رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"وشم الصليب".. "علامة نجاة" أصبحت رمزا مسيحيا

جريدة الدستور

بدأت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، الأربعاء 7 أغسطس 2024، صوم العذراء مريم لمدة 15 يومًا، تنتهي في 22 أغسطس 2024.

وخلال مولد السيدة العذراء والذي يستمر لمدة 15 يومًا، تقدم العديد من الكنائس والأديرة خدمة "دق الصليب"، أو تجد شابًا قرر أن يطبع صورة أحد القديسين، ما يدفع عن طبيعة هذا العمل في الكنيسة.

ويقول ماركو الأمين، الباحث في التاريخ الكنسي لـ"الدستور"، إن الكنيسة لم تجيز فكرة الوشم، وهي عادة شعبية من مصر القديمة ارتبطت بالموالد الدينية المختلفة، لكنها أصبحت عادة مرتبطة بالموالد الدينية من بعد دخول العثمانيين مصر، فأصبح المسيحون يحرصون على “دق الصليب” للتعريف بديانتهم.

وفي السياق، يقول كيرلس بشري، باحث دكتوراة في جامعة فيينا بالنمسا، لـ"الدستور"، إن ظاهرة دق الصليِّب وعمل وشم على الجسم في المواسم الدينية هي من أسوء وأدنى العادات السلبية الشعبية لدى الشعب القبطي اليوم، فهو مجرد رسم على اليد وليس دليلا أبدًا على مسيحية الشخص.

متى بدأت عادة دق الصليب أو الوشم؟

أضاف بشري، أن عادة دق الصليب أو الوشم هي عادة مسيحية أصيلة، ويحكي العلامة الأنبا جريجوريوس المتنيح أسقف البحث العلمي، أنَّ قديمًا كان المسيحيين يوشِمون الأطفال بصليب على أيديهم، حتى إذا جاءت حملات البربر وقتلوا الأسرة ونجى الأطفال، حين يكبرون يكون الوشم في أيديهم تذكارًا أبديًا على مسيحيتهم.

تابع: “الوشم اليوم ليس له أي هدف، فما الهدف النهاردة من إني أشوه أيد ابني، أوعى حد يفتك إن مسيحتي قائمة على علامة في أيدي دي تبقى مسيحية هزيلة وضعيفة ومشوّهة، المسيحية قائمة على إيماني وإعلانه والكرازة به. فأنا مسيحي لأني ابن حقيقي لله، وشريك الطبيعة الإلهية، وعضو في جسد المسيح الواحد”.

أوضح: “عتابي على الآباء الكهنة اللي بيخلوا الواشم (من يمارس الوشم على جسم الناس) يدخل الكنائس ويمارس العادة دي عند باب الكنيِّسة”، مؤكدًا أن هؤلاء بيقوموا بتشويه جسم الإنسان برسم صور في أيديهم، زي رسم مارجرجس والعذراء ومارمينا، فإنها كلها عادات سلبية شعبية بلا أي هدف حقيقي وجوهري وبلا أي معنى واضح، فبالتالي تصبح الكنيِّسة مؤيدة لتلك العادة السلبية ومُصدّقة عليها، مختتمًا، بأنه من المفترض أن هدف الكنيِّسة “التوعية الروحية واللاهوتية”.

ويستقبل دير السيدة العذراء مريم بجبل الطير زواره طيله فترة الصوم، على أن يشمل البرنامج اليومي يشمل رفع بخور عشية، والتي ستكون في الكنيسة الأثرية، من أشهر الكنائس التي تشهد إقبالًا كبيرًا من الأقباط خلال فترة صوم السيدة العذراء مريم، كنيستها بمسطرد، إذ يتوافد عليها آلالاف من الأقباط خلال صوم السيدة العذراء مريم بأعتبارها أحد محطات مسار العائلة المقدسة والتي مرت بها خلال زيارتها إلى مصر، كما يشهد دير العذراء الشهير ببياض، والذى يقع في محافظة بني سويف، ودير العذراء الجنادلة بأسيوط، وكنيسة السيدة العذراء مريم بالزيتون توافد الملايين خلال فترة الصوم، والذين يأتون للتبرك منها وحضور النهضات الروحية بها.