في ذكرى وفاته.. سر اتهام نور الشريف بالخيانة بعد تجسيد شخصية ناجي العلي
تحل اليوم الذكرى التاسعة لرحيل الفنان الكبير نور الشريف والذي رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم في عام 2015.
ترك نور الشريف إرثا فنيا كبيرا، له بصمة خاصة عند جمهوره حيث كانت أعماله بمثابة علامات مضيئة في السينما والتليفزيون.
سر اتهام نور الشريف بالخيانة
واجه نور الشريف العديد من الصعوبات خلال مشواره الفني لعل أبرزها اتهامه بخيانة الوطن بعد تقديمه لفيلم ناجي العلي الذي قام بإنتاجه وكتب السيناريو والحوار له الكاتب بشير الديك وأخرجه عاطف الطيب، واشترك فى بطولته ليلى جبر، محمود الجندي، تقلا شمعون، أحمد الزين.
والفيلم تدور أحداثه بعد واقعة الاغتيال التي تعرض لها الفنان الفلسطيني ناجي العلي في لندن في عام 1987، ويعود الفيلم بأحداثه إلى الوراء حيث يسترجع المحطات التي مر بها ناجي العلي في حياته بدء من نزوحه مع أسرته إلى لبنان، ثم عمله في الكويت، ثم عودته إلى لبنان مجددًا خلال فترة الحرب الأهلية اللبنانية ولكنه لم ينس فلسطين التي ظلت في أعماقه، وعبر عن قضيتها في رسوماته بالصحف والمجلات منتقدًا الأنظمة العربية وتفككها إلى أن تم اغتياله في لندن فى أغسطس عام 1987.
وتم دبلجة الفيلم إلى اللغة الفارسية، وبثه التلفزيون الإيراني أكثر من مرة.
هوجم الفيلم وظهرت اتهامات لنور الشريف وعاطف الطيب بخيانة الوطن بسبب تجاهل الفيلم لدور مصر في حرب 73 وتوجيه الاتهامات للرئيس السادات بإهمال القضية ووجه له الاتهام بانه غير وطني، وأنه تقاضى من منظمة التحرير الفلسطينية 3 ملايين دولار لكى يقدم هذا الفيلم وهو ما دفع الرقابة الي منع فيلم ناجى العلى من العرض.
وقد علق الفنان نور الشريف على منع فيلم ناجى العلى في احد لقاءات الصحفية بأنه وقع عليه ظلم كبير بسبب الفيلم لدرجة أنه وجد بعض زملائه يسبونه في الصحف، حيث أنهم شاركوا كما قال في “المذبحة” كما أن بعض الأقلام انتقدت نور واتهمته بأنه غير وطني، وأنه تقاضى من منظمة التحرير الفلسطينية 3 ملايين دولار لكى يقدم هذا الفيلم.
وأضاف باكيًا: هذه التجرِبة أظهرت لي الصديق والعدو، لقد تعرَّضتُ لهجوم شرس وقاسٍ بسبب الفيلم لمدة عام كامل، ووصل الأمر إلى نصب مذبحة لنور الشريف وكأنه هو المتسبب في نكسة 67 فتناوبت الصحف والمجلات في الهجوم على الفيلم وعلى شخصي إلا أن حزني الشديد كان عندما وجدت أقرب أصدقائي يهاجمونني بشراسة إلا أنه للحق هناك مَن وقف بجواري في أزمتي ومنهم محمود يس ويحيى الفخراني وسمير صبري وشريكي في الفيلم محمود الجندي، أما بقية الفنانين فكانوا ضدي بل كانوا شمتانين وفرحين لما حدث لي.
وظل فيلم ناجى العلى ممنوع من العرض إلى أن منحه الرئيس محمد حسني مبارك قبلة الحياة وأجاز عرضه في افتتاح مهرجان القاهرة السينمائى الدولى عام 1992 بينما منعت أغلب الدول العربية عرضه.
وعلَّق نور الشريف على عرض الفيلم في مهرجان القاهرة السينمائى الدولى قائلا: أعتقد أن فيلم مثل "ناجي العلي" الذي يعبِّر عن القضية الفلسطينية والحرب الأهلية اللبنانية هو من أهم الأفلام الوطنية التي تُؤرخ للواقع العربي الأليم والذي قَدمت من خلاله شخصية رسام الكاريكتير الفلسطيني ناجي العلي الذي كان يعيش في الشتات ما بين بيروت والكويت ولندن والذي اغتالته عناصر من الموساد في لندن.