رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"استقرار الصناعة" والقرار الذى يغير قواعد اللعبة

في عالم متسارع لا يعترف بغير التغيير والتطوير، تبرز قرارات الحكومات كعلامات فارقة على خريطة التقدم الاقتصادي، ومن بين هذه القرارات، يظهر القرار الحكومي بعدم إغلاق أي منشأة صناعية إلا بقرار مدروس، كخطوة تاريخية تُعيد تشكيل خريطة الصناعة المصرية بشكل جذري، هذه الخطوة ليست مجرد إجراء إداري، بل هي تجسيد لرؤية استراتيجية تُعزز الاستقرار وتنفتح أمام آفاق جديدة من النمو.

تُشبه هذه الخطوة دفقةً من الأمل للقطاع الصناعي، حيث يرسخ قرار الحكومة دعائم الاستقرار في قلب القطاع الصناعي، كما أن القرار الذي ينص على عدم إغلاق أي مصنع إلا بقرار حكومي عميق يعكس التزامًا استراتيجيًا بحماية الركيزة الأساسية للاقتصاد الوطني، فالصناعة ليست مجرد قطاع اقتصادي، بل هي نسيج الحياة الاقتصادية والاجتماعية، وهي الشريان الذي يمد الأفراد والشركات بالطاقة والنمو.

لكل مصنعٍ حكاية، ولكل خط إنتاج جهد ومثابرة، ويأتي قرار الحكومة ليُعطي صوتًا للمصنعين، مؤكدًا أن الجهود المبذولة لن تذهب سدى، هذه الخطوة تمنحهم الأمان والثقة، فتكون بمثابة درعٍ واقٍ يحميهم من التقلبات الاقتصادية المفاجئة، إنها بمثابة قارب نجاة للقطاع الصناعي، يحافظ على استمرارية الإنتاج ويوفر بيئة مستقرة للعمل.

من خلال هذا القرار، تسعى الحكومة إلى تعزيز قدرة المصانع على التكيف مع التحديات الاقتصادية، مما يُتيح لها مواصلة الإنتاج دون القلق من الإغلاق المفاجئ، وهذا بدوره يسهم في استقرار سوق العمل، ويقلل من المخاطر الاجتماعية المرتبطة بتسريح العمالة، مما يعزز من فرص النمو المستدام في القطاع الصناعي.

يُعتبر الاستقرار أحد أهم العوامل التي تشجع على جذب الاستثمارات الجديدة، ويوفر قرار الحكومة إشارات قوية للمستثمرين المحليين والدوليين بأن البيئة الصناعية في مصر أصبحت أكثر استقرارًا وأمانًا، فمع التأكيد على عدم إغلاق المنشآت إلا بقرار مدروس، يتم بناء الثقة بين الحكومة والمستثمرين، مما يعزز من رغبتهم في ضخ المزيد من الاستثمارات.

كما يفتح هذا القرار أمام رجال الأعمال فرصة لتعزيز مشروعاتهم وتوسيعها دون الخوف من تقلبات غير متوقعة قد تؤدي إلى إغلاق غير مبرر. وهذا يعزز من قدرة الاقتصاد الوطني على جذب استثمارات جديدة، ويزيد من تنافسيته على الساحة العالمية.

في نهاية المطاف، يُعد المواطن هو المستفيد الأول من استقرار الصناعة، حيث يوفر الاستقرار الصناعي فرص عمل مستدامة، ويسهم في تحسين مستوى المعيشة، وإن عدم إغلاق المنشآت الصناعية بشكل عشوائي يضمن استمرار تدفق الأجور ويعزز من الأمان الاقتصادي للأسر، كما يسهم الاستقرار في القطاع الصناعي في تحقيق التنمية المستدامة، حيث يُسهم في توفير السلع والخدمات التي يحتاجها المواطنون، ويعزز من قدرتهم على مواجهة التحديات الاقتصادية اليومية؛ لذا، فإن هذا القرار يُعتبر خطوة إيجابية نحو تحسين جودة الحياة وتوفير الفرص الاقتصادية للمجتمع.

إن القرار الحكومي بعدم إغلاق أي منشأة صناعية إلا بقرار مدروس يُمثل حجر الزاوية في بناء ثورة صناعية جديدة، إنه إعلان عن بداية عهدٍ من الاستقرار والابتكار، حيث تُعيد الدولة صياغة علاقتها بالصناعة والمصنعين، وتفتح الأفق أمام النمو والازدهار، ويأتي هذا القرار ليُؤكد أن المستقبل يحمل في طياته فرصًا جديدة، وأن الصناعة المصرية في طريقها لتحقيق نقلة نوعية تضعها في مصاف الدول الصناعية الكبرى.