رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تقرير أمريكى: "الدعم السريع" تطلق النار على سكان أم درمان وتلقى جثثهم فى النيل

السودان
السودان

أكدت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن السودان يشهد أكبر أزمة إنسانية في العالم، خاصة بمنطقة دارفور الغربية، حيث دفعت الفظائع الجديدة إلى تحذيرات من حدوث إبادة جماعية جديدة، موضحة أن رائحة الموت تنتشر في كل مكان بالعاصمة الخرطوم في ظل استمرار الحرب بين الجيش السوداني وميليشيا "الدعم السريع".

مخاوف من مجاعة تاريخية تضرب السودان

وأكد خبراء دوليون، في وقت سابق من هذا الشهر، أن السودان يشهد أول مجاعة في العالم منذ عام 2017، فيعاني أكثر من نصف سكان البلاد البالغ عددهم 48 مليون نسمة من الجوع، بينما أُجبر واحد من كل أربعة على ترك منزله، وبحسب بعض التقديرات، قُتل ما يصل إلى 150 ألف سوداني.

وقالت الصحيفة، في تقرير، اليوم، إنه في منتصف مارس الماضي استعاد الجيش السوداني جزءًا كبيرًا من مدينة أم درمان وواحدة من البلديات الثلاث التي تشكل منطقة العاصمة من ميليشيا الدعم السريع المتمردة.

وعلى الجانب الآخر من النهر، في الخرطوم التي تسيطر عليها "الدعم السريع"، أدت الغارات الجوية والقصف والطائرات بدون طيار إلى تفريغ الفنادق الفاخرة ومباني المكاتب والقصر الرئاسي، كذلك لا تزال تحتل الجزء الثالث من العاصمة، المنطقة الشمالية من بحري، حيث أصبحت المصانع التي تنتج المنتجات الاستهلاكية معطلة أو تحولت إلى أنقاض.

"الدعم السريع" تمارس القتل والتعذيب في أم درمان

وفي المناطق التي يسيطر عليها الجيش السوداني في أم درمان، لا تزال المدفعية وقذائف الهاون التي تطلقها قوات الدعم السريع تضرب المباني السكنية والمساجد والمستشفيات بشكل يومي تقريبًا، فيما انضم الطلاب والمعلمون وغيرهم من المهنيين إلى قوات الدفاع المدنية المدربة بشكل بسيط، حيث تولوا إدارة نقاط التفتيش التي أقيمت لصد تقدم المتمردين.

وتابعت الصحيفة: "في المناطق التي لا تزال تحت سيطرة قوات الدعم السريع، يروي السكان قصص الاغتصاب والتعذيب والتجويع والقتل العشوائي، بالإضافة إلى القصف العسكري شبه المستمر والعشوائي".

وتوقعت دراسة حديثة أن المجاعة في السودان قد تقتل ما يصل إلى 2.5 مليون شخص، أي حوالي 5% من السكان، نهاية سبتمبر المقبل، مشيرة إلى أنه حتى لو حدث نصف هذه الوفيات ستكون بذلك أخطر مجاعة تضرب العالم منذ المجاعة الإثيوبية في ثمانينيات القرن العشرين.

وأوضحت "وول ستريت جورنال" أن مراسليها كانوا فى زيارة ميدانية لأم درمان، يونيو الماضى، وتم إجراء مقابلات مع مدنيين بعيدًا عن الضباط، وأكد المراسلون صحة تقارير الجيش ضد قوات الدعم السريع بشكل مستقل، من خلال مقاطع الفيديو والصور ومقابلات إضافية مع الشهود والخبراء.

وقال جمال الطيب محمد، جراح العظام الذي أصبح مديرًا لمستشفى النواو العام الماضي، إن قوات الدعم السريع قصفت بالهاون شارعًا سكنيًا مزدحمًا في شمال أم درمان، مما أسفر عن مقتل حوالي 40 شخصًا وإصابة أكثر من 50 آخرين.

 

وأضاف محمد مالك إبراهيم، مواطن سوداني، أنه تعرض للتعذيب على يد جنود قوات الدعم السريع، كما رأى اعتداء الميليشيا على أكثر من 100 سجين طعنًا بالسكاكين في محطة أم درمان الإذاعية، كما قتلوا تسعة سجناء آخرين بإطلاق النار عليهم وألقوا بجثثهم في النهر.