رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

النزوح للمجهول.. مواطن فلسطينى للدستور: نزحت أكثر من 14 مرة والمعاناة مستمرة

النزوح من غزة
النزوح من غزة

النزوح نحو المجهول مستمر، نهرب من موت محقق للموت ببطئ، ومع استمرار العدوان يستمر النزوح، بتلك الكلمات بدأ سامح أبو دية إعلامي فلسطيني نازح من شمال غزة ببداية الحرب نحو الجنوب ونزح أكثر من 14 مرة منذ بداية الحرب وحتي الآن، بسبب تهديدات الاحتلال الإسرائيلي والقصف المستمر.

 

وأضاف أبو دية في تصريحات خاصة للـ"الدستور"، أن هناك عائلات نزحت أكثر من عشرين مرة منذ بداية الحرب، مؤكدا أن النزوح يعتبر معاناة شديدة، وأسوأ ما نواجه خلال الحرب الحالية هو النزوح، متابعا "نحن نخرج إلي المجهول، نهرب من القتل والموت برحلة غير آمنة، وخاصة أن قوات الاحتلال تلاحق النازحين، وشاهدنا عشرات المجازر خلال نزوح المواطنين، يأمرنا الاحتلال بالخروج لمنطقة محددة وعقب نزوح الأهالي لتلك المنطقة يقوم الاحتلال بقصفها.

وتابع أبو دية: "رحلة النزوح فيها تفاصيل، لا تكفي عشرات الكتب والمقالات لنسردها لا يمكن وصفها، وصفها صعب ومستحيل تعجز الكلمات عن وصف رحلة النزوح القاسية، أطفال يحملون علي أكتافهم أشياء أثقل من أوزانهم وهو هارب للمجهول ويحتاج لأساسيات معه مثل الغطاء والملابس ومستلزمات الأطفال المتوفرة، وما تبقي من طعام وشراب، وخاصة أن النازحين لا يعرفون إلي أين يذهبون وكيف سينامون خاصة من معه أطفال، احتياجات ضرورية بشكل طارئ في النزوح، وتكرار النزوح سبب حالة إرهاق، وأنا واحد من الناس بالفعل النزوح سبب لي حالة إرهاق مخيفة كل الحرب بتكون في كفة والنزوح في كفتين، النزوح صعب جدا مستحيل الكل يتحمله".

الأهالي رفضوا النزوح واختاروا الموت بمنازلهم

وأشار أبو دية إلي جانب وظاهرة أصبحت منتشرة في غزة، وهي أن بعض الأهالي رفضوا النزوح ورفضوا الانصات إلي تهديدات وأوامر الاحتلال بالإخلاء، أصبحوا يفضلون الموت بمكانهم ومنازلهم وخيامهم، فهم فارون من موت إلي موت آخر، فأصبح أكثر من 80% من الأهالي ترفض الانصياع لأوامر الإخلاء بسبب الإرهاق وما يشاهدوه خلال رحلة النزوح، مؤكدا أنه لم يعد هناك أي مكان آمن في كل قطاع غزة ولا أي مبنى ولا مستشفى، الاحتلال ما ترك أي منطقة بغزة دون قصفها وتدميرها، وهذا ما حدث في خانيونس.

 

وأكد أبو دية أن الناس توقفت في تنفيذ أوامر الإخلاء، مشيرا إلي أن هذا ارتبط أيضا بالمجازر وآخر مجزرة ارتكبها الاحتلال فجر أمس بمدرسة التابعين واحدة من أبشع المجازر اللي ارتكبت منذ بداية احتلال إسرائيل لفلسطين، واحدة من أبشع المجازر ليس بعددها وليس عدد الشهداء والجرحى ولكن بالمشاهد، الأهالي لم تستطيع التعرف علي أبنائها، وهناك شهادات قاسية جدا من هذه المجزرة في مدرسة التابعين في حي الدرج بمدينة غزة، والناس تفاجأت بالقصف وأصبح هناك حالة صدمة بين الناس صدمة بين الطواقم الصحية والطواقم الإغاثية والطواقم الصحفية، الجميع كانوا مصدومين من مشاهد مجزرة التابعين وخاصة أن الاحتلال استخدم بها أسلحة وقنابل وصواريخ أمريكية حارقة للغاية.