رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عقل المفتي.. د. نظير عياد: ثقة الرئيس فى شخصى مسئولية كبيرة.. وسأعمل على دعم «المنهج الوسطى»

نظير عياد
نظير عياد

 

أصدر الرئيس عبدالفتاح السيسى قرارًا جمهوريًا بتعيين الدكتور نظير محمد عياد، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، مفتيًا للجمهورية لمدة أربع سنوات، بناءً على ترشيح من فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف.

ويباشر الدكتور نظير عياد، اليوم، عمله بدار الإفتاء المصرية ويلتقى قيادات الإفتاء، بعد أن ودع، صباح أمس، العاملين بمجمع البحوث الإسلامية الذين وجهوا له التهنئة متمنين له التوفيق والسداد واستكمال عملية البناء فى مهمته الجديدة، كما توجه إلى مشيخة الأزهر الشريف، وتلقى التهنئة من فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، متمنيًا له التوفيق والسداد والرشاد، داعيًا المولى، عز وجل، أن يعينه على القيام بمهام هذه المسئولية الجليلة، وأن يوفقه فى الارتقاء بمنظومة العمل فى دار الإفتاء المصرية، بما ينفع الناس وييسر عليهم أمور دينهم، وقال فضيلته للمفتى: «لقد امتحنكم الله تعالى بهذا المنصب المهم، وكم هو أمر جلل ومسئولية كبرى؛ فسخِّره فى صناعة الخير للناس والتيسير عليهم».

وأعرب الدكتور نظير عياد عن خالص شكره وامتنانه على ثقة الرئيس عبدالفتاح السيسى لتكليفه بمهام مفتى جمهورية مصر العربية، خلفًا لفضيلة الدكتور شوقى علام، مؤكدًا أن هذه الثقة الغالية مسئولية كبيرة أمام الله، داعيًا المولى، عز وجل، أن يوفقه لما فيه خيرى البلاد والعباد، وأن يديم عليه التوفيق لما فيه مصلحة وطننا الحبيب وشعب مصر الكريم، وأن يديم على بلادنا الأمن والأمان والسلامة والاستقرار والازدهار. 

كما تقدم «عياد» بخالص الشكر والامتنان لفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، على ثقته وترشيحه لشخصه لتولى مهام الإفتاء وما تمثله من مسئولية كبيرة أمام الله، داعيًا الله، عز وجل، أن يكون على قدر هذه المسئولية العظيمة، وأن يؤدى مهامها، وبما يسهم فى أداء الدور المنوط بدار الإفتاء المصرية بضبط الفتوى وتعزيز قيم الوسطية والتسامح فى المجتمع المصرى. وتوجّه الدكتور نظير عياد بخالص الشكر والتقدير للدكتور شوقى علام على ما قدمه وبذله من جهود خلال فترة عمله بدار الإفتاء المصرية، مشددًا على ما تحقق فى عهده من إنجازات ومؤشرات مهمة تعكس عِظم المهام التى قام بها على مدار السنوات الماضية، وموضحًا أنه سيعمل بكل جهد للحفاظ على الدور الرائد لدار الإفتاء المصرية على المستويين المحلى والدولى، بما ينعكس على نشر صحيح هذا الدين كما أراده الله دون إفراط أو تفريط. وأكد «عياد» أهمية التعاون والتنسيق المشترك بين المؤسسات الدينية فى مصر من جانب وبينها وبين المؤسسات الدينية فى العالم الإسلامى والعربى من جانب آخر، لافتًا إلى أن هذا التعاون والتكامل من شأنه أن يحقق صالح الخطاب الدينى ويدعم المنهج الوسطى تحت مظلة الأزهر الشريف، ويسهم فى ضبط الخطاب الإفتائى الذى يراعى واقع الناس وحالهم.

ولد أستاذ العقيدة والفلسفة ووكيل كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بكفرالشيخ عام ١٩٧٤، وحصل على ليسانس أصول الدين فى العقيدة والفلسفة مايو عام ١٩٩٥، ثم تابع رحلته العلمية ليحصل على الماجستير فى أصول الدين، تخصص العقيدة والفلسفة، عام ٢٠٠٠، ثم الدكتوراه بمرتبة الشرف الأولى عام ٢٠٠٣. 

وترقى «نظير» فى التسلسل الأكاديمى، حيث عمل معيدً ثم مدرس مساعدًا ثم مدرس ثم أستاذًا مساعدًا فى كلية أصول الدين جامعة المنصورة، حتى انتقل منها إلى كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بكفرالشيخ، ليعمل أستاذًا مساعدًا بقسم العقيدة والفلسفة، ثم حصل على الأستاذية عام ٢٠١٦.

وللدكتور نظير عياد العديد من المهام والأنشطة الأخرى، منها عضويته بالمنظمة العالمية لخريجى الأزهر، وعضويته باللجنة النقابية للعاملين بالبحث العلمى بالأزهر الشريف، وعضويته ببيت العائلة المصرية، وفريق حماية البيئة ومكافحة الإدمان بوزارة الشباب. ولم تشغله تلك الأنشطة عن الإسهامات العلمية، فقد أثرى المجلات العلمية بالكثير من المؤلفات التى تزيد عن ثلاثين مؤلفًا فى تخصصات: علم الكلام، والفلسفة والمنطق، والفرق والمذاهب والأديان، والتصوف، وبعض العلوم والفنون الأخرى. كما حضر العديد من المؤتمرات والندوات العلمية داخل مصر وخارجها، كما درس فى بعض الجامعات الخارجية، فى ليبيا والسعودية، وناقش وأشرف على ما يقرب من ٣٥ رسالة ماجستير ودكتوراه.

وحصل «نظير» على العديد من الجوائز والشهادات فى المجال العلمى داخل مصر وخارجها، حيث كُرّم من قبل جامعة الأزهر وجامعة ٦ أكتوبر، وجامعة الأسمرية بليبيا وجامعة الطائف بالسعودية والقنصلية المصرية بجدة.

وهنّأ الدكتور أسامة الأزهرى، وزير الأوقاف، الدكتور نظير عياد على ثقة الرئيس عبدالفتاح السيسى فى فضيلته، وتكليفه مفتيًا لجمهورية مصر العربية.

وتمنى «الأزهرى» للمفتى الجديد كل التوفيق، كما تقدم بالتحية والتقدير للدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية السابق، على ما بذله من جهد فى سبيل الارتقاء بدار الإفتاء المصرية حتى أضحت متفردة بين دور الإفتاء فى العالم العربى والإسلامى، فجزاه الله خير الجزاء على ما قدم خدمة لدينه ووطنه، وأجزل له المثوبة.

واستقبل مفتى الجمهورية سلفه الدكتور شوقى علام، أمس، فى لقاء ودى، واصطحبه فى جولة داخل أروقة الدار، ثم عقدا جلسة مغلقة تباحثا خلالها أهم القضايا الإفتائية المعاصرة وكيفية مواصلة البناء على ما تحقق من إنجازات.

وقال «عياد»: «سنستمر فى تنفيذ المشروعات الطموحة التى بدأت فى عهد الدكتور شوقى علام، بهدف تطوير الآليات والمناهج الإفتائية بما يتماشى مع تحديات العصر. كما نؤكد أهمية حماية الأوطان من خلال نشر الفتاوى المعتدلة والفكر الوسطى الذى يعزز قيم العيش المشترك والمواطنة الكاملة والتسامح بين مختلف فئات المجتمع، وبما يحقِّق الاستقرار المجتمعى، وبناء الإنسان وفق منهجية الأزهر الشريف الداعية إلى التعايش والتعاون ودَرء المفاسد ومحاربة الإرهاب ودفع العدوان ضد الإنسان والبنيان»، مشددًا على أن دار الإفتاء المصرية كانت وستظل منارة للفتاوى المنضبطة، وسنعمل بكل جد واجتهاد لتعزيز دورها فى الداخل والخارج. وشدد على أن دار الإفتاء المصرية ستواصل، بإذن الله تعالى، التصدى للأفكار المتطرفة ومحاربة كل أشكال الإرهاب الفكرى، ونشر العلم الصحيح الذى يعزز الاستقرار الاجتماعى ويحافظ على وحدة المجتمع، وتابع: «نخطط لتعزيز التعاون مع دور الإفتاء على مستوى العالم، من خلال الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم. هذا التعاون سيكون أساسيًّا لتبادل الخبرات وتوحيد الجهود فى مواجهة التحديات المشتركة، مع التركيز على تدريب وتأهيل الكوادر الإفتائية من مختلف الدول لضمان وصول الرسالة الإفتائية المصرية إلى كل مكان فى العالم». واختتم تصريحاته بالقول: «إن التحديات التى تواجه الأمة الإسلامية تتطلب منا العمل بروح الفريق الواحد، حيث ستظل دار الإفتاء المصرية فى طليعة المؤسسات الإفتائية التى تسعى لتحقيق الأمن الفكرى والاجتماعى من خلال الفتاوى المستنيرة، المستندة إلى الكتاب والسنة، ومراعاة مقاصد الشريعة الإسلامية». من جانبه، عبَّر مفتى الجمهورية السابق عن شكره العميق وامتنانه للرئيس عبدالفتاح السيسى على الفترة التى قضاها مفتيًا للديار المصرية ومد خدمته ثلاث مرات، مؤكدًا أنه بذل ما فى الوسع لاستمرار مسيرة الريادة الإفتائية المصرية والارتقاء بمؤسسة دار الإفتاء المصرية.

والدة المفتى: ابن القرآن من الصغر.. وأدعوه لأن يكون عونًا للمحتاجين

عبرت أسرة الدكتور نظير محمد عياد، مفتى الديار المصرية الجديد، عن سعادتها بقرار تعيينه مفتيًا لمصر، داعين الله أن يعينه ويوفقه فى مهامه الجديدة، وأن يكون عونًا دائمًا للمحتاجين والسائلين، وأن يحدث علامة فارقة فى هذا المنصب المهم لكل المسلمين. وقالت والدة مفتى الجمهورية إنها استقبلت خبر تعيينه فى هذا المنصب بالدعاء له بالتوفيق فى مهامه الجديدة، راجية من الله- عز وجل- أن يسانده ويجعل الصواب دائمًا أمام عينيه، فى الوقت الذى أطلق فيه باقى الأسرة الزغاريد ابتهاجًا وفرحًا بهذا القرار. وأضافت «ابنى كان ابن القرآن منذ صغره، وكان كل ما يشغله هو قراءة القرآن وحفظه وتدبره، بخلاف الأطفال الذين كان يشغلهم اللعب، لذا فقد سعى للتفقه فى أمور الدين منذ صغره، وبدأ يتوسع فى ذلك كلما طال به العمر، حتى أصبح مفتيًا للجمهورية. وأشارت إلى أن ابنها هو من أبلغها بنفسه بخبر توليه المنصب الجديد، طالبًا منها الدعاء له بالتوفيق والسداد فى مهامه، لافتة إلى أنه كان دائمًا بارًا بها وبجميع أهله، وأهل قريته، ويضعهم دائمًا نصب عينيه، ويعمل على مساعدتهم قدر ما يستطيع.

.. وأهالى قريته: متواضع ومتسامح مع الجميع

عبر أهالى قرية إبشان التابعة لمركز بيلا بمحافظة كفرالشيخ، عن فرحتهم بتعيين ابن القرية الدكتور نظير محمد عياد مفتيًا للجمهورية بعد صدور قرار من الرئيس عبدالفتاح السيسى بتعيينه فى هذا المنصب.

وقال أهالى القرية إن اختيار نظير عياد موفق لاشتهاره بالعلم الغزير والتسامح والتواضع والبساطة مع الكبير والصغير.

وذكر جلال خليل، أحد أهالى إبشان، أن الجميع فى القرية يعرف الدكتور نظير عياد ويتابع أخباره وتدرجه بين المناصب المختلفة، وفى كل مرة كان يزداد تواضعًا وعلمًا، وكان حريصًا بشكل كبير على التواصل مع ذويه والعديد من مشايخ القرية، فهو متابع لأخبار أهلها ويشاركهم فى العديد من المناسبات الاجتماعية. بدوره، قال محمد عبدالله مختار، أحد شباب إبشان، إن قرار تعيين الدكتور نظير محمد عياد مفتيًا للديار المصرية، جعل القرية تشعر بالفخر والسعادة، خاصة أنه شخص محبوب من الجميع ويشتهر بالسعى فى الخير دائمًا.