رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

اختلاق الأكاذيب.. محمد الباز: نتنياهو يهاجم مصر لأنها أجهضت كل أحلامه فى إخلاء غزة والضفة

محمد الباز
محمد الباز

علّق الدكتور محمد الباز، رئيس مجلسى إدارة وتحرير جريدة «الدستور»، على البيان المصرى الذى فنّد أكاذيب بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلى، كاشفًا فى الوقت ذاته عن التحركات المصرية بشأن الممارسات الإسرائيلية خلال الفترة المقبلة.

وقال «الباز»، فى مداخلة هاتفية مع قناة «القاهرة الإخبارية»: «التحركات المصرية موجودة منذ اللحظة الأولى للحرب فى غزة، وهى تحركات تتسم بالانضباط الشديد، والإدراك لحدود وملامح ما يحدث على الأرض، مع استنادها طوال الوقت إلى الثوابت المصرية الراسخة».

وأضاف رئيس مجلسى إدارة وتحرير «الدستور»: «هذه الثوابت تعلنها مصر وتتمسك بها، سواء فى جلسات المفاوضات الثنائية داخل الغرف المغلقة، أو فى المؤتمرات العلنية، أو على لسان مصادرها المسئولة»، مشيرًا إلى أن البيانات الحالية التى تصدر عن «المصدر المسئول» تمثل جزءًا مهمًا جدًا من القوة السياسية والمدفعية، فى مواجهة ما يحدث وما يأتى من إسرائيل.

وانتقل للحديث عن رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو، واصفًا إياه بأنه «أسوأ سياسى فى العصر الحديث»، مضيفًا: «بكل المعايير، أثبت هذا الرجل أنه يعمل لبقائه هو، ولا يلتفت إلى مصلحة شعبه، حتى بالشكل البراجماتى».

وأضاف: «نتنياهو لا يلتفت إلى مصلحة إسرائيل، وهو من ورّطها فى هذه الأزمة، التى نشاهد رد فعل الشعب الإسرائيلى عليها الآن، من خلال خروجه إلى الشوارع والميادين للاحتجاج والتنديد ورفض ما يفعله رئيس حكومته»، مجددًا وصفه لرئيس الوزراء الإسرائيلى بأنه «أسوأ سياسى فى العصر الحديث».

وواصل: «نتنياهو يسير إلى حتفه بسرعة كبيرة جدًا، ومنذ اللحظة الأولى يطلق تصريحات ووعودًا لم يحقق منها شيئًا على الإطلاق، وهو يعانى حالة فشل كاملة فى كل ما خططه واعتزم تنفيذه، ومع ذلك ما زال يعلّق هذا الفشل وهذه الأخطاء على شماعات أخرى».

وأكمل: «للأسف الشديد، نتنياهو لا يدرك قوة مصر الحقيقية، ولا قدراتها على الأرض، إلى جانب قدراتها السياسية، لذلك أعتقد أنه عندما يتناول المحللون السياسيون مسيرة هذا السياسى الأسوأ على الإطلاق، سيجدون أن خطأه الأكبر هو محاولة الاشتباك مع مصر، وترويج أكاذيبه فيما يخصها للتغطية على فشله».

وعن الكذبة الكبرى التى يروجها «نتنياهو» بخصوص «محور فيلادلفيا»، وضرورة بقاء قوات الجيش الإسرائيلى به لـ«منع تهريب السلاح إلى غزة»، قال الدكتور محمد الباز: «نتنياهو لديه ملف كبير جدًا من الفساد فيما يتعلق بمسألة السلاح، فهذا الرجل هو من يرعى تهريب السلاح إلى الضفة، كما أشار المصدر المسئول، حتى يتخذ ذلك حجة للهجوم».

وأضاف «الباز»: «نحن أمام مسئول سياسى فاسد بكل المعايير، لا يتعامل بشرف على أى مستوى، يختلق الأزمات ثم يحولها إلى حجة ومبرر لشن المزيد من العدوان، وتحقيق المزيد من الأهداف. لكن ما أراه الآن هو أن السحر انقلب على الساحر».

وواصل: «هذا الرجل الذى كان يتعامل على أنه حاوٍ فى السيرك السياسى العالمى، انقلب عليه فعله بدرجة كبيرة جدًا الآن، وأعتقد أنه سيواجه مصيرًا أسود، لأن التحركات فى إسرائيل ضده، بالتزامن مع جهد سياسى ودبلوماسى ضده أيضًا فى مصر».

وعن السيناريوهات الممكنة أمام «نتنياهو»، قال «الباز»: «نتنياهو لا يملك إلا سيناريو واحدًا فقط الآن، هو ما يطبقه على الأرض بالفعل، ويتمثل فى اختلاق الأكاذيب وإلقائها على الأطراف الأخرى، اعتقادًا منه أنها يمكن أن تُنهى الأزمة، لكن كل الطرق أُغلقت فى وجهه».

وأضاف: «هناك تصريحات من داخل حكومات عديدة تؤكد ما أقول، إنه لا يوجد أمام نتنياهو سوى طريق واحد، يجيد السير فيه دائمًا، وهو اختلاق الأكاذيب وترويجها ومحاولة تمريرها للآخرين، وكثيرًا ما ابتلع الإسرائيليون مثل هذه الأكاذيب، لكن المواجهة حاسمة ومكشوفة الآن».

وواصل: «هذا الرجل هو من قتل الإسرائيليين بتعنته وعدم مرونته فى إتمام المفاوضات والهدنة والوصول إلى حل نهائى، هو الآن يداه ملطختان بدماء الفلسطينيين والإسرائيليين، والاسرائيليون أنفسهم لن ينسوا أن هذا الرجل لم يلتفت إلى المحتجزين الإسرائيليين الذين ماتوا بسهولة جدًا، رغم أنه كان فى يده الحل، لكن سعيًا وراء مجده الشخصى ومحاولة إنقاذ نفسه ضحى بكل هؤلاء».

وتوقع «الباز» أن «يضيق الخناق على نتنياهو شيئًا فشيئًا، ومصر بمكانتها السياسية والدبلوماسية لن تتردد أبدًا فى الرد وتوضيح الحقائق والتصدى لأكاذيبه، فى كل الدوائر السياسية والدبلوماسية»، مشددًا على أن «النهاية التى تنتظر نتنياهو يستحقها، فمسيرته لا بد أن تنتهى بهذا المصير الأسود، فهو رجل يلعنه ويلفظه ويرفضه العالم كله، ويجنى الآن ما زرعته يداه».

وعن رؤيته لمستقبل مفاوضات وقف إطلاق النار، قال «الباز»: «لا وصول إلى تفاوض وحل نهائى دون إزاحة نتنياهو عن المشهد، لأن هذا الرجل يزيد الأمور تعقيدًا، وكل الدوائر السياسية فى الإقليم وعلى المستوى الدولى باتت تدرك أنه أصبح العقبة الكبيرة والوحيدة فى طريق الوصول إلى أى تفاوض، لأنه كانت لديه أوراق وتناقصت فى يديه».

وأضاف رئيس مجلسى إدارة وتحرير «الدستور»: «الحكومة والإعلام والمسئولون السياسيون فى إسرائيل كانوا يدعمون أكاذيبه، منذ اللحظة الأولى لهذه الحرب، ومن بين هذه الأكاذيب غلق مصر معبر رفح، وتعطيلها دخول المساعدات، لكن كل هذه الأطراف التى كانت تساعده فى الكذب وتروج لأكاذيبه وادعاءاته تخلت عنه الآن، حتى إنها باتت تنحاز إلى الرواية المصرية فيما يحدث».

وواصل: «نحن أمام رجل يكذب بمفرده، وأصبح عبئًا على المشهد السياسى، لذا لا بد من إزاحته، ولا أستبعد أن يتم اغتياله من قبل مسئولى الحراك الدائر فى إسرائيل، لأن هناك من يرى أن هذا الرجل أصبح عبئًا، وإزاحته عن المشهد أصبحت ضرورية للغاية، لأنه يهدد الوجود الإسرائيلى».

وتطرق إلى موقف رئيس الوزراء الإسرائيلى من خطة تهجير الفلسطينيين إلى سيناء، وثبات الموقف المصرى ضد هذه الخطة، قائلًا إن «نتنياهو هو الأشد خطرًا على إسرائيل، من خلال سعيه لتنفيذ خطة التهجير، التى تستهدف إخراج الفلسطينيين من الضفة إلى الأردن، وإخراج الفلسطينيين من غزة إلى سيناء».

وأضاف: «فى المحور الخاص بسيناء، وقفت مصر بشكل واضح أمام هذا المخطط، واستطاعت أن تغير موجة الرأى العالمى، ليصبح الرأى العام العالمى مؤيدًا للرؤية المصرية القائمة على أن تهجير الفلسطينيين إلى سيناء لا يمكن أن يحدث أبدًا، وأن أضراره أكثر من الوضع الحالى، حتى على إسرائيل نفسها».

وواصل: «أما المحور الثانى الخاص بإخلاء الضفة ونقل سكانها إلى الأردن، أدركت مصر بشكل كبير جدًا خطر هذا المخطط، فتواجدت فى الأردن بقوة كبيرة، وعقدت معه العديد من الاتفاقيات الأمنية، والرئيس السيسى زار البلد الشقيق أكثر من مرة، بجانب زيارة الملك عبدالله الثانى إلى القاهرة أكثر من مرة».

واختتم «الباز» بقوله: «مصر استطاعت أن تحطم أحلام نتنياهو كلها، ولهذا السبب يتعامل بهذا العنف والشراسة معها، وأصبح مدمنًا لإطلاق وترويج الأكاذيب عنها، فهذا الرجل يرى أن مصر أطاحت بأحلامه، وكتبت لها نتيجة هى الأسوأ على الإطلاق، لذا نرى هذه الشراسة التى ستنتهى حتمًا بإزاحته أو اغتياله».