رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هل يؤدي الإفراط في استخدام الشاشات إلى الإصابة بـ"الخرف الرقمي"؟

الخرف الرقمي
الخرف الرقمي "

يشير مصطلح " الخرف الرقمي " إلى مشاكل الذاكرة والتدهور المعرفي الناجم عن الاعتماد المفرط على الأجهزة الرقمية مثل الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر وما إلى ذلك، ونظرًا لوجود زيادة كبيرة في استخدام التكنولوجيا في حياتنا اليومية، فمن الأهمية بمكان فهم أي ضرر محتمل قد تسببه لصحتنا العقلية ، وبالتالي، هناك حاجة إلى زيادة الوعي بالمشاكل المحتملة المرتبطة بالإفراط في الاعتماد على الأدوات ومن الضروري فهم الخرف الرقمي.

وقد بحثت دراسة أجريت عام 2022 في العلاقة بين خطر الإصابة بالخرف الكلي والأنشطة المستقرة، مثل مشاهدة التلفزيون واستخدام أجهزة الكمبيوتر، حيث أظهرت البيانات، بغض النظر عن مستويات النشاط البدني، أن قضاء المزيد من الوقت في الانخراط في أنشطة غير نشطة إدراكيًا مثل مشاهدة التلفزيون يزيد من خطر الإصابة بالخرف،  ومع ذلك، ارتبطت الأنشطة النشطة إدراكيًا السلبية، مثل استخدام الكمبيوتر، بانخفاض خطر الإصابة بالخرف.

وسلطت دراسة أخرى الضوء على أن الأفراد الذين يستخدمون الشاشات لأكثر من أربع ساعات يوميًا لديهم فرصة أكبر للإصابة بالخرف الوعائي ومرض الزهايمر والخرف من جميع الأسباب.

ووفقًا لموقع hindustantimes  قال الدكتور باوان أوجها، مدير قسم الأعصاب: "لقد ارتبطت كميات أكبر من وقت الشاشة كل يوم أيضًا بالتغيرات التشريحية في مناطق معينة من الدماغ،  أعراض الخرف الرقمي مماثلة لأعراض الخرف، بما في ذلك فقدان الذاكرة قصيرة المدى وصعوبة تذكر الكلمات وصعوبة تعدد المهام".

وكشف أن "الانخفاض في الذاكرة ومدى الانتباه والقدرة على التعلم قد ينتج عن تعدد المهام المستمر ومعالجة المعلومات السريعة. وقد يؤثر هذا على السلوك من خلال زيادة التوتر والقلق. وذلك لأن الوقت المفرط أمام الشاشة يمكن أن يحل محل الأنشطة الحاسمة الأخرى التي تدعم التطور المعرفي والاجتماعي. بالإضافة إلى ذلك، فإن الضوء الأزرق الذي تنبعث منه الشاشات يمكن أن يعطل دورات النوم، مما قد يؤثر على توطيد الذاكرة والوظيفة الإدراكية. قد يؤدي التبديل المستمر بين الأشياء عند استخدام الجهاز إلى صعوبة التركيز والانتباه".

ونظرًا لأن المصادر الرقمية عبارة عن تدفق مستمر من المعلومات التي قد تثقل كاهل الدماغ، حذر الدكتور باوان أوجها من أن الاعتدال أمر ضروري في مكافحة الخرف الرقمي. وبالتالي، يمكن للإجراءات التالية أن تساعدك على تجنب وقت الشاشة ومكافحة الآثار الضارة للإفراط في استخدام التكنولوجيا -

1. الحد من إشعارات الهاتف:

قد يساعدك تقليل عدد الإشعارات التي تتلقاها على تجنب قضاء كل وقتك أمام الشاشة أو على هاتفك. إذا لم يكن إشعار معين عاجلاً، ففكر في كتم صوته أو التخلص منه تمامًا.

2. حدد حدًا زمنيًا للوسائط السلبية:

قد يختلف الأمر اعتمادًا على كيفية إنفاقك لوقتك. توجد تطبيقات يمكنها تحديد حد زمني للتمرير المفرط.

ونصح الدكتور باوان أوجها قائلاً: "بالإضافة إلى ذلك، إذا كنت أحد الوالدين وتحاول إيجاد استراتيجيات لتقليص وقت استخدام طفلك للشاشات، فابدأ بمناقشة قيمة الاعتدال. وصِف جهودك لتقليل الوقت الذي تقضيه أمام الشاشات، وتدرب على مراقبة الأشياء وإجراء التعديلات كعائلة. حتى أدنى التغييرات يمكن أن يكون لها تأثير إيجابي كبير على صحتك، سواء كنت تبحث عن طرق لتقليص وقت استخدامك الشخصي للشاشات، أو ترغب في إجراء تغييرات مع عائلتك".

لا يوجد دليل قاطع في الأدبيات العلمية يدعم فكرة أن الإفراط في استخدام الشاشات يسبب "الخرف الرقمي"، على الرغم من أنه قد يكون له بعض التأثيرات الضارة على الوظيفة الإدراكية،  من أجل الصحة الإدراكية العامة، من الأهمية بمكان استخدام التكنولوجيا الرقمية بعناية واتباع نمط حياة متوازن