تقليص الفجوات فى مكالمة بايدن مع السيسى
تتجه العيون نحو القاهرة تترقب نتائج المفاوضات المتواصلة بشأن الحرب فى غزة، آخر تلك المجهودات من أجل نجاح المفاوضات هى المكالمة التليفونية التى أجراها الرئيس الأمريكى جو بايدن مع الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى، يمكننا اعتبار تلك المكالمة هى مكالمة الفرصة الأخيرة حيث وصل إلى القاهرة خلال الأيام الماضية وفد أمنى إسرائيلى للمشاركة فى مباحثات وقف إطلاق النار بغزة، وقد نرى استئناف المفاوضات هذا الأسبوع. هيئة البث الإسرائيلية قالت إن «الاجتماعات التى جرت الخميس بين الوفدين المصرى والإسرائيلى لم تسفر عن إحراز تقدم»، لذلك جاءت مكالمة السيسى- بايدن كمحاولة لتحريك الأمور إلى الأمام حتى إن بعض المراقبين قالوا إن هناك تفاؤلًا أمريكيًا بإتمام صفقة التفاوض ووقف حمامات الدم فى غزة وعودة الأسرى الإسرائيليين إلى بيوتهم.
السفير أحمد فهمى المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، قال فى تدوينة له إن الاتصال أتى فى إطار جهود الوساطة المكثفة التى تبذلها الدولتان لوقف إطلاق النار بقطاع غزة وتبادل المحتجزين، حيث تم فى هذا الصدد استعراض آخر تطورات جولة التفاوض التى تستضيفها القاهرة حاليًا، وأكد الرئيسان أهمية التزام الأطراف المعنية بتذليل العقبات وإبداء المرونة لإتمام الاتفاق.
وحرص فهمى فى تدوينته على الإشارة إلى أن الرئيس عبدالفتاح السيسى أوضح فى هذا الصدد أن التوصل لاتفاق فورى لوقف إطلاق النار، يكتسب أهمية فائقة فى هذا التوقيت الدقيق، سواء لضرورة وضع حد للمعاناة الإنسانية الكارثية بالقطاع، أو لإنهاء حالة التصعيد وتجنيب المنطقة ويلات توسّع نطاق الصراع، بما لذلك من تداعيات خطيرة على كل شعوب الإقليم.
وهنا يأتى قول هيئة البث الإسرائيلية إنه لم يتم إحراز تقدم فى مفاوضات القاهرة ليؤكد أن التعنت الإسرائيلى مازال هو سيد الموقف لأن التصريحات الصادرة عن القاهرة وواشنطن حريصة على إنهاء هذا الملف، وعلى سبيل المثال لاحظنا تصريحًا مختلفًا من أمريكا على لسان منسق الاتصالات الاستراتيجية بمجلس الأمن القومى الأمريكى فى البيت الأبيض جون كيربى الذى اعتبر أن «المؤشرات الأولية» بمحادثات وقف إطلاق النار فى غزة الجارية فى القاهرة «بنّاءة» بل وزاد على ذلك بقول واضح وهو: «تم إحراز تقدم، ونحتاج من الجانبين للعمل على التنفيذ».
هنا يتجدد السؤال عن المعوقات التى أطالت مسيرة التفاوض رغم المخاطر اليومية التى تشهدها المنطقة.
فالعاصمة القطرية الدوحة استضافت فى 15 و16 أغسطس الجارى جولة محادثات مهمة بشأن وقف إطلاق النار فى غزة وتبادل الأسرى، وفى ختامها أعلن الوسطاء تقديم واشنطن مقترح اتفاق جديد أطلقوا عليه مقترح تقليص الفجوات بين إسرائيل وحركة حماس، وبالرغم من ذلك نجد نتنياهو يصر منفردًا على مغازلة اليمين الإسرائيلى المتطرف باستمرار الحرب، حيث يواصل إضافة الشرط تلو الآخر لقبول الاتفاق، هذه الشروط المتتالية حذر منها فى وقت سابق وزير الدفاع غالانت، ورئيس الموساد برنياع وقد أكدا أن تلك الشروط التى يضعها نتنياهو سوف تعرقل التوصل إلى الصفقة.
فما هى تدخلات نتنياهو فى المفاوضات؟ الإجابة هى أن نتنياهو يريد السيطرة على محور فيلادلفيا على الحدود بين غزة ومصر، وكذلك السيطرة على معبر رفح الحدودى بغزة، ومنع عودة مقاتلى الفصائل الفلسطينية إلى شمال غزة وذلك بتفتيش العائدين من خلال ممر نتساريم.
وعلى الجانب الآخر، يأتى الرد من حركة حماس أنها لا تقبل إلا بانسحاب كامل لإسرائيل من قطاع غزة، ووقف تام للحرب.
وسط هذه التعقيدات تأتى مكالمة بايدن مع الرئيس السيسى كفرصة أخيرة لكل الأطراف، وضرورة إنجاح اتفاق تقليص الفجوات الذى كاد يكون جاهزًا للتوقيع.