ابنة رائد "الواقعية السحرية" تكشف لـ"الدستور" أسرارًا من حياة يوسف عز الدين عيسى
جمع دكتور يوسف عز الدين عيسي، الذي غادر دنيانا في مثل هذا اليوم من عام 1999، بين العلم والأدب، حتى صار أديب العلماء، وعالم الأدب، جمعته صداقات حميمة بين مجايليه من نجوم الأدب في عصره، ولم تمنعه إقامته في الإسكندرية- مسقط رأسه- من تحقيق شهرة واسعة في عالم الأدب.
روايات يوسف عز الدين عيسى كسرت الحاجز التقليدي للرواية العربية
في العديد من روايات يوسف عز الدين عيسي نفس روائي خاص، فهو من قلة نادرة من الكتاب الذين كانوا روادًا فيما يسمى بـ"الواقعية السحرية"، أو حتى الموجات الغرائبية والعجائبية التي ينسب من خاضوا الكتابة فيها إلى أنهم أول من قدمها للقارئ العربي.
كسرت روايات يوسف عز الدين عيسي الحاجز التقليدي للرواية العربية، فتعدى حدود الزمان والمكان، وكان من أوائل رواد الواقعية السحرية، بل "وأسس مدرسة جديدة في الكتابة الأدبية التي تأثر بها الكثير من الأدباء" بحسب حيثيات جائزة الدولة التقديرية في الآداب، والتي حصل عليها في عام 1987، وهو أول أديب مصري يمنح هذا التكريم وهو يعيش خارج العاصمة، فقد كان يعيش في الإسكندرية.
وكان الكاتب قد حصل على جائزة أخرى من الدولة أيضًا في عام 1978 عن أعماله الإذاعية، وقد ذكرت لجنة الجائزة في حيثيات حصوله عليها: "تحولت الدراما الإذاعية على يديه إلى نوع رفيع من الأدب".
ابنته "فاتن" تكشف عنها.. صداقة يوسف عز الدين عيسى بالحكيم ومحفوظ وحقي
وعن الصداقة التي جمعت بين يوسف عز الدين عيسى ورفاقه من أقطاب الأدب المصري، خاصة السرد الروائي، كشفت كريمته "فاتن" عن تلك الصداقة في تصريحات خاصة لـ"الدستور".
واستهلت "فاتن" حديثها مشيرة إلى أنه كانت علاقة والدي طيبة بكل الكتاب المصريين المعاصرين له ويتواصلون معه، مثل ثروت أباظة ونجيب محفوظ وتوفيق الحكيم ويوسف السباعي، كانت علاقتهم به وطيدة جدًا وحزنوا كثيرًا لوفاته، وكذلك يوسف إدريس ويحيى حقي، واستمرت العلاقة مع معظم الكتاب حتى بعد رحيل الوالد، وحتى بعد رحيله معظمهم كانوا يتواصلون معنا للاطمئنان علينا بعد وفاة الوالد.
وحول إذا ما كانت هناك أعمال للكاتب الروائي دكتور يوسف عز الدين عيسى لم تنشر بعد، أكدت ابنته: بعد وفاة الوالد كانت هناك بعض الأعمال غير منشورة كرواية "عواصف"، وقد نشرت فى الدار المصرية اللبنانية، وهى الدار التى أعادت طباعة أعماله وطباعة غير المنشور منها من قبل، ولم يتبق الآن إلا قصتان قصيرتان، وهما "الجمجمة" و"بدون عنوان"، ومسرحيتان "عجلة الأيام" و"العبقرية تبكي"، وأعمل على نشرها قريبًا.
يشار إلى أن "يوسف عز الدين عيسى" حصل على العديد من الجوائز الأخرى، من بينها جائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 1986، فضلًا على منحه وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى مرتين، المرة الأولى في العام 1979، والمرة الثانية عام 1988، ووسام الجمهورية عام 1981، واليوبيل الفضي واليوبيل الذهبي للإذاعة والتليفزيون.
كما منح وسام "فارس الأدب" في عام 1999، وكان ذلك قبل وفاته بأشهر قليلة، وقد منح هذا الوسام لـ"دوره الرائد في إثراء الحركة الأدبية"، وقد اختير يوسف عز الدين عيسي كأفضل شخصية أدبية في مصر لعامي 1998 و1999.