رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

صناع حلوى المولد: العروسة بقت بتغنى وبتنور وسعرها يبدأ من 150 جنيهًا.. والبضاعة من «الفولية» لـ«VIP»

المولد
المولد

اكتست شوارع القاهرة بمظاهر البهجة والسعادة تزامنًا مع حلول المولد النبوى الشريف، حيث تنتشر الخيام التى تعرض الحلوى وتتزين بأفرع الزينة المضاءة، وتعرض تشكيلات متنوعة من الحمصية والسمسمية والفولية، مرورًا بعروسة المولد المصنوعة من السكر، التى تضفى لمسة من الفرحة فى النفوس.

وفى كل زاوية، تتردد أصوات البائعين وهم يدعون المارة لشراء حلوى المولد، وترتفع الأغانى والموسيقى الروحية، ما يجعل الاحتفال بهذه المناسبة تقليدًا مصريًا أصيلًا، يحتفى بالمولد النبوى الشريف، ويتجدد كل عام.

قال إكرامى عبدالرحمن، أحد صناع حلوى المولد، من القناطر الخيرية بمحافظة القليوبية، إنه يعمل فى هذه المهنة منذ كان طفلًا فى السابعة حتى أصبح الآن فى العقد الرابع من عمره، موضحًا أن هذه الصنعة يتوارثها الصناع أبًا عن جد.

وأوضح أنه يعمل فى مصنع الحلوى إلى جانبه أخوه وأبناؤه، مع الاستعانة بأمهر الحرفيين من العاملين فى العلامات التجارية الكبيرة، لضمان إنتاج حلوى ذات جودة عالية تضاهى المنتجات المعروفة فى السوق، مع تقديمها بأسعار معقولة تناسب الجميع.

وأضاف: التحضيرات لموسم المولد تبدأ قبل المناسبة بشهرين أو ثلاثة أشهر على الأقل، ونبدأ بالأصناف المنفردة، لأن بعض الأنواع تحتاج إلى مراحل طويلة من الإعداد وجهود كبيرة، مثل الملبن وحلوى المكسرات، بينما هناك أنواع أخرى يمكن تحضيرها بسهولة وسرعة، مثل السمسمية والحمصية والفولية.

وأكد «إكرامى» حرصه كل عام على إدخال ابتكارات جديدة على الأنواع التقليدية، مثل إضافة نكهات مميزة، وتغيير الأشكال التقليدية المعروفة، مضيفًا «فى الوقت الحالى، تزداد شعبية حلوى المكسرات، مثل اللوز والبندق، والتى تعتبر الأغلى سعرًا، بينما تبقى الأنواع الأخرى فى متناول الجميع، ما يسمح بتنوع الخيارات أمام المستهلكين، لتجربة مختلف الأنواع بأسعار معقولة ومناسبة لكل الفئات».

وداخل إحدى الخيام الكبيرة بشبرا الخيمة بالقليوبية، يقف عبدالعزيز السيد، ليوزع البسمة على زبائنه، وهو يستعرض الأنواع الجديدة من حلوى المولد، مع إتاحة بعضها للتذوق قبل الشراء.

وقال «عبدالعزيز» لـ«الدستور»: «طوال العام أعمل تاجر فاكهة، لكن فى موسم المولد النبوى الشريف اعتدت أن أنصب خيمة لبيع حلاوة المولد»، موضحًا أنه يتوارث هذا الأمر عن والده وجده، اللذين كانا يقومان بنفس الأمر منذ زمن بعيد، عندما كانت الحلوى مكونة من أصناف قليلة، ومعظمها من الأقراص البيضاء والملبن، فضلًا عن الحلوى المصنوعة من السكر المصبوب فى قوالب خشبية، على شكل عروسة أو حصان، أو جمل.

وأضاف: «مع تغير الأذواق، بدأت تظهر أنواع جديدة ومتنوعة من حلوى المولد، ويبدأ سعر العلبة من ٩٠ جنيهًا ويصل إلى ١٤٠ جنيهًا، وتوجد أيضًا علب (VIP)، وهى التى تحتوى على أصناف مميزة، كالمكسرات واللوز والبندق».

وتابع: «للزبون حرية الاختيار فى تشكيل علبته، كما يرغب من كل الأصناف المعروضة، ولكل شخص ذوقه الخاص، كما يتم بيع علب جاهزة حسب الوزن لتلبية احتياجات العملاء، بتشكيلة تلائم كل الميزانيات».

وتعد عروسة المولد جزءًا من التقاليد المصرية الأصيلة، وكانت فى الماضى عبارة عن هدية رمزية يهديها الخاطب لخطيبته، كرمز للحب والمودة، قبل أن ترتبط بالمولد النبوى الشريف، وتتطور مع الوقت من كونها مجرد قالب من السكر البسيط إلى عروسة لها أشكال ومكونات متنوعة.

قال أشرف الفيومى، تاجر عرائس المولد، إن العروسة شهدت تطورًا كبيرًا فى الشكل والمكونات على مر السنين، موضحًا أنه فى البداية كانت العروسة مجرد دمية بسيطة ترتدى فستانًا أبيض، وتصنع من السكر المصبوب فى قوالب خشبية، لكنها مع مرور الوقت تطورت، واختلفت أشكالها وألوانها، ما أكسبها مزيدًا من البهجة والجمال.

وأضاف: «العروسة أصبحت الآن تتلون بألوان زاهية ومبهجة، وتختلف عن النمط التقليدى، لتواكب متطلبات الأجيال الجديدة، وحاليًا ظهرت العروسة المزودة بآليات للحركة والإضاءة، والتى تردد أغانى رمضان أو المدح النبوى، ومنها ما أصبح شبيهًا ببعض الشخصيات الكرتونية والطفولية، ما يجعلها محببة للأطفال بشكل خاص، وتتراوح أسعار العرائس حاليًا بين ١٥٠ و٥٠٠ جنيه». وأكد أن الابتكارات المستمرة فى تصميم عرائس المولد تسهم فى إحياء هذا الموروث الشعبى، وإبقائه جزءًا من ثقافة الاحتفال بالمولد النبوى الشريف فى مصر، معربًا عن أمله فى أن تستمر هذه العادة الجميلة فى نقل الفرح والبهجة للأجيال المقبلة.