رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"خيالات مريضة".. خبراء سياسيون يستنكرون خطاب "نتنياهو"

خطاب نتنياهو
خطاب نتنياهو

استنكر عدد من الخبراء السياسيين والأحزاب خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأخير، مؤكدين أن التصريحات التي أدلى بها تعكس "الخيالات المريضة" لنتنياهو وإعلان فشله الذريع في تحقيق أهدافه الوحشية.

وقال الدكتور حامد فارس، أستاذ العلاقات الدولية، إن تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تدل على أن هناك ضعفًا سياسيًا شديدًا في خطابه.

وأضاف فارس، في تصريحات خاصة لـ"الدستور": "دليل قاطع على أنه يريد أن يصدر للداخل الإسرائيلي أن استمرار الحرب لمصلحة الشعب وليس لمصلحته الشخصية على خلاف الحقيقة التي ظهرت اليوم".

وأشار إلى أن الخطاب يؤكد على ضعف نتنياهو بشكل عام على ممارسة أي ضغوط سياسية تدفع في اتجاه خفض التصعيد في الداخل الإسرائيلي، الذي يمثل ضغطًا حقيقيًا على حكومة نتنياهو، خاصة أنه أتى بعد عدة ضربات متتالية منها إعلان بريطانيا عن تعليق 30 رخصة لتصدير السلاح إلى إسرائيل، وأيضًا بعد مقتل ستة من الرهائن، بالإضافة إلى العملية النوعية التي تمت في الضفة الغربية وأدت إلى مقتل أكثر من 3 من الإسرائيليين.

خطاب قلق ومرتبك

ولفت إلى هذه المعطيات بالإضافة أيضًا إلى نقطة جوهرية رابعة وهي الخاصة بتصريحات الرئيس الأمريكي بأنه يقوم بإعداد خطة جديدة أطلق عليها الفرصة الأخيرة للوصول إلى تفاهمات، جعلت نتنياهو يخرج اليوم وهو مرتبك وقلق للغاية على مصيره السياسي، خاصة بعد التزايد الخطير في حدة الاحتجاجات وارتفاع أعداد المتظاهرين بأكثر من 60 موقعًا داخل إسرائيل وما لا يقل عن 700 ألف متظاهر في الكثير من المناطق منهم ما لا يقل عن 300 ألف متظاهر في تل أبيب.

واختتم: هذا الخطاب يدل على أن نتنياهو في أضعف مراحله السياسية، خاصة أيضًا بعد المواقف العلنية والاختلافات التي ظهرت بينه وبين وزير دفاعه في الفترة الأخيرة فيما يخص محور فيلادلفيا.

من جهته، قال الدكتور أحمد عبدالحميد، أستاذ العلاقات الدولية، إن خطاب نتنياهو لم يختلف عن الخطابات السابقة، التي تحتوي دائمًا على الأكاذيب التي تجعل منه صورة فوق القانون، ولكنه يدعي أنه المستضعف بحكومته التي تقتل كل يوم، مشيرًا إلى أن نتنياهو هو الذي يلقي بشماعة الأخطاء المتعاقبة منذ السابع من أكتوبر.

فشل الجيش الإسرائيلي 


وأكد عبدالحميد، في تصريحات خاصة، أن الجيش الإسرائيلي فشل فشلًا ذريعًا بعد مرور 11 شهرًا من الصراعات داخل قطاع غزة محاولًا السيطرة عليه، ولم يكتف إلا بقتل الأبرياء فقط، ومحاولة قمع المقاومة الفلسطينية، مشيرًا إلى أنه كان معتقدًا أن المقاومة الفلسطينية عبارة عن مجموعات مسلحة مثل حماس والفصائل الفلسطينية الأخرى، ولكنه وجد أن المقاومة الفلسطينية هي مقاومة شعب، وهو ما أثار جنونه وجعله ينتقل بصراعه إلى الضفة الغربية محاولًا الضغط بشكل أكبر على الفلسطينيين بفكره وعملية المساومة السياسية التي تحمل معنى الابتزاز السياسي.

من جهته، قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، موجه وملون وعمل فيه كثيرًا من الأخطاء من حيث تحليل مضمون الخطاب، فهناك تحميل على إيران، وتحميل على حركة حماس أنها المسئولة، وكذلك لمصر أنها من ساندت المقاومة منذ أيام الرئيس مبارك، مشيرًا إلى أن الخطاب حمل كثيرًا من الرسائل الخطيرة التي يجب الرد عليها.

وأكد فهمي، في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن هناك أمرًا خطيرًا تمت الإشارة إليه في الخطاب، وهو استمرار بقاء القوات الإسرائيلية في ممر صلاح الدين، ورفض كل الخيارات في كل الأحوال، ما ستكون له تداعياته وسيؤدي إلى توتر العلاقات المصرية الإسرائيلية.

ولفت إلى أن نتنياهو أكد، خلال خطابه، على تكريس استراتيجية الأمن وإدارة القطاع الأمني، بما يؤكد استمرار التواجد في قطاع غزة، قائلًا: نحن أمام سيناريو استمرار الحرب والمواجهة والتعامل وفق سياسات أحادية من جانب واحد، وعدم وجود صوت للعقل في إسرائيل.

وأشار إلى أن نتنياهو حرص على التحدث بشأن المؤسسة العسكرية وما بها من اشتباك بشأن الإفراج عن المحتجزين، وأن في النهاية سيتعامل في هذا المنطق وهو انفرادية الرأي والقرار.

وتابع أن الخطاب مضلل وركز على إيران باعتبارها طرفًا رئيسيًا، وأنه لن يسمح بعودة حماس إلى مواقعها، مشيرًا إلى أن الخطاب خطير لأنه يشرح كيفية التعامل مع استراتيجية نتنياهو القائمة على فكرة رفض المفاوضات واستئنافها، ما ستكون له تداعياته وسيؤذي العلاقات المصرية الاسرائيلية.

من جهته، أكد ناجى الشهابي، رئيس حزب الجيل الديمقراطي، أن خطاب رئيس الوزراء حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الذي ألقاه مساء الإثنين وأعلن فيه أن القوات الإسرائيلية يجب أن تحتفظ بالسيطرة على محور فيلادلفيا "صلاح الدين" عند الحدود بين غزة ومصر، متعهدًا "بعدم الرضوخ للضغوط" بشأن هذه المسألة في محادثات وقف إطلاق النار- ملىء بالأكاذيب والخيالات المريضة التى ينفيها الواقع الذى تعيشه إسرائيل منذ السابع من أكتوبر الماضي.

نتنياهو ظهر في خطابه خائفًا

وأوضح الشهابي، في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن نتنياهو ظهر في خطابه خائفًا، مرتبكًا وضعيفًا بالرغم من محاولته تصنع غير ذلك، بالرغم منه أنه أول خطاب له منذ 7 أشهر يوجه للرأى العام الإسرائيلى بعد فشله فى تحقيق أي من الأهداف التى أعلنها منذ قراره بشن حرب إبادة ضد الشعب الفلسطينى وتصفية قضيته.

وأشار إلى أنه أجبر على توجيه هذا الخطاب بعد دعوة اتحاد نقابات العمال "الهستدروت"، أهم مؤسسة حكومية، لإضراب عام، فى محاولة منه لإفشال الدعوة للإضراب، مضيفًا أنه كان مهزوزًا طوال فترة خطابه وظهر واضحًا انعكاس الخسائر الاقتصادية التى تكبدتها حكومة الاحتلال الصهيونى بعد ما وصلت تكلفة حربها النازية على قطاع غزة، وامتدت الآن إلى الضفة الغربية، لحوالى 76 مليار دولار.

وأضاف رئيس حزب الجيل أن "رئيس وزراء إسرائيل أكد للعالم كله أنه السبب فى فشل المفاوضات الدائرة بينه وبين حماس برعاية مصرية/ قطرية/ أمريكية، بإصراره على عدم وقف الحرب والسيطرة على محور فيلادلفيا بقواته العسكرية، فى مخالفة واضحة لاتفاقية السلام مع مصر التى تصر على انسحاب قوات الاحتلال منه".

وأكد أن خطاب نتنياهو عكس حالة الهوس والاستبداد التى يعيش فيها وجعلته يرفض كل الحلول السياسية لإيقاف هذه الحرب الملعونة والإفراج عن الرهائن، لافتًا إلى أنه لم يقنع الرأى العام فى بلاده وأيضًا لم يقنع الرأى الدولى وخاصة وهو يقول "كاذبًا" بعد 11 شهرًا من الحرب مع المقاومة الفلسطينية، إن "تحقيق أهداف الحرب يمر عبر محور فيلادلفيا، والسيطرة على المحور تضمن عدم تهريب المخطوفين إلى خارج غزة".