سياسى فلسطينى لـ"الدستور": تصريحات نتنياهو تجاه القاهرة هدفها التهرب ووضع العراقيل
قال ثائر أبوعطيوي الكاتب السياسي الفلسطيني، إن تصريحات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلى بنيامين نتنياهو الأخيرة المتعلقة بمحور فيلادلفيا واتهام مصر بالسماح بتهريب الأسلحة إلى قطاع غزة، هي كلها تصريحات كاذبة وعارية عن الصحة وبعيدة عن الحقيقة، وجاءت تصريحات نتنياهو في هذا التوقيت بما يتعلق بمحور فيلادلفيا والقاهرة بسبب الضغوط الداخلية الإسرائيلية عليه من جهة، وبسبب تصاعد وتيرة المظاهرات والإعلان عن الإضرابات في كل المرافق العامة الإسرائيلية من أجل الضغط عليه بالقبول في التوصل لاتفاق لصفقة تبادل بشكل عاجل وسريع، وهذا في ظل ضغوط المعارضة والرأي العام الإسرائيلي والعديد من الساسة والمسئولين الإسرائيليين الذين يريدون في أسرع وقت إنجاز صفقة تبادل تؤدي إلى استعادة الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة.
وأضاف أبوعطيوي، في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن تصريحات نتنياهو تجاه القاهرة كلها من أجل التهرب والتسويف ووضع العراقيل والمبررات الباطلة من أجل عدم إنجاز صفقة تبادل واستمرار الحرب والعدوان على قطاع غزة، لافتًا إلى أن الزج باسم مصر في أمور لا علاقة لها بها لا من قريب أو بعيد، دليل على تخبط نتنياهو، ودليل على التهرب ووضع العراقيل والمبررات أمام التوصل لاتفاق صفقة تبادل عبر المفاوضات.
محور فيلادلفيا ورفح ذات سيادة مصرية فلسطينية لا علاقة للاحتلال به
وأكد أبوعطيوي أن محور فيلادلفيا ومعبر رفح البري ذات سيادة مصرية فلسطينية لا علاقة للاحتلال الإسرائيلي به نهائيًا، مشددًا على أن مصر حريصة على سيادة حدودها مع قطاع غزة، لأن هذا من أهم مقومات الأمن المصري التي تحافظ عليه الدولة المصرية وتسعى لإنجازه وتحقيقه باستمرار.
وأشار أبوعطيوي إلى أن تصريح نتنياهو تجاه القاهرة الهدف منها تصدير الأزمات الداخلية لعدم رغبة نتنياهو بالتوصل إلى اتفاق صفقة تبادل ورغبته في استمرار الحرب والعدوان على قطاع غزة هذا من جهة، ولحرف الأنظار بسبب تراكم أزمات حكومة بنيامين نتنياهو المتعددة، ولصرف انتباه الرأي العام الإسرائيلي عن فشل الحكومة الإسرائيلية في إدارة المواقف السياسية الداخلية في ظل استمرار المظاهرات المعارضة لسياسة نتنياهو واستمرار الاضرابات المطالبة بضرورة إبرام صفقة تبادل من خلال المفاوضات وإيقاف الحرب.
وأوضح الكاتب الفلسطيني أن تمسك نتنياهو بالبقاء في محور فيلادلفيا بالتأكيد هو أمر ينسف كل جهود التسوية وجهود الوسطاء للوصول إلى اتفاق عبر طاولة المفاوضات، حيث إن التمسك بالبقاء في محور فيلادلفيا جنوب قطاع غزة يعني بقاء الاحتلال الإسرائيلي والسيطرة التامة على معبر رفح، الأمر الذي يتنافى تمامًا مع جغرافية المنطقة بأكملها لأن السيادة فيه فلسطينية مصرية.
إن تمسك رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلى بالبقاء في محور فيلادلفيا الهدف منه إطالة عمر الحرب، والبقاء أكبر مدة في قطاع غزة، هذا من جهة، وللتهرب من خلال وضع العراقيل والشروط في وجه المفاوضات التي تريد الوصول لصفقة تبادل وانتهاء الحرب.
استهداف الضفة هو استهداف مستمر منذ سنوات
وأشار أبوعطيوي إلى أن استهداف الاحتلال الإسرائيلي لمخيمات شمال الضفة الغربية هو استهداف مستمر منذ سنوات عدة، رغم وجود حالات المد والجزر في عملية الاستهداف واقتحام مخيمات شمال الضفة.
وأضاف أبوعطيوي أن العملية العسكرية الإسرائيلية لاجتياح مخيمات الضفة جاءت من خلال تحريض صريح ومعلن من قبل الساسة والمسئولين الإسرائيليين مثل وزير الخارجية يسرائيل كاتس، ووزير المالية بتسئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، إضافة للمسئولين في المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، وتصريحات وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي يوآف جالانت وقوله إنه يجب القضاء على جميع التنظيمات في الضفة الغربية، وأنه لا يوجد حل آخر ويتعين استخدام كل ما يلزم وبكل قوة، وتأكيده في تصريحاته الجديدة أن إسرائيل الآن في مرحلة جز العشب بالضفة، وسيأتي الوقت ليقتلع فيه الجذور، وفقًا لقوله.
وأكد أبوعطيوي أن تصعيد الاحتلال للهجمة الشرسة على مخيمات الضفة الغربية بالتزامن مع استمرار الحرب على غزة، من أجل القضاء على كل ما هو فلسطيني على صعيد الإنسان وجغرافية المكان، ومن أجل توسيع رقعة الاستيطان وبناء المستوطنات على أراضي المواطنين الفلسطينين بالضفة الغربية، وخلق واقع استعماري إسرائيلي جديد عنوانه تصفية الوجود الفلسطيني من كل الأراضي الفلسطينية المحتلة واستبدالها بوجود استعماري من خلال الاستيطان والتهويد.
