حسام أبوالعلا: عرض "حديث الصباح والمساء" ينتمى إلى المدرسة العبثية
شهد مسرح السامر بالعجوزة، عرض "حديث الصباح والمساء"، في ثاني أيام مهرجان مسرح الهواة بدورته العشرين، دورة "الفنان الراحل زكريا الحجاوي"، وتنظمه هيئة قصور الثقافة.
العرض إنتاج المعهد العالي للفنون الشعبية، بالتعاون مع جمعية البسمة، عن قصة نجيب محفوظ، وإعداد وإخراج محمد شاكر، وتدور أحداثه حول فلسفة الحياة والموت منذ بداية خلق آدم وحواء، مرورا بحياة الكثير من البشر، للتأكيد على أنه مهما اختلفت الأحداث فإن البداية والنهاية واحدة.
قُدم العرض بحضور لجنة تحكيم مهرجان مسرح الهواة، مكونة من طارق الدسوقي، د. نبيلة حسن، د. وليد الشهاوي، سامح مجاهد، ومهندس الديكور فادي فوكيه، وبحضور عبير الرشيدي مدير المهرجان.
الندوة النقدية بمهرجان مسرح الهواة
أعقب العرض ندوة نقدية أدارها د. محمد زعيمة، وشارك بها الناقدان د. حسام أبو العلا، د. طارق عمار.
قال "زعيمة" إن العرض يضم طاقات شبابية مهمة وهذا هو هدف مهرجان مسرح الهواة، واستطاع المخرج إعداد الشخصيات محافظا على الأبعاد والعوامل النفسية والداخلية، رغم كثافة المَشاهد.
وأشار إلى أن المخرج حاول الخروج من دائرة التناول التليفزيونية للرواية، التي يغلب عليها طابع السرد، فنجد العمل المسرحي يغلب عليه الفعل الدرامي، وجاء النص طويلا ويشمل أجيالا كثيرة.
كما أن الصورة المرئية في المسرح اختلفت في تقنياتها عن الصورة المرئية المقدمة في العمل التليفزيون.
من ناحيته قال د. حسام أبو العلا، إن العرض المسرحي ينتمي إلى المدرسة العبثية التي تتبنى شعار "لا معنى في الحياة"، أو "لا معنى لأى شىء"، ويناقش المخرج من خلاله فلسفة الحياة والموت من خلال البحث عن معنى الحياة، أو البحث عن وجود حياة أخرى.
وأضاف أن أبطال العرض على درجة عالية من فهم ودراسة أحداث الرواية، واستطاع المخرج أن يزرع بداخلهم فكرة حب التمثيل، ولكن الإيقاع داخل العرض به تكرار مما يصيب المُشاهد بالملل.
وعن الإضاءة أوضح أنه من الأساسيات أن تقدم الإضاءة الأمامية بالعرض عالية، فيما تقدم الإضاءة الخلفية منخفضة، وفي هذا العرض عكس المخرج الأمر، مما أثر سلبا خلال إظهار وجه الممثل للجمهور.
وساعد الديكور في التعبير عن الأحداث بشكل جيد، ولكن ملابس الممثلين لم توضح الفترة أو العصر الزمني أو المكاني للأحداث، والنص المسرحي بحاجة إلى أن يتخلله عنصر البهجة خلال الأحداث.
وأشاد د. طارق عمار أيضا بأداء الممثلين لما لديهم من قدرة كبيرة على إتقان الأدوار، بلغة جيدة جدا.
كما تحدث عن الحالة الدرامية على خشبة المسرح موضحا الفرق بين مصطلحي الراوي العليم والراوي الاشتباكي الذي يتدخل في الأحداث، كما جاء مع شخصية "جليلة".
وعن الرواية الأصلية قال: من أكثر الروايات التي تعرضت للظلم عند طرحها للمرة الأولى في الحياة الأدبية، لغزارة أحداثها، وحينما قدمها السيناريست محسن زايد كعمل تليفزيوني، قدم الثلث الأول منها في 30 حلقة فقط.
واختتم حديثه موجها بتقليص الأدوار داخل العرض المسرحي، مع مراعاة وجود تضافر في العلاقة بين الشخصيات.