تهنئة "السنوار" للرئيس الجزائرى من غزة.. تحدٍّ لإسرائيل وتواصل نادر مع العالم الخارجى
أثار زعيم حركة حماس يحيى السنوار الجدل برسالته النادرة من غزة للرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون بعد فوزه بولاية ثالثة في الانتخابات التي جرت مطلع الأسبوع الحالي، واعتبر البعض في إسرائيل أن الرسالة تحدٍّ لسلطات الاحتلال التي فشلت على مدار قرابة عام كامل من الحرب في العثور عليه أو تحرير المحتجزين.
السنوار يتحدى إسرائيل برسالة تهنئة رئيس الجزائر
وحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، تم الكشف عن أكبر عملية مطاردة قام بها جيش الاحتلال الإسرائيلي للعثور على السنوار فى أغسطس الماضى، بعد 11 شهرًا من الحرب الوحشية وفشل فى العثور عليه.
وكشف مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض، جيك سوليفان، عن أن الولايات المتحدة تتعاون مع إسرائيل في هذه المطاردة، وتستخدم فرقًا خاصة ومعدات متطورة، بما في ذلك رادار يخترق الأرض، لمحاولة تحديد موقعه تحت الأرض.
وكشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية عن أن المخابرات الأمريكية خصصت موارد مالية ضخمة للغاية من أجل العثور على السنوار لكن بدون فائدة.
وأوضحت الصحيفة الإسرائيلية أنه وفقًا للتقديرات، يتمكن السنوار من الهروب عن طريق تجنب استخدام وسائل الاتصال الإلكترونية لفترة طويلة، ومع ذلك، تشير المصادر الأمريكية إلى أنه تواصل مع قادة آخرين في حماس باستخدام الهواتف الخلوية والأقمار الصناعية خلال المراحل الأولى من الحرب، وتمكن من الهروب من "شبكة استخبارات معقدة".
وترى الولايات المتحدة أن السنوار يتواصل مع العالم عبر شبكة من الوسطاء البشريين، التي لا يزال عملها يشكل لغزًا، وتشبه طريقة عمله إلى حد كبير أسلوب زعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن، الذي نجح في الهروب من الولايات المتحدة قرابة عقد بعد هجمات 11 سبتمبر، قبل أن يتم قتله في باكستان.
وأضافت الصحيفة أنه على الرغم من الضغوطات المتزايدة، لا يزال السنوار يحتفظ بالسيطرة على الاستراتيجية العامة لحركة حماس، وله الكلمة الأخيرة في المفاوضات التي تجريها الحركة مع إسرائيل بشأن صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار، ويعتبر السنوار القائد الفعلي للحركة منذ اغتيال إسماعيل هنية في طهران.
وأشار دبلوماسيون مشاركون في محادثات الوساطة إلى أن ممثلي حركة حماس يؤكدون ضرورة الحصول على موافقة السنوار قبل اتخاذ أي قرارات.
وأوضحت الصحيفة أن السنوار هو الوحيد الذي يمكنه ضمان تنفيذ أي اتفاق يتم التوصل إليه فعليًا في قطاع غزة.
ويعتقد المحللون أن الآثار المترتبة على اغتيال السنوار وخصوصًا فيما يتعلق بمفاوضات وقف إطلاق النار في غزة ومصير المحتجزين غير واضحة.