د.منى الحديدي: علم الاجتماع من المجالات العلمية تتسم بالشمول

نظمت اليوم ندوة بعنوان “علم الاجتماع في عالم متغير” قدمتها د.منى الحديدي، أستاذة علم الاجتماع بجامعة حلوان فى إطار فعاليات مبادرة القوة في شبابنا التى انطلقت أول أمس وتتوالى فعالياتها إلى 22 أغسطس الجاري بالمجلس الأعلى للثقافة.

ماهية علم الاجتماع

واستهلت الحديدي اللقاء متناولة ماهية علم الاجتماع وأهميته، لافتة إلي أن علم الاجتماع يُفهم على أنه الدراسة العلمية لمختلف التصرفات الإنسانية في أي مجتمع بشري، حيث يشير إلى مسار العلاقات القائمة بين الإنسان والمجتمع، وكيف يمكن أن يؤثر مسار هذه العلاقات على أمور حياته.

وعلم الاجتماع يعتبر من المجالات العلمية التي تتسم بالشمول والاتساع البالغ بدءًا من اللقاءات العابرة بين الأفراد في الشارع وصولًا إلى الأحداث الاجتماعية الكبرى. ولم يعد عالم اليوم هو عالم الأمس، لقد تبدلت الأحوال، فعالم اليوم أصبح فيه الإنسان يعانى من صور عديدة من الضغوط والمشقة لم يكن يعرفها من عقدين ماضيين.

وأضافت “الحديدي” أن العالم الجديد يتسم بتغيرات كبيرة وسريعة غيرت وجه العالم بشكل لم يسبق أن شهدها من قبل؛ حيث ظهرت أنساقًا جديدة من القيم تتسم بالميل إلى الأنانية والفردانية كل هذه التغيرات جعلت علماء الاجتماع يطلقون على عالم اليوم مسميات تعكس الواقع الجديد فمنهم من قال بأنه عالم اللايقين، أو عالم السيولة، أو أنه عالم منفلت، أو عالم "لمخاطر الفائقة.

وأشارت للعديد من الأمثلة مثل الانتحار على سبيل المثال. حيث أشارت منظمة الصحة العالمية وفي واحد من تقاريرها؛ بأن هناك مايقارب 900000 ألف إنسان ينتحرون سنويًا، وهنا نتساءل هل ينتحر جميع هؤلاء لنفس السبب أو الظروف؟ وبسؤال أكثر دقة لماذا يقدم الناس على الانتحار؟ تخمينات كثيرة تطرح على أنها الأجابة ومنها، قد يكون لديهم نزوع داخلي نحو المخاطرة واللعب مع الموت، أو لأنهم مروا بظروف قاسية ولم يستطيعوا تحمل أعبائها، أو لأنهم لا يؤمنون بجدوى الحياة فوضعوا حدًا لها، وغير ذلك.

وظاهرة الطلاق مثلاً والتي تعتبر مسألة ذات شان خاص بين رجل وإمرأة قررا الانفصال، فعلم الاجتماع لا يراها أنها مجرد مسألة شخصية بقدر ما هي حدث اجتماعي، وتطرح حوله عدد من التساؤلات، لماذا يحدث الطلاق؟ وما هو مصير الأبناء في حالة الطلاق؟ وما هو السبب الرئيس للطلاق البطالة أم عدم التكافئ أو ماذا؟ وما هي السبل للحد منه؟ وهل كل حالات الزواج قد تؤدي إلى حالات طلاق؟ وما هو موقف الأهل ودور المؤسسة الدينية والهيئات الحكومية المدرسة والعمل؟

كما تحدثت الحديدي عن مفهوم الدولة المدنية ونظرية العقد الاجتماعي التي تنظم العلاقة ما بين المواطن والدولة. وأكدت أن التماسك الاجتماعي والترابط الجمعي من الأمور الهامة لتحقيق التماسك الاجتماعي والحفاظ على وجود المجتمع لابد من توافر النظام وتحقيق الانضباط الاجتماعي والقابلية للتنبؤ.