رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

استراتيجيات مصر لمواجهة تأثير التغيرات المناخية على زراعة القطن

قال الدكتور مصطفى عطية، رئيس معهد القطن بوزارة الزراعة، إن القطن يمثل حالة استثنائية بين المحاصيل الزراعية في مواجهة التغيرات المناخية، مشيرًا إلى أن معظم التقارير الدولية والأبحاث العلمية تشير إلى أن التغيرات المناخية ستؤثر سلبًا على معظم المحاصيل الزراعية، إلا أن محصول القطن يظهر قدرة على التكيف بل وزيادة الإنتاجية بمعدل 17%، وذلك بفضل تركيبته الخاصة ودورته الكربونية الفريدة.

زيادة إنتاج مصر من القطن 

وأشارعطية في تصريحات خاصة لـ"الدستور"  إلى أن هذه الخصائص تجعل القطن قادرًا على تحمل بعض التأثيرات السلبية التي تترتب على التغيرات المناخية مثل زيادة درجات الحرارة والرطوبة النسبية، إلا أن هذا لا يعني أن القطن محصن تمامًا من تأثيرات المناخ، فالارتفاع المطول في درجات الحرارة والرطوبة العالية قد يؤديان إلى تأثيرات سلبية على القطن، كما هو الحال مع المحاصيل الأخرى.

وكشف مصطفى عن تأثير هذه التغيرات المناخية على ظهور آفات زراعية جديدة، مشيرًا إلى أنه في السنوات الماضية كانت بعض الآفات تظهر بشكل سنوي محدود، لكن مع التغيرات المناخية، تحولت هذه الآفات إلى مشاكل أساسية تواجه محصول القطن، لافتًا إلى أنه من بين هذه الآفات الذبابة البيضاء والمن والعنكبوت الأحمر، والتي أصبحت تشكل تهديدًا أكبر بسبب ظهور سلالات جديدة منها لم تكن موجودة من قبل، ما أدى إلى زيادة في عدد الآفات وشراستها، مما أثر سلبًا على المحصول.

انتشار الآفات هذا العام 

وأوضح عطية أن السبب الرئيسي في انتشار هذه الآفات بشكل غير مسبوق يعود إلى أن المزارعين لم يكونوا يكتشفون الإصابة في الوقت المناسب، مما أدى إلى تفاقم المشكلة،  ومن أجل مواجهة هذه التحديات، قام معهد القطن بنشر التوصيات الفنية المناسبة وتوزيعها على المزارعين لضمان استخدام المبيدات بشكل صحيح وفي التوقيت المناسب البيئي الزراعي.

وأشار عطية، إلى أن المعهد عمل خلال السنوات الخمس أو الست الماضية على تطوير مجموعة من الأصناف القطنية التي تتميز بمقاومتها للتغيرات المناخية وقدرتها على تحمل درجات الحرارة المرتفعة، ومن بين هذه الأصناف "سوبر جيزة 97"، والذي يتميز بكونه قصير العمر ويتناسب مع أساليب الزراعة الحديثة في الأراضي المستصلحة،  كما تم توزيع هذه الأصناف بناءً على الخريطة الصنفية لكل منطقة لضمان ملاءمة الصنف للظروف المناخية المحلية.