رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

محلل سورى لـ"الدستور": أنظار العالم تتجه لمفاوضات القاهرة لوضع هدنة غزة

كمال الجفا
كمال الجفا

 أكد السياسي والكاتب السوري د. كمال الجفا، أن صدور البيان القطري المصري الأمريكي بشأن مفاوضات الدوحة بعد هذه الجولات المكوكية من المفاوضات يشير إلى قرب التوصل إلى اتفاق شامل لإطلاق النار بغض النظر على التصريحات الصادرة عن الكيان الصهيوني أو عن بعض قيادات حماس من الداخل، والتي يبدو أنها غير مطلعة على حقيقية ما جرى ضمن الغرف المظلمة بين اللاعبين الرئيسيين والمؤثرين في ملف حرب غزة.

الأنظار تتجه نحو الهدنة

وتابع الجفا، لـ"الدستور":"نحن أمام مفترق طرق وأيام عصيبة تعيشها المنطقة وأنظار الجميع تتجه إلى جولة المفاوضات القادمة في نهاية الأسبوع القادم بعد انتهاء اللجان الفنية من عملها ومن الضروري إحداث خرق في جدار هذه الأزمة ولمصلحة المنطقة بأكملها وأولها لمصلحة الشعب الفلسطيني بأكمله إن كان في غزة أو في الضفة الغربية المحتلة".

وتساءل قائلًا: "البيان قال إن الطريق الآن ممهد للتوقيع على اتفاق وقف الحرب.. فهل نحن فعلًا قريبون من وقف إطلاق النار في غزة؟".

تابع "أعتقد ذلك أن القرار قد اتخذ وخاصة من أهم شركاء إسرائيل وحليفتها الرئيسية الولايات المتحدة الأمريكية وترافق هذا البيان مع بيان الهيئة البث الإسرئيلية نقلًا عن عدد من المسئولين الإسرائيليين الأمنيين أنهم أبلغوا الحكومة أن عمليات الجيش بشكل عام انتهت في غزة وحان الوقت لصفقة تبادل أسرى".

البيان المصري القطري الأمريكي 

أضاف "بالتالي إن تمعنا في حيثيات الإعلان المشترك القطري المصري الأمريكي، وتفاصيل الإعلان نستشف أن الجولة الأخيرة التي عقدت في قطر كانت الأكثر جدية من اللاعبين الرئيسيين في ملف الحرب في المنطقة، وبالتالي تشير إلى رغبة حقيقية في وقف هذه المجزرة وفي تجنيب المنطقة أي انفجار جراء الإصرار الإيراني وإصرار حزب الله الرد على الجرائم الأخيرة، خاصة اغتيال مغنية لا سيما أن قطر تتواصل مع إيران ولديها تطمينات على أن عملية وقف الحرب ستجنب إسرائيل ردًا قويًا على اغتيال مغنية وستجنب إيران ردًا إسرائيليًا سيؤدي حتمًا إلى انفجار حرب إقليمية في المنطقة الجميع يتحاشى حدوثها". 

وأكد "الجفا" أنه منذ بداية الحرب في غزة كانت مصر هي أيضًا مستهدفة من خلال ما كانت تخطط له إسرائيل منذ زمن بعيد بأن عمليات ترانسفير من غزة ستكون سيناء هي الوطن البديل لسكان غزة، وهذا ما رفضته مصر وبقوة وبيانات الجيش المصري والرئاسة المصرية كانت واضحة جدًا في الوقوف بقوة ضد هذا المشروع، وبالتالي مصر هي لاعب أساسي ومعنية بوقف الحرب والمجازر ضد الإخوة في غزة لوقف هذه المجزرة ولمنع تحقيق المشروع الإسرائيلي ولمنع انفجار الأوضاع في المنطقة، حيث ترتبط جبهات الإسناد بشكل كامل بما يحدث في غزة وأي عملية وقف إطلاق نار في غزة وبدء لملمة الجراح المصرية سيؤدي إلى تهدئة شاملة في الإقليم، خاصة جبهات الإسناد الثلاث وعودة عمل قناة السويس كما كانت عليه قبل هذه الحرب والتي أضرت كثيرًا بعائدات مصر من قناة السويس.

عرقلة نتنياهو

وقال إنه ربما يحاول نتنياهو عرقلة تطبيق بنود الاتفاق فيما إذا تم إقراره، ولكن اللاعب الرئيسي هو الولايات المتحدة الأمريكية وهي القادرة على ممارسة الضغوطات على نتنياهو وأيضًا هناك الرأي العام الداخلي وبعض وزراء حكومته قادرون على إجباره ربما على تطبيق هذا الاتفاق وقد يعمد إلى عدم التوقف بشكل كامل عن إطلاق النار واستمرار العمليات الأمنية والملاحقات في كامل قطاع غزة والضفة حسبما سمعنا ونسمع من تصريحات المسئولين الإسرائيليين بأنهم لن يتوقفوا عن ملاحقة ومتابعة واستهداف كل ما يتم الاشتباه به من عناصر أو مقرات أو تحصينات لقيادات حماس وباقي التنظيمات الأخرى التي تقاتل في غزة والضفة.

واعتبر "الجفا" أن وقف النار في غزة مرتبط بشكل مباشر بما يجري من عمليات تصعيد في المنطقة، خاصة بين إيران وإسرائيل، لأن جبهات المساندة التي دخلت المعركة بجانب حركات المقاومة في غزة مرتبطة بشكل كامل ومدعومة وممولة من إيران، وإيران جزء أساسي من المعركة والصراع الإسرائيلي الإيراني مفتوح ومستمر منذ عشرات السنين وبالتالي أي وقف لإطلاق النار في غزة سيسقط ربما الرد الإيراني بعناوينه العريضة وربما يتم الرد ضمن أهداف متفق عليها وهذا حتمًا سيتم بوساطة قطرية أو ربما تركية لإخراج الجميع منتصرًا بهذه الحرب.

وأكد السياسي السوري أن المرحلة القادمة مرتبطة بما سيجري من مفاوضات في القاهرة والتي يبدو أنها قريبة جدًا من اتخاذ قرار وقف إطلاق النار وأيضًا إلى ما سيقرره نتنياهو وهل سيقبل هذا الاتفاق وهل سيقوم بتطبيقه بالكامل، أم أن الخروقات واستمرار الاستهدافات واستمرار عمليات القتل سيقوض أي إمكانية لإنجاح هذا الاتفاق والذي ينتظره العالم بأكمله بما فيها ايران والتي سيريحها كثيرًا، لأن تصريحات كثيرة للمسئولين الإيرانيين صدرت خلال الأيام السابقة تقول إن أي وقف لإطلاق النار في غزة ربما سيريح إيران وسيوقف ردها على عملية اغتيال هنية وأيضًا لا ننسى أن أي قرار إسرائيلي بالذهاب إلى حرب إقليمية ولا يلقى دعمًا مطلقًا من قبل الولايات المتحدة يعني نهاية أسطورة إسرائيل التي لا تقهر والتي انكشفت بشكل كامل خلال الحرب في غزة.