حزمة تيسيرات ضريبية ومؤشرات اقتصادية إيجابية.. تفاصيل المؤتمر الصحفى الأسبوعى لمجلس الوزراء
استهل الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، المؤتمر الصحفي الأسبوعي اليوم الأربعاء، بالترحيب برؤساء تحرير الصحف والصحفيين والإعلاميين، مُؤكدًا حرصه على دورية انعقاد المؤتمر الصحفي الأسبوعي بمقر مجلس الوزراء لمُناقشة كل شواغل الرأي العام والمُستجدات في الشأن الداخلي والخارجي.
ونوه رئيس الوزراء بأن هذا اليوم يعد من الأيام المهمة جدًا نظرًا لما سيتم الإعلان عنه من مجموعة كبيرة من الحزم والتسهيلات في مجال الضرائب، مُشيرًا إلى أن هذا الأمر يأتي تنفيذًا لوعد سابق بالإعلان عن تفاصيل هذه الحزم خلال شهر سبتمبر الجاري.
وأضاف: وفي بداية المؤتمر أوجه التهنئة لجموع الشعب المصري بمناسبة حلول المولد النبوي الشريف، أعاده الله علينا جميعًا وعلى مصر والأمة الإسلامية جميعها بكل الخير واليمن والبركات.
وأشار "مدبولي" إلى أن الأسبوع الماضي لم يتسنّ عقد مؤتمر صحفي كعادة المجلس، نظرًا للتواجد بدولة الصين نيابة عن الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، في المنتدي الصيني الإفريقي، مضيفًا أنه سيتناول بالعرض عددًا من مخرجات هذا المنتدي المهم جدًا.
وتابع: أنتهز هذه الفرصة أيضًا لأتوجه بالتهنئة لأبطال وبطلات مصر من ذوي الهمم على أدائهم المشرف في دورة الألعاب البارالمبية في باريس، حيث حصدوا 7 ميداليات مختلفة ما بين الذهبية والفضية والبرونزية.
وقال: اسمحوا لي، نيابة عن الشعب المصري كله، توجيه الشكر لهم على رفع اسم مصر عاليًا كعهدهم دائمًا في كل الدورات والبطولات، مع تمنياتي لهم بدوام التوفيق والنجاح الدائم.
واستطرد رئيس الوزراء، قائلًا: شهد هذا الأسبوع مجموعة من الأحداث عكست مدي مكانة مصر كدولة ذات ثقل وريادة على مستوي منطقة الشرق الأوسط والعالم، حيث شهد هذا الأسبوع زيارة تاريخية للرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، إلى تركيا، وما شهدته هذه الزيارة من لقاءات ثنائية مع الرئيس التركي، وأيضًا توقيع عدد 17 مذكرة تفاهم في عدد كبير من المجالات على هامش هذه الزيارة المهمة.
وتابع: أود التوقف للإشارة هنا إلى مُذكرتي التفاهم الخاصتين بإنشاء مناطق صناعية تركية جديدة سواء في العاصمة الإدارية الجديدة أو أكتوبر، وهو أمر مهم جدًا نظرًا لحرصنا الشديد على دعم قطاع الصناعة ليكون قائدًا لعملية التنمية خلال الفترة المقادمة.
وأشار الدكتور مصطفى مدبولي إلى أن هذه المناطق التي ستستثمر فيها الشركة التركية سوف تخلق فرص عمل كبيرة جدًا، وستمثل جزءًا من زيادة حجم التبادل التجاري الثنائي بين البلدين خلال الفترة القادمة، منوهًا إلى أهمية التبادل التجاري بين البلدين لكل من مصر وتركيا، نظرًا لما يتميز به حجم هذا التبادل التجاري من توازن، حيث تسهم مصر بنسبة 50% وتسهم تركيا بنسبة 50%، لذلك فمن مصلحة الدولتين المضي قدمًا نحو نمو وتضاعف حجم هذا التبادل التجاري، وفقًا لتوجيهات القيادة السياسية في البلدين.
نتائج زيارة رئيس الوزراء إلى دولة الصين
كما حرص الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، على تسليط الضوء على نتائج زيارته إلى دولة الصين، نيابة عن الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، للمشاركة في قمة منتدى التعاون الصيني ـ الإفريقي، مؤكدًا أنه لمس اهتمامًا شديدًا بقارة إفريقيا من جانب كل دول العالم المتقدم والناشئة، وعلى رأسها الصين العملاق الاقتصادي، مشيرًا الى أن الرئيس الصيني صرح خلال بيان ألقاه بتوجيه حجم كبير من الاستثمارات إلى القارة الإفريقية خلال السنوات الثلاث المقبلة، سيكون في حدود 50 مليار دولار.
وأضاف "مدبولي" أن مصر لديها العديد من مجالات التعاون مع دولة الصين على مدار 10 سنوات من ترفيع العلاقات إلى مستوى الشراكة الاقتصادية، ولذا كان جزءًا من أهداف الزيارة إتمام عدد كبير من العقود، وتوقيع عقود حقوق الانتفاع بالأراضي، وإنشاء المصانع من جانب عدد كبير من الشركات الصينية، موضحًا أنه تم توقيع 6 عقود استثمار بإجمالي 1.1 مليار دولار من الشركات الصينية في قطاعات شديدة الأهمية للدولة المصرية، بينها توقيعان بخصوص تصنيع الألواح الشمسية والخلايا الضوئية الخاصة بوحدات توليد الطاقة الشمسية، بما يتماشى مع خطة الدولة حتى عام 2030 بتعظيم الاستفادة من الطاقة الشمسية وزيادة نسبة الطاقة المتجددة من إجمالي حزمة الطاقة التي تنتجها مصر لتصبح حوالي 42%، ويتم ترجمة هذا التوجه بشكل واقعي من خلال هذين العقدين الجاهزين لبدء التنفيذ، مضيفًا أنه تم التفاوض مع كبرى شركات الطاقة في الصين، على القدوم لمصر وإنشاء مصانع جديدة تخدم الدولة المصرية والمنطقة بالكامل، باستثمار مصر كمركز لتصنيع هذه المنتجات وتصديرها للمنطقة.
وأضاف الدكتور مصطفى مدبولي، أنه إلى جانب ما سبق، كانت هناك عقود لشركات ومشروعات مهمة جدًا، في قطاعات الصناعات الكيماوية، والأسمدة، و"البروم" كمستخلص من مياه البحر ناتج عن محطات تحلية المياه، وهو ذو ملوحة عالية، ويستخرج منه قيمة مضافة في صورة مواد كيميائية، تدخل في العديد من الصناعات الأخرى.
وأكد رئيس الوزراء أنه تم أيضًا التفاوض مع اثنين من مسئولي كبار شركات تصنيع السيارات الكهربائية، والهجين، واللتين تنتجان ما يقرب من 4 ملايين سيارة سنويًا، وذلك بهدف تصنيع عدد من موديلات هذه السيارات في مصر خلال العام القادم، كما تضمنت الزيارة، توقيع عدد من المذكرات في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
وأشار إلى أن جزءًا كبيرًا من الاتفاقيات التي تم توقيعها خلال زيارة الصين، لمشروعات تنفذ في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، بما يعيد التذكير بالحلم الذي تم العمل على تحقيقه لتصبح منطقة قناة السويس منطقة صناعية كبيرة، ولا تقتصر على كونها ممرًا مُهمًا للسفن، ولكن على جانبيها يتم توطين صناعات مُتقدمة وخدمات لوجستية، وهو ما يتحقق بالفعل مع كل اتفاق نشهد توقيعه كل يوم.
مؤشرات إيجابية جيدة جدًا للاقتصاد المصري
وتابع الدكتور مصطفى مدبولي: ننتقل إلى الملف الاقتصادي، حيث شهد هذا الأسبوع والفترة القليلة الماضية مؤشرات إيجابية جيدة جدًا، يأتي في مقدمتها مؤشر "مديري المشتريات" الصادر عن مؤسسة "ستاندرد آند بورز العالمية"، الذي تجاوز، لأول مرة منذ نحو أربع سنوات، 50 نقطة ليصل إلى 50.4 نقطة، ويحمل ذلك رسالة إيجابية بشأن الاقتصاد المصري من واقع توقعات القطاع الخاص، لأن هذا المؤشر يتم حسابه بناء على رأي شركات القطاع الخاص.
ولفت رئيس الوزراء في ضوء ذلك إلى أن مُستقبل الاقتصاد جيد، قائلًا: نحن حريصون من خلال كل التيسيرات التي نُعلن عنها، وسنعلن عنها أيضًا اليوم، أن يستمر الانطباع الإيجابي والرؤية الإيجابية بشأن مسار الاقتصاد المصري في هذا الشأن.
وأضاف: أعلن البنك المركزي المصري أيضًا عن زيادة احتياطي النقد الأجنبي، كما شهدت أرصدة البنوك المصرية في الخارج زيادة، وكلها مؤشرات إيجابية تؤكد أن الاقتصاد المصري قادر على الصُمود والاستمرار بالرغم من كل التحديات الكبيرة التي نواجهها.
واستطرد رئيس الوزراء: أود التنويه إلى أنه خلال مُشاركتنا في منتدى التعاون الصيني ـ الإفريقي أكد كل رؤساء الدول الإفريقية أن حجم التحدي كبير للغاية على مستوى كل الدول، حيث أعرب كل رئيس دولة أو حكومة أثناء حديثه عن حجم التحديات الهائلة التي تواجهها دولته في ظل الظروف التي يشهدها العالم اليوم.
وتابع: هذه ظاهرة على مستوى العالم كله، وتختلف حدتها بالتأكيد من دولة إلى أخرى طبقًا لحجم الدولة وقدراتها، ولكن المُعاناة موجودة على مستوى العالم.
وأضاف الدكتور مصطفى مدبولي: بالرغم من ذلك أطمئنكم أن الاقتصاد المصري قادر على الصُمود والاستمرار في تلبية احتياجات الدولة في هذا الشأن.
وأشار إلى أن ذلك انعكس في زيادة تحويلات المصريين في الخارج خلال الشهر الماضي، مؤكدًا أن كل ما يخص موارد العملة الأجنبية يسير بصورة جيدة.
وقال: تحليل التقرير الصادر عن صندوق النقد الدولي بخصوص المراجعة الثالثة، يحمل العديد من الإيجابيات، ويؤكد أن الحكومة المصرية جادة جدًا في تنفيذ برنامج ترشيد الإنفاق والسيطرة على التضخم الآخذ في المسار الهبوطي.
وأوضح أنه كان هناك توقع بزيادة التضخم، وقد حدثت بالفعل زيادة في نسبة التضخم بنحو 0.5%، نتيجة لزيادة أسعار المحروقات والمنتجات البترولية مؤخرًا، ولكن نحن ملتزمون كدولة وفق خطتنا مع البنك المركزي أن ينخفض التضخم إلى أقل من 10% بنهاية عام 2025، وهذا ما تعمل على تحقيقه الدولة وكل مؤسساتها.
وقال: في هذا السياق وتأكيدًا لتنفيذ سياسة ملكية الدولة والتخارج، شهد هذا الأسبوع صفقة مهمة من خلال بيع شركة "تمويلي" 100% من أسهمها بقيمة تبلغ نحو 2.5 مليار جنيه.
وتابع: وهي رسالة مهمة تتمثل في أن الدولة المصرية مُستمرة في تنفيذ وثيقة سياسة ملكية الدولة، وكل المؤشرات المُتعلقة بهذا الملف، لافتًا إلى أن نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية، وزير الصناعة والنقل، كان قد أعلن عن إطلاق المرحلة الأولى من منصة مصر الصناعية، وهو أمر مهم للغاية في رقمنة المنظومة، وتسهيل الإجراءات على قطاع الصناعة، وكذلك على منظومة إتاحة الأراضي بغرض التنمية الصناعية، مؤكدًا أن كل هذه الخطوات تقوم بها الدولة باتجاه تحديث الصناعة وتفعيل أنشطتها خلال الفترة المقبلة.
حزمة من التيسيرات الضريبية
وأشار رئيس الوزراء إلى أن وزير المالية سيعلن عن حزمة من التيسيرات الضريبية، كما أن الحكومة تعمل بالفعل كذلك على حزمة أخرى من التيسيرات والتسهيلات، بالتنسيق مع وزير الاستثمار والتجارة الخارجية، والتي من شأنها العمل على تشجيع الاستثمار، والتجارة الخارجية تحديدًا فيما يخص التصدير، لافتًا إلى أننا على مشارف الإعلان عن برنامج رد أعباء الصادرات، وسيكون هناك مُؤتمر صحفي خلال الأسابيع المقبلة بالاشتراك مع وزير الاستثمار لإعلان الملامح التفصيلية لهذا البرنامج المُهم؛ حتى نعمل على تحفيز المُصدرين، وزيادة صادراتنا المصرية، لكي نحقق مستهدفات الدولة في هذا الشأن.
وفيما يتعلق بملف الطاقة، أشار رئيس الوزراء إلى الاجتماعات العديدة التي يعقدها مع وزراء: البترول، والكهرباء، والمالية، بخصوص هذا الملف المهم، مُؤكدًا أن الحكومة تمضي فيه بكل قوة لتوفير الاحتياجات المالية، وقد حققنا بالفعل ما وعدنا به خلال أشهر الصيف، ومن الممكن أن نُعلن خلال المؤتمر الصحفي المُقبل أنباء أخرى عن هذا الملف واستدامة تدبير منتجات الطاقة.
وأكد الدكتور مصطفى مدبولي أن حزمة التسهيلات الضريبية التي سيعلنها وزير المالية جاءت تلبيةً لطلبات القطاع الخاص في هذا الشأن، حيث كان هناك العديد من الشكاوى بشأن ما يقال عنه "سوء تطبيق الضرائب"، أو "التقدير الجزافي"، إضافة لما قيل عن وجود مُتأخرات مُتراكمة، وأن كل ذلك يعيق مسار التنمية والاستثمار من القطاع الخاص، لافتًا إلى أنه سيكون شرح أكثر تفصيلًا خلال الفترة المُقبلة لجميع الخطوات التي سيتم اتخاذها، فبعض هذه الخطوات ستحتاج إلى إجراء تعديلات تشريعية، إلا أن أغلبها سيكون في صورة قرارات يتم إصدارها من خلال مجلس الوزراء، أو من خلال وزير المالية.
وفي تعقيب، لرئيس مجلس الوزراء، خلال المؤتمر الصحفي اليوم بمقر الحكومة بالعاصمة الإدارية الجديدة، أكد الرسائل الإيجابية التي أعلنها أحمد كجوك، وزير المالية، لمجتمع الأعمال التي تضمنت حزمة تسهيلات ضريبية، مضيفًا أنها تُسهم في تشجيع الاقتصاد غير الرسمي، والمشروعات الصغيرة، بحزمة من الإعفاءات الضريبية، وتبسيط الإجراءات بهذه الصورة الكبيرة، التي سيتم الإعلان عن تفاصيلها لاحقًا.
ولفت رئيس الوزراء إلى أنه بالنسبة لأي إقرار ضريبي سيُقدم من أي ممول أو مستثمر؛ سيكون هناك تبسيط في الإقرار نفسه، كما سيكون حجم المعلومات المطلوبة أقل من السابق بكثير، مضيفًا أن الحد الأقصى لغرامات تأخر عملية الفحص، لن يتجاوز أصل الرقم الضريبي الذي تم الحديث عنه، كما سيتم توحيد المعاملة بين كل المأموريات الضريبية لمنع أية اختلالات في المُعاملة الضريبية بين مكان وآخر، وسيتم تطبيق فكرة نظام المقاصة المركزي، وهي شديدة الأهمية، ليتم تسوية أية التزامات على الممول أو رد أعباء التصدير، أو الأعباء الضريبية له، طبقًا لاختياره، وفيما يخص موضوع رد ضريبة القيمة المضافة، والذي يتطلب حاليًا وقتًا كبيرًا سيشهد تيسيرات واختصارًا للوقت، كما أنه فيما يخص حل النزاعات الضريبية، سيتم تحديد سنة مُعينة، وأخذ رقم مقطوع عن التعاملات قبل هذه السنة، لإغلاق الملفات القديمة وفتح صفحة جديدة مع مجتمع الأعمال.