رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تحت الطبع.. "سيكولوجية الحماقة " للمترجم لطفي السيد منصور

لطفي السيد منصور
لطفي السيد منصور

يصدر قريبًا عن دار أفاق للنشر والتوزيع " كتاب" سيكولوجية الحماقة "تحرير وإشراف ومشاركة جان فرانسوا مارميون. وترجمة لطفي السيد منصور. 

و يتناول الكتاب سيكولوجية الحماقة أو الهراء مجموعة من السياسيون وعلماء النفس والفلاسفة والكتاب وكتاب الدراما وعلماء الأديان السماوية والأرضة. 

وجاء في المقدمة التي كتبها جان فرانسوا مارميون:كتب ديكارت: "إن الحسَّ السليم أفضلُ شيءٍ مشترك في العالم". ماذا عن الحماقة إذًا؟

سواء أكانت تنضح أم تتسرب، سواء أكانت تتقطر أم تندفع، فهي موجودة في كل مكان. بلا حدود، وبلا نهاية. أحيانًا تتدحرج لطيفة في موجات، يمكن احتمالها تقريبًا، وأحيانًا تكون مستنقعًا راكدًا مقزِّزًا، وأحيانًا زلزالًا، وعاصفة، وموجة عاتية تجتاح كل شيءٍ في طريقها، وهي تحطم، وتستهزئ، وتعبث، الحماقة تلطِّخ الجميع. والأسوأ من ذلك أنه يُشاع أننا جميعًا مصدرها، أنا نفسي لا أشعر أنني بحالة جيدة جدًّا.

الوجود الذي لا يُحتمل ثقله

يرى الجميع الحماقات، ويسمعها، ويقرؤها، كل يوم دون استثناء. في الوقت نفسه، الجميع يفعل ذلك، يفكر فيها، يتأملها ويقولها، نحن جميعًا حمقى في بعض الأحيان، ونحمق قولًا أو فعلًا بلا توقف دون أن يكون لذلك عواقب كبيرة، وبيت القصيد هو أن ندرك ذلك ونندم عليه؛ لأن الخطأ إنساني، فالاعتراف بالخطأ هو نصف المغفرة. دائمًا ما نكون حمقى بالنسبة إلى شخص ما، ولكنْ نادرًا ما نكون كذلك بالنسبة إلى أنفسنا... وبغضِّ النظر عن هذه الهمهمات اليومية الصغيرة عن الحماقة، علينا –للأسف- أن نحسب حساب هدير منافسة الحمقى، حمقى مهيبون، كبار. هؤلاء الحمقى، سواء التقينا بهم في العمل أو في الأسرة، لا يقدِّمون أي شيء غير عادي. يفزعونكم ويعذِّبونكم بعنادهم من خلال غباوة فاحشة وعجرفة غير مبرَّرة، إنهم يصرون، ويمهرون بتوقيعهم، وسوف يمحون بكل سرورٍ رأيك، وعواطفك، وكرامتك بجرَّة قلم، إنهم يلوِّثون أخلاقك ويتحدَّوْن إيمانك بأية عدالة على الإطلاق في هذا العالم. وبداخلهم، حتى مع التساهل الكبير، يرفضون الاعتراف بأي إنسان.

الحماقةُ وعدٌ غيرُ متحقق، وعدٌ بالذكاء والثقة، خانَه الأحمق، خائن الإنسانية. الأحمق "غبي"، بهيمي! نود أن نعتزَّ به، وأن نجعله صديقًا، لكن الأحمق ليس على المستوى- أي على مستوانا. إنه يعاني مرضًا ليس له علاج. وبينما يرفض العلاج، مقتنعًا بأنه يظل الرجل الأعور الوحيد في عالم العميان، تكتمل الكوميديا المأساوية، لا عجب أن ينبهر الزومبي بحاله، بمحاكاة وجوده، وعدمه الفكري ومطلبه الأساسي والحتميِّ بالحطِّ من قدر الأحياء، الأبطال، الأخيار. ففي نهاية المطاف، يريد الأحمق أيضًا أن يحطَّ من قدرك: فالفشلة لن يخطِّئوك. قمة الأحمق هو أن يكون ذكيًّا في بعض الأحيان، ومثقفًا على أي حال: إنه يلتهم الكتب ومؤلفيها جيدًا، باسم كتاب آخر، أو أيديولوچية، أو أي شيء علمه إياه أساتذة عظام (سواء أكانوا حمقى أم لا)؛ لأنه يتمتَّع بموهبة تحويل شبكة القراءة الخاصة به إلى قضبان قفص.

الشك يجعلك مجنونًا

الأحمق يدينك بامتياز دون استئناف، وعلى الفور، دون ظروف مخفَّفة، استنادًا فقط إلى المظاهر التي، علاوة على ذلك، لا يلمحها إلا من خلال غماماته، إنه يعرف كيف يكون متحمِّسًا من أجل حشد نظرائه، والتحريض على الإعدام خارج نطاق القانون، باسم الفضيلة واللياقة والاحترام، يصطاد الأحمق في حشدٍ، ويفكِّر في قطيع.

ومن بين العناوين الأخرى التي وردت في الكتاب:الدراسة العلمية للحمقى (سيرچ تشيكوتي)، تصنيف الحمقى (چان فرانسوا دورتييه)، منظور إدجار موران، نظرية الحمقى الأوغاد: مقابلة مع آرون چيمس، من الغباء إلى الهراء (باسكال إنجل)، الإنسان مخطئ للغاية (چان فرانسوا مارميون)، معرض التحيزات (والاستكشافات) (چان فرانسوا مارميون)، الحماقة والتحيزات الإدراكية (إيڨا دروزدا سينكوفسكا)، التفكير ذو سرعتين: مقابلة مع دانييل كانيمان، عن حماقة الدماغ (بيير لوماركي)، الحماقة المتعمَّدة (إيف ألكسندر تالمان)