رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

معاناة لم نشهدها من قبل.. مواطنو جنين يرصدون لـ"الدستور" ويلات الاعتداءات الإسرائيلية

جنين
جنين

تعيش مدينة ومخيم جنين، أهوال حرب غزة مع الهجمة الشرسة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي على المدينة ومخيمها قبل 3 أيام، أسفرت عن وقوع 14 شهيدًا بجانب دمار كبير للبنية التحتية ومحاصرة المستشفيات واستهداف الطواقم الطبية وسيارات الإسعاف والهلال الأحمر.

وكشف عدد من المواطنين في جنين، في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، انتهاكات الاحتلال المستمرة بحق الأهالي واستهداف كل ما هو متحرك من خلال قناصة الاحتلال.

وضع سيئ للغاية وهجمة لم نشهدها من قبل

وقال أحمد السعدي من سكان الحارة الشرقية بمدينة جنين، الوضع سيئ للغاية، هجمة شرسة على جنين والحي الشرقي، خاصة ومخيم جنين عامة، الاحتلال الإسرائيلي يستهدف المستشفيات ويستهدف الحجر والشجر والبشر يستهدف البنية التحتية، يستهدف أماكن تجمعات الكهرباء والمياه، كما تم تجريف جميع الشوارع، وتدمير البنية التحتية في مدينة جنين والمخيم.

وأضاف السعدي في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أنه تم هدم أجزاء كبيرة من المنازل في الحي الشرقي بمدينة جنين، لافتا إلى أن جيش الاحتلال يمنع استقبال أو مرور سيارات الإسعاف والطواقم الطبية ونقل المصابين والجرحى للمستشفيات، موضحا أنه يحاصر المستشفيات منها مستشفى ابن سينا ومستشفى الحكومي في مدينة جنين ويطلق النار على كل شيء يتحرك داخل المدينة. 

وأوضح السعدي أن هناك شهداء وجرحى وهناك أزمة خانقة في المدينة والمخيم بسبب انقطاع الكهرباء والمياه، ونقص المواد المعيشية الأساسية من ألبان وخبز وغيرها، مشددا على أن الوضع سيئ للغاية، مؤكدًا أنها هجمة شرسة لم يرها المواطنون في جنين والضفة من قبل.

مواطن من جنين: هجمة شرسة لم نعشها من قبل

وتابع السعدي: "الجرحى ملقون في الشوارع وعلى الأرض والطواقم الطبية لا تستطيع الوصول إليهم بسبب استهداف الاحتلال، وتدمير البنية من الشوارع، وفي حال وصلت إليهم سيارات الإسعاف الاحتلال يمنعهم من الوصول والدخول إلى المستشفيات الحكومية والخاصة". 

واختتم السعدي تصريحاته قائلا: "هناك هجمة شرسة لم نرها من قبل والوضع سيئ جدًا، الاحتلال يستهدف كل شيء يتحرك، كل شيء وتم طرد العديد من العائلات من منازلهم في الحي الشرقي لمدينة جنين، تم طردهم والاستيلاء على بيوتهم وتدميرها، بجانب إطلاق النار وتفجير كل شيء يتعلق في المواطنين حتى لا يبقى أي شيء من مكونات الحياة في مدينة جنينة والمخيم".

سياسي من جنين: إسرائيل تسعى لإشعال المنطقة

فيما قال نزار نزال باحث فلسطينى من مدينة جنين مختص بالشأن الإسرائيلى، هناك كرة من الثلج تتدحرج داخل الضفة الغربية أو وسط الضفة الغربية، لافتًا إلى أن الجنوب كان هادئا ولا يوجد به أي إشكاليات أو أعمال لها علاقة بمقاومة الإسرائيليين ولكن ما جرى في شمال الضفة الغربية من احتلال للتجمعات السكانية والاغتيالات والقصف العنيف وتدمير البنى التحتية أدى بنهاية المطاف إلى تحرك جنوب الضفة الغربية من خلال عملية نفذت من قبل المقاومة الفلسطينية ليل أمس في الخليل مما دفع جيش الاحتلال إلى محاولة اجتياح مدينة الخليل والسيطرة على مدينة الخليل وإغلاق مداخل مدينة الخليل، هذا يعطي دلالة ويعطي مؤشرا على أن الجنوب الفلسطيني أو جنوب الضفة الغربية قد انضم إلى عمليات المقاومة ضد الإسرائيليين.

وأضاف نزال، في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، العمليات العسكرية في الضفة الغربية جبهة جديدة فتحها بنيامين نتنياهو من أجل ترسيخ نظرته على الواقع في الضفة الغربية وإلغاء قانون فك الارتباط الذي قام به شارون واتخذه في 2005، ونتنياهو يريد إلغاء اتفاقية أوسلو وإنهاء العنوان السياسي للشعب الفلسطيني وهي السلطة الوطنية الفلسطينية.

وأكد نزال أن نتنياهو يريد أن يلغي أيضًا ملاحق اتفاقية كامب ديفيد الخاصة بمحور فيلادلفيا، كما يريد إلغاء اتفاقية في الخليل، وبالتالي هذا التدحرج وهذه كرة الثلج التي تكبر شيئا فشيئا يمكن أن تؤدي إلى مزيد من العنف ومزيد من الدمار في الضفة الغربية، مشددا على أن نتنياهو يريد أن يحدث فوضى كبيرة لها علاقة بترتيبات في وقت لاحق على أن يكون واقعا جديدا أدى إلى إنهاء حل الدولتين وإنهاء القضاء على أي أفق سياسي ممكن أن يؤدي إلى حالة من الاستقرار، لافتا إلى أن نتنياهو جن جنونه بعد السابع من أكتوبر وهو يتجه إلى دفع المنطقة كلها الى العنف وبمكن أن تتطور الأمور في وقت لاحق إلى حرب إقليمية لا أحد يتنبأ بنتائجها.

أهالي جنين نزحوا نحو الريف الفلسطيني 

وحول مصير الأهالي النازحين من جنين، قال نزال، المواطنون يرحلون من المناطق التي يكون فيها اشتباكات عنيفة إلى الريف الفلسطيني وإلى المناطق إلى حد ما، وبالتالي الاشتباكات تدور في مدينة جنين وخاصة في الحي الشرقي بمخيم جنين وبعض السكان بدأوا ينزحون من هذه التجمعات أو من المناطق الساخنة والنقاط الملتهبة إلى الريف الفلسطيني علمًا بأن جنين هي مدينة يتوزع حولها العديد من المدن، مثل مدينة قباطية ومدينة اليامون هذه تجمعات سكانية كبيرة وممكن أن يكون لهؤلاء الناس النازحين مكان فيها. 

وتابع نزال: "يبدو أن هناك معاناة إنسانية كبيرة قادمة لمنطقة جنين تحديدًا وطولكرم، ونابلس يمكن أن تدخل على الخط وطوباس هذه المناطق الشمالية السكان يعانون منذ أربعة أيام والوضع الإنساني كارثي، المستشفيات محاصرة ويتم مداهمتها، وهناك أقسام أغلقت، وبالتالي الوضع في شمال الضفة الغربية ينذر بمأساة وكارثة إنسانية.