الذكاء الاصطناعي: الثورة التقنية التي تعيد تشكيل عالم الأعمال والاستثمار

الذكاء الاصطناعي: الثورة التقنية التي تعيد تشكيل عالم الأعمال والاستثمار

الذكاء الاصطناعي أصبح حديث (ترند) العالم منذ نهاية العام الماضي، مع تسجيل تلك التكنولوجيا قفزات متتالية، تسببت في تحقيق شركات على غرار إنفيديا مليارات اضافية في القيمة السوقية او رأس مال الشركة وذلك في ظرف بضع أشهر. يتوسع الإقبال على الاستثمار في الشركات العملاقة مثل مايكروسوفت التي ارتفعت أسهمها منذ بداية العام بنسبة 12%، وألفابت الشركة المالكة لجوجل بنسبة 18% تقريبًا، وإنفيديا، والتي دخلت نادي التريليون وسط قيادتها للابتكار في الرقائق الإليكترونية والمسؤولة عن تطوير الذكاء الاصطناعي، وسط توقعات بتسجيل أسهم تلك الشركات ارتفاعات قياسية من قبل محللي البنوك الغربية.

لم يقتصر الإقبال على كبار المستثمرين فصغار المضاربين الذين استفادوا من التداول في أسواق المال عبر عقود الفروقات وجدوا زيادة في توصيات فوركس مجانية والتي توصي في مجملها للتركيز على شراء أسهم تلك الشركات. أصبح أهتمام المضاربين بتلك الأسهم لا يقل عن أصول مالية اخرى، كانت تحتل الصدارة بمفردها مثل الذهب ومؤشر الدولار او العملات الرئيسية.

الإمارات العربية المتحدة تدعم تمويل أوبن أيه أي بنحو سبع مليارات دولار

في غضون ذلك، دخل صناديق استثمارية تابعة لكيانات عملاقة ودول في غمار تلك الاستثمارات لتلحق بركب الشركات الكبرى، والمستثمرين. في هذا الشأن، أفادت تقارير صحيفة أن شركة الاستثمار المدعومة من الإمارات العربية المتحدة إم جي إكس (MGX) هي أحدث المتعاونين في خطط تمويل أوبن أيه أي والتي وتسعى لجمع 7 مليارات دولار إضافية من الصندوق الإماراتي. وذكرت تقارير سابقة من عدة وسائل إعلامية أن شركة الذكاء الاصطناعي تسعى لتحقيق تقييم سوقي يصل إلى 150 مليار دولار، وذلك بعد إتمام المفاوضات الناجحة للحصول على حوالي 6.5 مليار دولار من التمويل في صورة أسهم من المستثمرين و5 مليارات دولار كدين من خلال تسهيلات ائتمانية متجددة مقدمة من البنوك.

في أخبار اخرى، تعتزم شركة تايجر جلوبال مانجمنت، وهي شركة استثمار أمريكية، المشاركة في جولة تمويل أوبن أيه أي، وفقًا لتقارير صحيفة نقلًا عن مصادر مطلعة على الأمر. وأوضح التقرير أن هذه لن تكون المرة الأولى التي تستثمر فيها تايجر في صانعة شات جي بي تي، حيث كانت قد اشترت أسهمًا من أوبن أيه أي بقيمة 125 مليون دولار في عام 2021. 

من المتوقع أن تكون تايجر أحدث المشاركين في جولة التمويل، إلى جانب شركات ثرايف كابيتال مانجمنت ومايكروسوفت وإنفيديا وآبل بالإضافة إلى شركة صندوق إم جي إكس للاستثمار في الذكاء الاصطناعي من أبو ظبي.

لم يتوقف دعم قادة شركات التكنولوجيا الكبرى في وول ستريت على التمويل فقط، فقادة شركات مايكروسوفت وجوجل التابعة لشركة ألفابت وآنثروبيك بي بي سي وأوبن إيه آي وشركات أخرى للطاقة قد اجتمعوا مع مسؤولين من البيت الأبيض لمناقشة مستقبل البنية التحتية للطاقة القائمة على الذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة، خلال الأسبوع الثاني من شهر سبتمبر.

تأثير الذكاء الاصطناعي في الوظائف المالية وعالم التمويل والاستثمار

عند التفكير في المقابل الذي سوف تحصده هذه الشركات التي تضخ تلك المليارات، فتكشف تصريحات الرئيس التنفيذي لشركة فيجر إيه آي (Figure AI)، بريت أدكوك في مقابلة حديثة، أن استفادة تلك الشركات سوف يتنوع ما بين عدة طرق. بجانب الأرباح المالية المباشرة المتوقع أن تسجلها أسهم تلك الشركات. من المؤكد أن مستقبل سوق العمل لن يكون كما هو، فالذكاء الاصطناعي يعيد رسم المشهد بطريقة مغايرة مع خاصة تطور الذكاء الاصطناعي المستخدم في الروبوتات والتي قد يصل عددها إلى حوالي 10 مليارات بحلول عام 2040. على سبيل المثال تؤكد تقارير خطط عملاق التجارة الإليكترونية أمازون في استبدال الاف العمال بعدد أقل من الروبوتات التي ستكون ذات تكلفة أقل.

حسب تصريحات أدكوك خلال العام الجاري فقط شهدت سوق الروبوتات نموًا بنسبة 30 في المئة على أساس سنوي، لتصل إلى قيمة 19 مليار دولار، ومن المتوقع أن يستمر هذا النمو ليصل إلى أكثر من 35 مليار دولار بحلول عام 2030. هذا النمو الذي يضيف حوالي 20 في المئة من القيمة السوقية سنويًا.