الفشل اسمه "روابط".. لماذا لا نحاسب الشركة الراعية لممثلى مصر بأولمبياد باريس؟
عادت بعثة مصر الأولمبية من فرنسا، بعد المشاركة في أولمبياد باريس 2024، حاملة 3 ميداليات، حيث توجت مصر بالميدالية الذهبية عن طريق أحمد الجندي في منافسات الخماسي الحديث، بينما حققت سارة سمير الميدالية الفضية في منافسات رفع الأثقال، وفاز محمد السيد بالميدالية البرونزية في منافسات السلاح.
استقبال فاتحين ورفع قيمة المكافآت
وقرر المهندس ياسر إدريس، رئيس اللجنة الأولمبية المصرية بالتنسيق مع الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة رفع قيمة مكافآت الفوز بالميداليات خلال أولمبياد باريس 2024.
وارتفعت قيمة مكافأة الفوز بالميدالية الذهبية إلى 5 ملايين جنيه، و4 ملايين جنيه للميدالية الفضية، و3 للبرونزية، بخلاف صرف مكافأة فورية لكل فائز ألف يورو وساعة يد قيمة.
ولم تكتف الدولة بزيادة المكافآت، بل استقبل أشرف صبحي وزير الرياضة وياسر إدريس رئيس اللجنة الأولمبية، البعثة المصرية استقبال الفاتحين فور وصولها بعد انتهاء أولمبياد باريس 2024، وفور خروجهم من صالة المطار كان المزمار البلدى والورود فى انتظار الأبطال وخاصة أحمد الجندى وسارة سمير.
ويتمتع الرياضيون المشاركون في الدورة الأولمبية بوثيقة تغطية تأمينية ضد الحوادث الشخصية، توفر عدة تغطيات من ضمنها مصاريف العمليات الجراحية والعلاج الطبيعي وكل إصابات الملاعب حتى نهاية عام 2024، بالإضافة إلى تقديم حوافز مالية تقدر بـ4 ملايين جنيه مصري للأبطال الرياضيين الفائزين بالميداليات المختلفة، بحسب الشركة المسؤولة عن رعاية وتأمين البعثة الأولمبية المصرية المشاركة في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية في باريس 2024.
نتائج مخيبة للآمال.. فتش عن الشركة الراعية
ولم تأل جهدًا في دعم الرياضيين وتوفير الإمكانات اللازمة للبعثة الأولمبية، إلا أن الرياضة صناعة قائمة وتعتمد من ألفها إلى يائها على المال، وليس فقط الدعم النفسي والتشجيع الجماهيري.
وهنا يبرز دور الرعاة في عملية دعم وتجهيز البطل الأولمبى؛ حتى يظهر على مسرح البطولات العالمية، إذ تحقق الشركات الراعية الكثير من الأرباح من اسم البطل الذي ترعاه، والتى يجب أن تعتمد على جيش جرار من الأخصائيين الرياضيين والمختصين فى عمليات الدعم النفسى قبل وأثناء البطولات، وتوفير أدوات التدريب وتجهيز معسكرات الإعداد حتى أدوات التدريب والملاعب وإداراتها هي مسؤولية الشركة الراعية، حتى صورة البطل الأولمبى العالمي هي المسؤولة عنها والكيفية التي يجب أن يظهر بها.
في يناير الماضي وقعت شركة روابط، عقد رعاية لعدد من أبطال مصر الرياضيين للأولمبياد، بحضور الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، والمهندس ياسر إدريس، القائم بأعمال رئيس اللجنة الأولمبية المصرية.
وقام بتوقيع العقد الدكتور هيثم الملاح، نائب رئيس مجلس ادارة شركة روابط الرياضية، لرعاية عدد من الرياضيين.
وقبل انطلاق البطولة بشهرين شهد الدكتور أشرف صبحى وزير الشباب والرياضة، مراسم توقيع عقد رعاية شركة روابط الرياضية لـ 4 من أبطال مصر المشاركين في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية 2024 في باريس، ودورة الألعاب الأولمبية الصيفية 2028 في لوس أنجلوس، وهم ندى مدني ومصطفى حسين من المصارعة، يحيى حسن وحبيبة وائل من التايكوندو.
وتتضمن الرعاية توفير الدعم المادي والمعنوي للاعبين، لدعم أبطال مصر وتحقيق نتائج أفضل في دورة الألعاب الأولمبية.
وجاءت نتائج البعثة في البطولة مخيبة لآمال الجماهير، خاصة أن مصر تشارك بالبعثة الأكبر في تاريخها بـ 164 لاعبا في 22 رياضة مختلفة، بواقع 148 لاعبا ولاعبة أساسيين و16 لاعبا احتياطيا، ومع ذلك لم تحصد سوى 3 ميداليات.
نتائج البعثة أثارت الجدل حول دور الشركات الراعية في توفير الإمكانات المناسبة للاعبين، وتجهيزهم من خلال فترة إعداد، وتوفير الدعم المادي والمعنوي، لتحقيق نتائج أفضل في دورة الألعاب الأولمبية.
وبالنظر إلى نتائج اللاعبين الأربعة الذين تكفلت “روابط” برعايتهم فلم تتضمنهم قائمة الفائزين الثلاثة الحاصدين للميداليات في الدورة، ولم يحققوا نتائج متقدمة، إذ خسرت ندى مدني لاعبة المصارعة أمام بطلة الصين 7/2، لتنتظر دور الترضية، إلا أنها فقدت فرصة الترضية بعد خسارة بطلة الصين من بطلة أمريكا في دور ربع النهائي من منافسات المصارعة الحرة للسيدات ميزان 50 كجم.
وحتى لا نقسو على اللاعبين، فإن اسم ندى مدنى قبل أولمبياد باريس كان من الأسماء التي يعول عليها في تحقيق ميدالية أولمبية، لما لا وهى الحائزة على برونزية بطولة العالم في 2016 وكذلك برونزية بطولة العالم في إسبانيا 2022 وقبلها خامس بطولة العالم في 2019، إلا أنها بعد أن تبنتها “روابط” كان الحصاد مخيبًا للآمال.
وليست الدولة فقط هي المسؤولة عن صناعة النجم، ولكن الرعاة أصبحوا العامل الأكبر، فماذا قدمت “روابط” أو غيرها سوى الفوز بتوقيع عقد الرعاية.