"عاشق تراثك يا مصر".. 10 أسئلة مع الدكتور عادل غنيم الخبير الأثرى (حوار)
في همة ونشاط، يقف وسط جمع غفير من عشاق التراث المصري، في أحد شوارع القاهرة التاريخية، أمام أثر خالد، مر عليه الزمن فزاده جمالًا، يتحدث بصوت عالٍ ساعيًا أن يطغي صوته على صوت وسائل النقل العامة والسيارات والمارين بالشارع، ليشرح الأثر الواقف أمامه بكل تفاصيله، من تاريخ نشأته حتى تصميمه المعماري وما يتكون منه وصولًا إلى جماليات الزخارف والنقوش الموجودة به.. إنه الدكتور عادل غنيم، خبير الآثار الإسلامية والمسيحية واليهودية، الذي التقت به "الدستور" في جولة من جولاته الأثرية.
في البداية حدثنا أكثر عن الجولات الأثرية التي تقودها في شوارع القاهرة التاريخية؟
أسست جروب باسم "عاشق تراثك يا مصر" لنشر الوعي الأثري والتاريخي، ونقوم بتنظيم جولات أسبوعية كل يوم جمعة، فنبدأ باختيار موقع أو منطقة أثرية ما ونشرحها، ولا تقل الجولة الواحدة عن 20 أو 25 أثر، فقد يحتوى شارع واحد على حقبات تاريخية متنوعة، من الآثار التي تعود للعصر العثماني أو المملوكي وغيره، ونستعرض مع كل أثر سماته الفنية والمعمارية.
هل وجدت نتائج ملموسة أو تفاعل حقيقي من الجمهور أثناء جولاتك الأثرية؟
بالطبع، فأهم ميزة بدأت تظهر في هذه الجولات الأثرية، أنها بدأت تظهر "إنتاج فعلي" وهذا ما وجدته على لسان الشباب والكبار الذين يعتادون على التواجد بجولاتنا الأثرية، فبدأوا يتخاطبون بالمصطلحات الأثرية.
هل المشاركين بالجولات من كليات الآثار فقط أم وجدت جميع الفئات؟
أجد مشاركة جميع الناس بالجولات الأثرية، من الصغار والكبار، والطلاب، وغيرهم، بل لاحظت أن من يشاركون في هذه الجولات الأثرية لديهم المعرفة أكثر من العاملين بمجال الآثار وأكثر ثقافة من خريجي الكليات الأثرية.
كيف ترى تفاعل الجمهور من الشباب والكبار في الجولات بشوارع القاهرة التاريخية؟
أرى تفاعل كبير من المشاركين في الجولات الأثرية، وفي الشتاء تزداد الأعداد المقبلة على الجولات أكثر من الصيف، لاعتدال درجات حرارة الطقس.
كم وصل المشاركين على جروب الجولات الأثرية "عاشق تراثك يا مصر"؟
ازداد أعداد المشاركين على الجروب على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" إلى أكثر من 50 ألف مشارك.
لماذا لا نرى هذه الجولات الأثرية الهامة في المدارس والجامعات؟ وهل قدمت هذا المقترح للجهات المعنية من قبل؟
سبق وعرضت على الجامعات والمدارس بتقديم هذه الجولات الأثرية بشكل مجاني، ولكنهم تجنبونا، وفي جولاتنا الناس التي تحب الآثار يأتون من أنفسهم، ومن يسمع عنا يأتي، ومن يأتي مرة واحدة لا يكتفى بها، فنجده يأتي باستمرار فأصبحت هذه الجولات الأثرية بالنسبة لهم مثل "الإدمان".
ما أهمية أن نعرف أكثر وأكثر عن آثار وتراث بلادنا؟
سيحافظ الناس على آثار بلادهم، بالطبع، وسيعشقون تاريخ بلادهم وسيفتخرون به دائمًا، فلا يوجد مثل هذه الآثار سوى لدينا في مصر، وهذه العناصر غير موجودة بالعالم إلا لدينا، فتراثنا الحديث أقدم من نشأة دول بأكملها.
ما أهمية ربط سكان المنطقة الأثرية بآثارهم؟
يجب توعية الشعب بكيفية التعامل مع الآثار الموجودة بالمنطقة، فهو نسيج عمراني متصل، وعلي سبيل المثال، فإن الآثار الإسلامية على وجه التحديد، هي قلب الشارع، أنا مواطن أصلي وأعيش وأتاجر في نفس المكان، و"آثار بلا ناس ماتنداس".
ما مقترحاتك لزيادة الوعي الأثري لدي المصريين؟ وكيف يمكننا النظر للآثار كصناعة مُربحة؟
أنا مستعد أن أقف بجوار أي شخص أو مسؤول طالما أنه لصالح الآثار والوعي الأثري، أما عن النظر للآثار كصناعة مُربحة، فلابد من التسويق للأثر، وتنظيف المنطقة وتهيئة المكان المحيط بالآثار، وتوعية الشعب بأهمية احترام "الخواجة" الذي يأتي لرؤية آثارنا، وسرعة الرد من قبل الجهات الأمنية أن تكون في صالح الأثر، بمعنى ألا أقول للسائح كلمات مثل "ممنوع التصوير"، "ممنوع الزيارة"، لأنها من أهدافه زياته، ولكن يمكننا أن نضيف تذكرة خاصة بالتصوير وبالتأكيد سيدفع السائح؛ لأن التصوير أيضًا سيفيد في الانتشار والتسويق للسياحة في بلادنا.