"هرّبنا أولادنا من الشبابيك".. أسرة تنجو من الموت تحت أنقاض عقار بكوم أمبو
مع حلول الساعة السابعة صباحًا أيقظت العناية الإلهية ربة منزل فى غير موعدها لتتوجه لأداء فريضة الصلاة، وأثناءها شعرت بهزة أرضية فى أساس منزلها المبني من الطوب اللبن، ولكنها شديدة لدرجة تنذر بالسقوط، وعندها هرعت إلى غرفة زوجها مسرعة لتنقذ حياته هو وأطفالها الـ4، وبعد نزولها من الدرج انهار بالكامل والجزء الموجود فيه أطفالها أيضًا وهنا كانت الكارثة.
معايشة الأسرة المنهار منزلها فى أسوان
وأجرى "الدستور" بثًا مباشرًا لمعرفة التفاصيل الكاملة حول انهيار منزل على أسرة مكونة من 6 أشخاص فى عزبة البرديس بمركز كوم أمبو شمال محافظة أسوان:
https://www.facebook.com/share/v/1cFSPCgszGpZqxej/?mibextid=oFDknk
في واجهة المنزل "دكة" وضعت عليها مجموعة من الأوانى والمفروشات، حوائط وأسقف البيت انهارت بالكامل في أرضيته، وفى غرفة صغيرة تقع على يمين المنزل تعتمد فى بنائها على الطوب اللبن، نافذة مربعة يدخل منها الضوء أسفلها وابور الجاز تعتمد عليه الأسرة فى صنع الشاى، وزجاجات مياه باردة لمقاومة حرارة الطقس.
في هذا المكان الموحش تعيش الأسرة المكونة من الأب والأم و4 أطفال على حصير وتجاورهم دكة خشبية فقط، فهي الغرفة الوحيدة التي نجحت في مقاومة الانهيار الكامل بالمنزل والتي أصبحت الآن، ملجأهم الوحيد للاختباء من أشعة الشمس الحارقة نهارًا، وفى المساء يستكملون يومهم بالشارع أو عند أحد أقاربهم المقيمين بجوارهم.
"أم محمد - ربة منزل" قالت لـ"الدستور": "إحنا مش متعودين نصحى بدرى دايمًا بنصحى بعد الظهر بس يوم الواقعة صحيت الساعة 7 الصبح أصلي وكنت هروح بابني المستشفى، شوفت التراب نازل علينا وسمعت الطقطقة قلت عادى بعدها زادت قلت فى عرق اتكسر نزلت من الدور اللي فوق فى البيت اصحى زوجى نايم فى أوضة تحت لحد ما نزلت لقيت السلم وقع ودى أصعب لحظة فى حياتى عيالى فوق وأنا تحت مش عارفة أجيبهم.. أنا قلت إنهم ماتوا".
وأضافت أنها فرت مسرعة حتى تتمكن من إنقاذ زوجها والأطفال وبعدها توجهت نحو الباب وصرخت بأعلى صوتها لكي يساعدهم الجيران فى إنقاذ أطفالهم، وعند قدومهم للمنزل وجدوا الانهيار يزداد بشكل كبير، مشيرة إلى أنهم فكروا فى توفير سلم خشبي يصعد عليه زوجها ليستطيع إنقاذ الأطفال من نافذة المنزل قائلة "يشوفهم صاحيين.. ميتين ولا عايشين".
وأوضحت أنه بعد رؤيته من نافذة المنزل أن الأطفال ما زالوا على قيد الحياة ولكنهم نائمون ولم يشعروا بانهيار المنزل بدأ يحملهم واحدة تلو الأخرى ويمسكهم منه أحد أهالى المنطقة حتى استطاع إنقاذ الـ4 أطفال وهم 3 فتيات وطفل رضيع.
وعبرت لـ"الدستور" قائلة: "لولا قدرة الله سبحانه وتعالى وتدبيره كنا بالكامل 6 أفراد هنبقي جثث محدش كان هيلحقنا، كنت خايفة على عيالى حتى لو واحد مات منهم، وربنا عاوز خير منزلتش روحت بابني للدكتور كنت هرجع ألاقي جوزي وبناتي ميتين الحمد لله ولله الحمد جوزى قدر ينقذهم".
أما الزوج حمادة البدري، فقال "إن العناية الإلهية هى التى أنقذتني أنا وأسرتي المكونة من 6 أفراد وتمكنا من الخروج من المنزل، حيث إنه وقت الانهيار كان نائمًا فى الطابق الأرضي وأبنائي وزوجتى فى الدور العلوي ولكنها أيقظتني سريعًا بعد رؤيتها للمنظر".
وتابع: "كنت في ذهول وحالة هستيرية شوفت المنظر البيت بيقع مفكرتش في حاجة غير إني أنقذ عيالى قبل ما يقع البيت".
وأوضح أن انهيار المنزل سببه العاصفة الترابية والأمطار التى تعرضت لها المحافظة الفترة الأخيرة، حيث إنه يعتمد فى بنائه على الطوب اللبن وبمجرد هبوب العاصفة والأمطار بدأ فى التساقط والانهيار.
وناشدت الأسرة المسئولين وعلى رأسهم اللواء دكتور إسماعيل محمد كمال، محافظ أسوان سرعة اتخاذ الإجراءات الخاصة بمنزلهم وتقديم الدعم العاجل لهم، نظرًا لأن ظروفهم المالية لا تسمح لهم ببناء المنزل أو شراء محتويات منزل جديد، حيث إن جميع الأجهزة ومحتويات المنزل حتى ثيابهم فقدوها أثناء انهيار المنزل وأصبحت هى وأطفالها وزوجها ليس لديهم أي مأوى آخر.
وعبرت الأسرة لـ"الدستور" قائلة "إحنا محتاجين المساعدة سريعًا أنا وأطفالي وزوجي مهددين دلوقتي. بناشد محافظ أسوان والمسئولين وأهل الخير مساعدتنا".
