رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بينها "سيرة عائلة روسية".. إصدارات جديدة تطرحها دار العين

شجرة العائلة
شجرة العائلة

تطرح دار العين للنشر، عددًا كبير من الإصدارات الجديدة خلال أيام، والتي تتنوع بين كتب السير الذاتية، والروايات والكتب التاريخية والترجمات، نستعرضها لكم في هذا التقرير.

"شجرة العائلة.. سيرة عائلة روسية" لسيرجي أكاسكوف

في رواية "سيرة عائلة رُوسيَّة" للكاتب الروسي سيرجي أكساكوف، وترجمة رولا عادل، سيلاحظ القارئ قدرَ التشابه في بعض الأحداث والطباع بين روسيا القديمة وبين مجتمعنا العربي، وسيندهش ممَّا نتشاركه من تقاليد ذات خلفيَّة شرقيَّة ومن تاريخٍ طويلٍ من الأصالة والفخر.

كما يمكن للقارئ التعرُّف إلى روسيا إبَّان عصر العبيد والحكم الإمبراطوري، فتجري الأحداث ذات الظل الاجتماعي رَاوِيةً الحكايات بخلفيَّاتها على مدى سنوات.

تُذكِّرنا الحياة الاجتماعية التي وصفها أكساكوف في الجزء الأول بثُلاثيَّة "محفوظ" العظيمة، تداخُل حكايات الأبطال، وقصص الحب غير المتكافئة، والحياة في بيت سيِّد المنزل القاسي الذي لا يحمل وزنًا إلا لكلمته، وألاعيب سيِّدات المنزل للإفلات ببعض حقوقهنَّ أو طمعًا أحيانًا.

ببساطة نحن أمام بورتريه اجتماعي شديد الأهميَّة لروسيا في تلك الحقبة على خلفيَّة تاريخيَّة وسياسيَّة، وذلك في قالب روائي إبداعي ممتع.

كتاب شخصيات عرفتها لـ حسين أحمد أمين

كما تطرح دار العين للنشر كتاب "شخصيات عرفتُها" للكاتب حسين أحمد أمين، وفيه نجد سِتًّا وعشرين سيرة وحكاية لشخصيات لعبت دورًا مُهمًّا في حياة الكاتب وتركت أثرًا به لا يُنسى على مدى قرابة السبعين عامًا. تحدَّث عنهم الكاتب في حدود ما رآه بنفسه واختبره معهم من مواقف وحكايات، فحكى عن المحاسن والمساؤى كمُشاهدٍ حياديّ، يرصد الحدث ولا يُصدر أحكامًا تخصُّه. 

كما أفرد بعض الفقرات للتفاصيل التي ترسم حدود الشخصيَّة وتعطيها أبعادًا أخرى غير التي قد نسمعُ أو نقرأُ عنها. وهذا ما جعل الصورةَ تنبضُ بالحياة على نحوٍ لم يسبق إليه أحدٌ في حديثه عنها.

هنا صورٌ لأدباء ومُفكِّرين وفلاسفة، ولمخرجين سينمائيِّين وممثلين ورؤساء دُوَل وسياسيِّين وسفراء، ولدُعاة إسلاميِّين ودعاة إلى العلمانيَّة ولإذاعيين ونقَّاد، متى اطَّلع القارئ عليها ثبتت في ذهنه إلى الأبد.

رواية "كعبة الشمال" للكاتب الجزائري محمد ساري

في رواية "كعبة الشمال والزمن الخائب" للكاتب محمد ساري، تمرُّ أسرة جزائريَّة برحلة جافَّة في مرسيليا بجنوب فرنسا، قبل أن تنتقل إلى ليون في الشمال؛ أملًا في الحصول على فُرَص أخرى وأحلام كبيرة. لكن ينهار كل شيء تحت وطأة التقاليد العربية التي فرُّوا من الجزائر هربًا منها، فكبست صدورهم وأثقلتها، وكالمعتاد، المرأة العربية هي التي تدفع الثمن.

سواء أكانت المرأة في حدود البلاد العربية أم تمكَّنت من مغادرتها، طالما هي عربية الأصل، تظلُّ الأشباح تطاردها وتُنهكها كما حدث مع فريدة أو فيفي. كيف لاقت مصيرها وتحمَّلت قسوة الأب واستسلام الأم؟ هذا ما نعرفه بين طيَّات هذه الرواية الفارقة التي تُحدثنا عن كيف يكون الجميع ضحايا، حتى وإن بَدَوْا قُسَاةً لا تعرف قلوبهم الرحمة.

في رواية "كعبة الشمال"، التي تصدرها العين للنشر، تمزَّقت الجزائر عدة مرات في تاريخها، قبل أن يُعاود أهلها بقوتهم الصمود مرةً أخرى في وجه التاريخ، واستعادة أنفسهم وحاضرهم. وكانت الهجرة من أبرز علامات التمزُّق والانشقاق التي عانت منها البلدان العربية إبَّان فترات الاستعمار وما تلاه، فهاجرت الأُسَر الجزائرية بحثًا عن نفسها بعيدًا عن الواقع المرير، لكن الواقع الذين وجدوه في فرنسا لم يكُنْ يقلُّ مرارةً وقسوةً عمَّا تركوه خلفهم.