائيلى الصهيونى، بدأ حزب الله يحاول، مبدئيًا الانتقال فى مراحل تشاور مع محور المقاومة والدولة اللبنانية، وإيران وفصائل المقاومة، أو، حسب المصادر: قد ينتقل إلى مرحلة أخطر، تقع فى مربع مراحل من الحرب الشاملة، واسعة النطاق، بدأها فعليًا فى العمليات العسكرية التى شملت مستوطنات العدو على مجمل الحدود اللبنانية- الفلسطينية المحتلة فى الجليل وصفد وحيفا وغيرها من مواقع يحتلها الجيش الإسرائيلى. 
فى ذات السياق بحث حزب الله، مصطلع «الحرب الجهادية»، بمعنى «الحرب، فأجل الدفاع عن النفس أو للدفاع عن الناس المظلومين، وفى أوضاع تجبر الشخص الواحد على القتال من أجل النجاة أو انقاذ الأرواح».. التى ستبدأ، من الواضح أنها تتحرك ضمن الجنوب اللبنانى، ولن تكون إيران بعيدة عن المفهوم والخطط العسكرية وحتى عن نتائجها، بالتأكيد تعمل إيران مع حلفائها فى كل المنطقة لتقديم كل أنواع الدعم، رغم أن هناك من يقول إن إيران مترددة فى هذا الاتجاه، على الأقل فى هذه المرحلة، قبيل الانشغال الأمريكى فى إشكالية الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وأن «الحرب الجهادية»، لن تؤتى ثمارها نتيجة الحشود العسكرية الأمريكية والغربية فى المنطقة. 
هذه الرؤية الآن يطرحها حزب الله، الحذر واضح، وربما بالتنسيق مع حركة حماس والحوثيين والحشد الشعبى فى العراق، هى الحرب التى ستكون المراقبة الشاملة، التى يُعتقد أنها ستكون بداية جديدة لوضع متاريس صعبة فى المنطقة، نحو كبح عدوانية وحرب الإبادة الجماعية والتهجير ومحاولات تصفية القضية الفلسطينية، ومحاولات السفاح نتنياهو، فتح نقاط احتلال إسرائيلى جديدة صرح عنها السفاح نتنياهو، وهى مناطق فى جنوب لبنان وكل قطاع غزة والضفة الغربية والقدس.
* * جنوب الليطانى: ثلاثة سيناريوهات إسرائيلية.

فى جيوسياسية الأمن والحرب، تسعى دولة الاحتلال الإسرائيلى العنصرية لعملية تطهير فى كل الجنوب اللبنانى، وصولًا إلى جنوب نهر الليطانى، وفق ثلاثة سيناريوهات عدوانية، اتضحت معالمها أمام حزب الله، وفتحت ملفات أكثر من حالة مواجهة، طالت المدنيين استدعت «الحرب الجهادية»، نتاج حقائق على الأرض:

* الحقيقة الأولى:
نتائج محاولة ضرب البنية العسكرية المركزية لحزب الله، عبر تفجير أجهزة المناداة والاتصال بين أيدى وفى أجساد قياداته وعناصره، واغتيال الدائرة الضيقة للقيادة العسكرية المباشرة لقوات الرضوان، وأفراد مدنيين، وتابعين للفصائل الداعمة لمحور المقاومة. 
* الحقيقة الثانية:
وأمنيًا وعسكريًا، بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلى، الانتقال إلى مرحلة عدوانية جديدة من محاولات إضعاف قدرات حزب الله العسكرية، عبر استهداف مزدوج لمراكز ومنصات إطلاق الصواريخ عبر الجبهة الجنوبية باتجاه شمال فلسطين المحتلة، وضرب وقطع خطوط الإمداد لهذه الجبهة من شمال الليطانى إلى جنوبه، وهى محاولات رصدها حزب الله ويتعامل معها بالخبرة الحربية منذ سنوات طويلة بعد معارك 2006.

* الحقيقة الثالثة:
طبيعة الغارات الحربية الجوية الأكبر والأعنف منذ الثامن من تشرين الأول الماضى، والتى شنها جيش الاحتلال على مناطق فى عمق الجنوب اللبنانى وغلاف المنطقة الحدودية، التى تضم مخيمات لبنانية وفلسطينية يبدو أن الجيش الإسرائيلى الصهيونى، يحاول فرض معادلة عسكرية، لواقع ميدانى، بهدف التخلص من قوات الحزب الفصائل المساندة، وذلك بإجبار حزب الله، على تفريغ المناطق عسكريًا وأمنيًا عن الحدود.
السفاح يأمل فى عدم إتاحة الفرصة، من حزب الله، للعودة إلى تنفيذ عمليات مباشرة من مواقعه الأساسية على الحدود الأمامية أو المواجهة مع قوات الدخول البرى التى يخطط لها السفاح نتنياهو.

وهذا يظهر بشكل جلى، حسب مصادر عسكرية وأمنية لبنانية، من خلال تركز الغارات على محيط مجرى الليطانى وما بعده شمالًا، إلى جانب بعض الجيوب التى لا يزال الحزب يحتفظ فيها بمنصات صواريخ فى المناطق القريبة من الحدود.

خلافات داخل القيادة الإسرائيلية حول الاجتياح البرّى والانعطافة الاستراتيجية
الضربات هدفها الضغط على حزب الله لسحب مقاتليه إلى شمال نهر الليطانى

.. وكان قد حذر محللون عسكريون إسرائيليون  من طبيعة التصعيد الحاصل ضد حزب الله واتساعه إلى حرب شاملة، ومن أنه بالرغم من تفجير أجهزة «بيجر» وأجهزة اتصال أخرى واغتيال قياديين عسكريين فى حزب الله، فإن حزب الله يُبقى «معضلة» التصعيد بأيدى إسرائيل فيما كلا الجانبين لا يريدان الوصول إلى حرب واسعة. 
.. وفى قراءة للمحلل العسكرى فى صحيفة «يسرائيل هيوم»، يوآف ليمور، قال إن «المحاولة الإسرائيلية بإخراج حزب الله عن توازنه بهدف تغيير الواقع فى الشمال توجه ضربات شديدة لحزب الله فى الأيام الأخيرة، لكنها لم تؤد حتى الآن إلى الانعطاف الاستراتيجى المرجو».

وأضاف أنه «يبرز بوضوح أن إسرائيل توسع بشكل متعمد الرهان مقابل حزب الله، وتسعى إلى حشره فى الزاوية من أجل التوصل إلى اتفاق يسمح بإبعاد عناصره عن الحدود وإعادة سكان الشمال إلى بيوتهم،.. الصحيفة نقلت عن كاتب التحليل قوله إن التصعيد العدوانى: خط متشدد ومختلف جوهريًا عن الطريق المدروسة والحذرة التى اتبعتها إسرائيل حتى الآن، وينطوى على مزايا وعيوب». واعتبر أن مزايا هذا الخط المتشدد هى «بإعادة المبادرة إلى أيدى إسرائيل، وإلغاء سياسة المعادلات فى الشمال المتمثلة بمناطق وأساليب عمل محددة ومحصورة، وسلب موارد مهمة من أيدى حزب الله»، فيما عيوب الخط المتشدد تتمثل «بفقدان أوراق مساومة كان يفترض أن تستخدمها إسرائيل فى الحرب الشاملة، وخاصة فى إمكانية أن يُزج حزب الله فى الزاوية ويفتح حربًا شاملة ستكون أثمانها كبيرة فى الجانب الإسرائيلى أيضًا».

المحلل ليمور يرى أنه خلافًا للاعتقاد السائد، بأن «عدم الرد الفورى من جانب حزب الله يشير إلى ضعفه»، فإنه «فيما تبحث إسرائيل عن نتائج فورية كى تغير الواقع فى الشمال، مريح لحزب الله إبقاء الواقع الحالى على حاله– أى امتصاص الاستهداف الشديد للأفراد والموارد، الذى يفسره بأنه ضرر تكتيكى مؤلم لكنه يحتمل، شريطة أنه يحافظ على الإنجاز الإستراتيجى المتمثل بـ«احتلال» الجليل، الذى هو أمر لا يحتمل بالنسبة لإسرائيل»، أى بقاء الشمال خاليا من سكانه.
وشدد على أنه «بذلك، وبالرغم من تواجده فى حالة دفاع واضحة فى الأيام الأخيرة على خلفية الضربات التى تعرض لها، فإن حزب الله لا يزال يتفوق حاليًا، وإسرائيل مطالبة بأن تقرر كيف ستعمل لاحقا، وذلك فيما لا تزال الحرب دائرة فى غزة وكذلك عمليات مكثفة فى الضفة الغربية، وفيما تمارس على إسرائيل ضغوط شديدة، وخاصة من جانب الولايات المتحدة وفرنسا، كى تمتنع عن تصعيد فى الشمال». وأشار إلى أن التهديد الأكثر فعالية من جانب إسرائيل هو شن اجتياح برى فى لبنان، وهو ما ألمح إليه الجيش الإسرائيلى من خلال بيانات تحدثت عن جهوزيته لاجتياح كهذا، «لكن المعضلة هنا واضحة على خلفية أثمان الحرب، التى استعد لها حزب الله طوال سنين، والتخوف من الشتاء الذى يقترب، وبالطبع من الإمكانية الواقعية بأن تخرج عملية برية حزب الله عن توازنه وتقود إلى حرب شاملة، تنضم إليها إيران وميليشيات موالية لها فى سورية والعراق واليمن».

.. وأما عن ما يعتمد عليه الجيش الإسرائيلى الصهيونى، ففى ما يمكن تسميتها استراتيجية جديدة، قوامها ثلاثة سيناريوهات يقوم تنفيذها، بدعم وصمت أمريكى غربى:

* السيناريو الأول:
غزو وعمليات عسكرية، استبقت، وتتابع ذلك، بعيدًا عن عمليات قوات حزب الله، برصد تحركاته واستهداف مراكز ومنصات اطلاق الصواريخ البعيدة عن الحدود وحتى عمق يتراوح بين 20 و30 كلم عنها، بما فيها تلك الواقعة شمال نهر الليطانى أو فى محيط مجراه أو عند منافذ البقاع الغربى باتجاه الجنوب، بهدف قطع طرق إمداد واسناد الحزب للجهات على طول الحدود الأمامية.

* السيناريو الثانى:
تؤكد المصادر أن الاحتلال، بعد ضربات الضاحية الجنوبية، والبقاع وأجهزة اللاسلكى واغتيال القيادات، بدأت قوات السفاح نتنياهو، تكثيف حركة تحليق المسيّرات الهجومية التى ترصد كل حركة لمقاتلى الحزب، سواء بهدف تنفيذ عمليات اغتيال مباشرة للقيادات والقوات المدنيين، عناصره، أو بهدف رصد وتدمير ما يتم كشفه من مقدراته العسكرية، مراكز ومنشآت ومنصات إطلاق صواريخ ومسيرات انقضاضية.

* السيناريو الثالث:
.. وقد يبدو أن محاولة، جيش الاحتلال، إرباك قدرة حزب الله على المناورة والمباغتة بالهجوم، وإشغاله ومحاصرته بأحزمة نارية لمناطق كان الحزب يتحرك فيها عسكريًا بحرية أكبر فى المرحلة السابقة، إلا أن هذا السيناريو، تحدد بعمليات متابعة من قوات محور المقاومة ما شل تكتيكات السفاح الاجرامية.

* معضلة جنوب الليطانى..

كل هذه السيناريوهات، تعنى الفشل لجيش الاحتلال، فهو يناور ويهدد، كما أن الجيش الإسرائيلى، غالبًا، نتيجة وجود الدعم الغربى، وشلل دول المنطقة، وبهتان الحراك السياسى والدبلماسى الغربى والعربى والإسلامى، سيواصل ويكثف غاراته الجوية على مناطق تقع فى أعماق تتوزع بين جنوب الليطانى ومجراه وشماله، محاولًا فرض هذه المعادلة الجديدة، وعينه على «تطهير» جنوب الليطانى من الوجود العسكرى للحزب، لتصبح الجبهة الفعلية هى مجرى الليطانى. وهو ما كان يطالب به الإسرائيلى ومن خلفه الأمريكى، أى إبعاد حزب الله إلى حدود النهر وما وراءه، وهذا موقف إعلامى لبنانى، بات يدرس طبيعة الحرب الشاملة، فى ظل صمت داعم بشكل حقيقى لوضع حزب الله.

* ماذا فى جعبة حزب الله، بعد الحرب الجهادية، إذا أعلنها؟!.


واقعيًا، وأمنيًا، معاناة قوات حزب الله، هى اليوم أمام أكثر من تحديات مصيرية،. فهو يعيش الكثير من حقائق الحالة العسكرية والأمنية تراكمت نتائجها فى أقل من أسبوع:
* 1.:
ملزم بإبقاء جبهة الإسناد لغزة على وتيرتها من العمليات العسكرية ضد المواقع والثكنات الإسرائيلية فى شمال فلسطين المحتلة والجولان السورى المحتل.
* 2.:
بات أمام تحد آخر هو إحباط المخطط الإسرائيلى، الهادف لإرباك وإضعاف قدرته العسكرية، وتقييد حركة مقاتلى باتجاه الحدود وصواريخه باتجاه شمال فلسطين المحتلة والجولان.
،* 3.:
مرحلة تكتيك الانتقام والثأر لمقتل قادة صفه الأول، الذين اغتيلوا فى استهداف الضاحية مؤخرًا، وللمدنيين الذين قضوا فى هذا الاستهداف.

.. ما سيأتى واضح، سد كل الثغرات الأمنية ونقص القوات والأسلحة وطبيعة الدعم والمساندة، عدا عن الرقابة الأمنية التى يمكن أن ينفذ منها جيش الاحتلال الإسرائيلى لاختراق هيكلية الحزب العسكرية والأمنية، كى لا يضطر لمواجهة مفاجآت مماثلة لتفجير أجهزة الاتصالات واستهداف اجتماع قادة الرضوان فى الضاحية، أو أى شكل آخر من أشكال الاختراق، مع ما يمكن أن يترتب عليه من أثمان إضافية قد يضطر الحزب لدفعها.

.. وغالبًا، حزب الله، وحركة حماس وكل محور المقاومة، يعرف طبيعة أفكار السفاح نتنياهو من إن قولة إسرائيل ستتخذ «أى إجراء ضرورى» لتقليل التهديد الذى يشكله حزب الله، فى حين حذر نائب أمين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم من أن الصراع يدخل «مرحلة جديدة».

وتضاف هذه التهديدات إلى المخاوف المتزايدة من أن تصاعد العنف المتبادل بين دولة الاحتلال الإسرائيلى العنصرية وحزب الله فى لبنان قد وضع المنطقة على شفا كارثة أوسع نطاقات، بدأت تتشعب فيها ضربات عسكرية من كل حركات فصائل الاسناد.

.. وضمن حرب الاستنزاف، التى يتابع خطوطها حزب الله، مرحليا أطلق أكثر من 100 صاروخ وقذيفة وطائرة دون طيار على الأراضى الإسرائيلية خلال الليل، فى الأيام الماضية، عدا عن الطائرات، فى رد واسع النطاق على موجة من عمليات عسكرية سرية خاطفة، تضمنت تلغييم أجهزة استدعاء واتصال لاسلكى متفجرة، إلى جانب غارات جوية اغتالت كبار قادة الحزب والمقاومة.

وبدا أن السفاح نتنياهو يشير إلى تلك الهجمات ضد حزب الله بطريقة غامضة عندما قال يوم الأحد إن إسرائيل وجهت للجماعة «سلسلة من الضربات» لم تكن تتوقعها.

وقال السفاح فى بيان مسجل «إذا لم يفهم حزب الله الرسالة، فأنا أعدكم أنه سيفهم الرسالة»، مضيفًا أن إسرائيل عازمة على إعادة الإسرائيليين النازحين بسبب العنف عبر الحدود إلى منازلهم فى الشمال.


الهجمات ضد حزب الله فى الضاحية الجنوبية، والبقاع، والحدود اللبنانية الفلسطينية، فى جنوب لبنان وبمحاذاة نهر الليطانى، الأسبوع الماضى، أثارت مخاوف من أن الجيش الإسرائيلى الصهيونى، يحول تركيزه (ظاهريًا) عن حركة حماس فى قطاع غزة ورفح وخان يونس، بمعنى عكس الكابنيت نحو قوات حزب الله. 
ذلك، لم يكن التصور العملى الصحيح، فقد استمرت معارك ومجازر القطاع، وكل ذلك والمنطقة فى تصعيد شرس، إذا ما علمنا، أن الجيش الإسرائيلى اعترض ضربات طائرات مسيرة جاءت من العراق، حيث زعمت فصائل مقاومة «فى المؤشرات الأولية» مدعومة من إيران، وهى تواصل ضرباتها إذ أطلقت طائرات بدون طيار على مناطق محتلة يسيطر عليها الاحتلال الإسرائيلى.

* صحيفة «المونيتور» الأمريكى.. الاغتيالات منعت غزو حزب الله البرى باتجاه الداخل الفلسطينى.

ما زالت التوقعات الأمريكية والغربية تؤيد مبررات جيش الاحتلال الإسرائيلى الصهيونى، والسفاح نتنياهو، عن خطط حزب الله ومحور المقاومة، باجتياح معركة استباقية، غزو برى باتجاه الحدود اللبنانية الفلسطينية، والدخول إلى المستعمرات الشمالية فى دولة الاحتلال، وحول ذاك كشفت صحيفة «المونيتور» الأمريكية، على موقعها الإلكترونى أن قادة «حزب الله» الـ16 الذين تم اغتيالهم فى الضاحية الجنوبية لبيروت، كانوا يهدفون خلال اجتماعهم للتخطيط إلى عملية اجتياح برى لإسرائيل، وذلك ردًا على عملية تفجير إسرائيل لأجهزة «البيجر» واللا سلكى. 
.. ولم توضح الصحيفة الأمريكية أى معلومات أو مصادر، فيما نشرت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية تقريرًا قالت فيه إن الوضع الأمنى عند الجبهة بين حزب الله فى الضاحية الجنوبية والبقاع والجنوب اللبنانى ودولة الاحتلال الإسرائيلى يتصاعد بعد القصف المكثف الذى نفذه «حزب الله»، ردًا على هجمات تفجير أجهزة اللاسلكى «والبيجر».
وفى بيان له، فجر الأحد، أعلن الحزب «رده الأولى على هجوم الأجهزة»، متحدثًا عن استهداف مُجمعات الصناعات العسكرية ‏لشركة رفائيل المتخصصة بالوسائل والتجهيزات الإلكترونية والواقعة فى منطقة زوفولون شمال ‏مدينة حيفا بعشرات الصواريخ من نوع «فادى 1» و«فادى 2» والكاتيوشا.

بوابة «لبنان 24» الإلكترونية ترجمت، تصريحًا للمحلل الإسرائيلى «إيال زيسر» تحدث فيه عن الوضع المتوتر، على الجبهات وقال: «بعد حرب تموز عام 2006 بين لبنان وإسرائيل، قال أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله إن لو كان يعلم أن اختطافه لجنديين إسرائيليين سيؤدى إلى حرب لما فعل ذلك. أيضًا، لو كان يعلم نصرالله أن الأمور ستصل إلى هذه المرحلة لما كان شارك فى مساندة حركة حماس عقب هجوم 7 تشرين الأول الماضى؛ ربما كان قد سمح للفلسطينيين بإطلاق بضعة صواريخ من لبنان ولكن ليس أكثر من ذلك».
وتابع، يقنع نفسه والشارع الإسرائيلى، والحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة: «كان حزب الله يعتقد أن الحرب ستكون لأسابيع، ولم يتخيل أنه سيصل إلى هذه النقطة، فهو محاصر فى معادلاته والتزاماته (..) تجاه حماس، وهى حرب ستكلفه ثمنًا باهظًا».
قد يكون «زيسر» يستمع لكلام السفاح نتنياهو، وهو هنا يقول إن «نصرالله ليس فى وضع يسمحُ له الاستسلام»، لكنه أشار إلى أن «الأخير بات فى فراغ كبيرٍ بسبب الاغتيالات التى طالت قادة الحزب، وبالتالى فإن التنظيم سيستغرق وقتًا كبيرًا لملء هذا الفراغ».
.. وهذا بالتأكيد، تلاشى مع ضربات حزب الله التى بدت خلال الـ72ساعة الأخيرة ذات أثر عسكرى متفوق. 
.. لهذا حذرت الولايات المتحدة الأمريكية، دولة الاحتلال الإسرائيلى الصهيونى بشكل مباشر من فتح حرب شاملة مع حزب الله، حيث تبادل الحزب، مع جيش الاحتلال أعنف الهجمات مع استمرار تبادل إطلاق النار، وهو مبدئيًا يقع ضمن تقييم عسكرى، أمنى، كأعنف مواجهات خطرة لها تبعياتها وهى لم تحدث منذ السابع من أكتوبر الماضى، عندما قرر حزب الله الفصائل المقاومة، مساندة معركة طوفان الأقصى.

* «خطة الجنرالات».. السفاح نتنياهو إعلان غزة منطقة عسكرية.

.. بينما هو فى أعماق الملاجئ بتل أبيب، يعتقد السفاح نتنياهو أن نصف الأسرى الرهائن الإسرائيليين، أحياء «..» كما أنه يدرس إعلان شمال غزة منطقة عسكرية، وهو يفكر طويلًا فى ما توحل به جيش الكابنيت داخل القطاع، داعيًا فى ألاعيبه التى لا تنتهى، إلى خطة أمنية احتلالية، تقضى بتهجير سكان غزة ورفح من شمال غزة إلى المجهول، وقد يبيدهم «..» فهو لا يجد غير المقاومة الفلسطينية، وحركة حماس، تقف فى وجه خطواته العسكرية والأمنية، وإن كانت نتائجها المجازر والإبادة.

الخطة، تكشفت خلال اجتماع مغلق للجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، وقد قدم السفاح بيانه إن: نحو نصف الأسرى الإسرائليين فى قطاع غزة أحياء، وأضاف أن حكومته تدرس «خطة الجنرالات»، التى وضعها ضباط متقاعدون فى منتدى «الضباط والمقاتلين فى الاحتياط»، بادعاء أنها «خطة لهزم حركة حماس»، وهو لا يدرك أنه لم يستطع هزم حماس القسام والمقاومة الفلسطينية، خلال ما يقارب العام منذ بدد معركة طوفان الأقصى.
.. وفى المسار السياسى من خطة الجنرالات الصهاينة، أن الكنيست، يتبع نهج السفاح وينادى بـ«تفكيك حركة حماس وفصائل المقاومة وفى ذات الوقت يتحايل سياسيًا بأنه يعمل على دعم أو تلميح السلطة الوطنية الفلسطينية»، 
.. وقد لجأ السفاح نتنياهو إلى الكذب والتحاليل أمام الكنيست الكابنيت، والشارع الإسرائيلى، فقال إن أفكار مقومات الخطة، تدور حول:
* أولًا:
«هذه إحدى الخطط التى يجرى دراستها، لكن هناك خطط أخرى. ونحن ملتزمون بتفكيك سيطرة حماس المدنية. 
* ثانيًا:
المخاوف من أن المحكمة الجنائية الدولية فى لاهاى، ستصدر قريبًا مذكرات اعتقال دولية، ضده وضد وزير الأمن يوآف جالانت، وهو يريد، عبر الخطة إدخال جيش الكابنيت ليحل مكانه فى أسوأ النتائج.

* ثالثًا:
إن «حكمًا عسكريًا، فى قطاع غزة ورفح، ليس الهدف بالنسبة للسفاخ نتنياهو الذى قاد حرب إبادة سكان غزة، ويقول: هذه وسيلة وليس هدفًا. ونحن لا نريد السيطرة على المنطقة ولا ضمها.
* رابعًا:
لن نضم غزة «..» وهذا تناقض بين، وأعتقادات السفاح، أن ميزات السلطة الوطنية الفلسطينية أكثر من عيوبها «..» ولا ينبغى أن تكون السلطة فى غزة، لكن ليس صائبًا أن نعمل على انهيارها فى الضفة الغربية والداخل المحتل.

* خامسًا:
أن عمليات جيش الاحتلال الإسرائيلى الحالية فى قطاع غزة ليست مفيدة، حسب ما أقرتها خطة الجنرالات.

* سادسًا:
وُضعت الخطة، بمبادرة من رئيس شعبة العمليات الأسبق الجنرال فى الاحتياط «غيورا آيلاند»، الذى يوصف فى دولة الاحتلال الإسرائيلى العنصرية، بأنه «مُنظّر» حرب جيش الكابنيت على قطاع غزة ورفح، وهو أحد الجنرالات الذين يعدهم السفاح نتنياهو خليله ومستشاره فى ظل حكومة اليمين المتطرف.

* ما مراحل «خطة الجنرالات»؟!.

جاء الإعلان عن خطة الجنرالات، فى أيام المعارك ضد حزب الله، ويوم اغتيال قيادات الحزب، علمًا بأنها خطة وضعها فرق متطرفة، قبل حوالى ثلاثة أشهر، وحتما سيكون من نتائجها، إذا ما لم يتم إحباطها من قبل حماس ودول الجوار الفلسطينى، الانفراد بسكان غزة وإبادتهم وتشريدهم وتهجيرهم أو نقلهم قسرًا خارج القطاع، وهى كخطة «مرحلة» تتألف من مرحلتين، سياسية وعسكرية وأمنية، يتم خلالها تهجير السكان المتبقين فى شمال قطاع غزة، والإعلان عنه «منطقة عسكرية مغلقة»، وتنفيذ الخطة لاحقًا فى أنحاء القطاع.

* المرحلة الأولى:
«محور «نيتساريم»، «منطقة عسكرية مغلقة».

تعتبر الخطة، فى الأول أنه «ما دام أن حماس تسيطر على المساعدات الإنسانية، ليس بالإمكان هزيمتها»، وتقضى بتحويل المنطقة الواقعة شمال محور «نيتساريم»، الذى يفصل جنوب قطاع غزة عن شماله، إلى «منطقة عسكرية مغلقة»، وإرغام مئات الآلاف من الفلسطينيين، يتواجدون حاليًا فى شمال القطاع على النزوح خلال أسبوع واحد «..».
* المرحلة الثانية:
«حصار عسكرى أمنى كامل على غزة» 

يفرض جيش الاحتلال الإسرائيلى الصهيونى على شمال القطاع، حصارًا عسكريًا كاملًا، بادعاء أن حصارًا كهذا، سيجعل الخيار أمام المقاتلين الفلسطينيين، «إما الاستسلام أو الموت»، حسب الخطة.
ويزعم السفاح نتنياهو، وفق مستشاره المتطرف «غيورا آيلاند»، والجنرالات الصهاينة واضعو الخطة، أنها «تتماشى وتستوفى قواعد القانون الدولى، وقرارات الأمم المتحدة لأنه يسمح للسكان بالنزوح من منطقة القتال قبل فرض الحصار، أو حالة الإبادة ومن تم تفريغ القطاع من السكان الأصليين، ضمن «خطة توزيع» تهدف إلى «سلب حركة حماس سيطرتها المدنية على قطاع غزة».

* ما سيكون، ما سيأتى!

.. فيما يفكر به حزب الله، ومقاومة الإسناد، والمصطلحات العسكرية الفكرية الجديدة، يتضح، أن سياق الأحداث، يقول إن «حزب الله امتصّ الصدمة.. وإنه توصل إلى معلومات مهمة، خطيرة وجديدة عن الاختراقات الأمنية، التى غيرت بوصلة الدولة اللبنانية والمنطقة، بما فى ذلك الحراك الدبلوماسى من الإدارة الأمريكية والدول الأوروبية، والواضح أن حزب الله يعمل على: إعادة إثبات قوته، بينما الإسرائيليون ماضون فى خططهم، وكأنهم يعتمدون سيناريو يشبه ما اعتمدوه فى قطاع غزة مع بداية الحرب، بتمهيد نارى عبر الغارات الجوية الكثيفة، وتلويح بتنفيذ اجتياح برّى، حسبما يرى المحلل السياسى اللبنانى منير ربيع فى بوابة المدن الإعلامية، وهو كمحلل يعتقد، من خلال المعيشة فى بيروت، العاصمه اللبنانية، أن:
حزب الله يتجهز لكل الاحتمالات؛ ذلك أنه يقرّ بأن الإسرائيليين وجهوا له ضربات أمنية قاسية، ولديهم تفوق تكنولوجى كبير ولديهم دعم استخبارى دولي. ولكن كل هذه الضربات لا تؤدى إلى هدفها، لا بإعادة سكان الشمال ولا بفصل جبهة لبنان عن غزة، والصواريخ تصل إلى حيفا. ما يعنى تهجير المزيد من السكان، ولا يمكن إعادة سكان كريات شمونة. ويرى الحزب أن نتنياهو لا يزال يختار المسار التصعيدى، وقد ينتهز أى فرصة لتنفيذ المزيد من عمليات الاغتيال.
وحسب مصادر قريبة، يقول «الربيع» من حزب الله، فقد استفاد الإسرائيليون من ثغرات كثيرة لتنفيذ العملية الأمنية، وإحدى أهم الثغرات كانت استعجال حزب الله فى طلب هذه الكمية الكبيرة من البايجرز. وتقول المصادر: «لقد تم شراء أجهزة البايجرز من شركة من تايوان، ليتبين أن الإسرائيليين قد اخترقوا الشركة. وحسب التحقيقات، فقد شك الإسرائيليون بالأمر عندما طلبنا كمية كبيرة، فعمل الاسرائيليون على التخطيط، وفخخوا البطاريات- بطرق- لا يمكن اكتشافها بأجهزة المسح العادي».
لا تزال التحقيقات المستمرة لتتبع مسار ألية العمل الإسرائيلية. أما بما يتعلق بتنفيذ عملية استهداف قادة فرقة الرضوان، فتشير المصادر إلى وجود خطأ بشرى، ويبدأ الخطأ من عقد اجتماع لقادة ومسئولين فى الفرقة فى مكان واحد فى هذه الظروف، وبعد كل ما جرى سابقًا، خصوصًا أنه بعد تحديد موعد الاجتماعات كان هناك مسئولون خارج بيروت. وعندما بدأوا بالتحرك من المناطق باتجاه بيروت بدأت عمليات رصدهم وتتبعهم، حول المكان الذى يتجهون إليه.

.. الحرب على غزة ورفح والضفة الغربية والقدس والداخل المحتل، ما زالت هى لب الحقائق المؤلمة، مخططات وألاعيب السفاح نتنياهو، ينظر فيها منظمات صهيونية فى الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا الاستعمارية، وهى تدعم الهدف الإسرائيلى الصهيونى، وتدعوها إلى إبادة سكان غزة وتجويع من بقى منهم وتهجيرهم، وفى ذات الوقت جعل جيش الكابنيت يعمل فى معارك وضربات قاسية لتفكيك جبهات المقاومة والإسناد.

.. المنطقة، قبل غزة ولبنان، ستشهد الكثير من ويلات نوايا التصعيد، وهو من مراحل الحرب المفتوحة التى تخرج من عباءة حرب الاستنزاف إلى احتمالات عسكرية أمنية متعددة، تجتاح المجتمع الدولى، وتصدن الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولى، فكيف يمكن التنبؤ بما ستؤول إليه حركة لاعب الشطرنج التالية. 
ما يثير الجدل، والألم فى ذات الوقت، أن الإدارة الأمريكية ترى أنه «لا اتفاق بين الاحتلال الإسرائيلى وحركة حماس قبل نهاية ولاية الرئيس جو بايدن». 
.. كل هذا يعنى أن السفاح نتنياهو استطاع خداع المجتمع الدولى، ولا مانع من استمرار حرب الإبادة الجماعية والتهجير ومحاولات تصفية القضية الفلسطينية، وغزو لبنان،.. وربما تصعيد آخر تقوده إيران، ولها رؤيتها فى مسارات الحرب والإسناد ودعم محور المقاومة. 
* [email protected]