رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الأمم المتحدة: 26 مليون جائع فى السودان.. وتحذيرات من تفشى المجاعة

السودان
السودان

قالت مديرة العمليات والمناصرة بمكتب  الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية إيديم وسورنو، إن "26 مليون شخص في السودان  يعانون الجوع الحاد"، جراء الحرب المشتعلة منذ أبريل 2023.

وأضافت المسئولة الأممية في إحاطة خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي، أمس الثلاثاء، لمناقشة الوضع في السودان، أن 10 ملايين شخص أجبروا على الفرار من منازلهم؛ بسبب العنف والجوع والحرمان، ويشمل ذلك 726 ألف شخص نزحوا داخل ولاية سنار وخارجها (جنوب شرق) منذ 25 يونيو، بعد تقدم ميليشيا الدعم السريع إلى الولاية".

وأشارت سورنو في كلمتها التي نشرتها الأمم المتحدة عبر موقعها الالكتروني، اليوم الأربعاء، إلى المجاعة التي تفشت في مخيم زمزم بمدينة الفاشر في ولاية شمال دارفور (غرب)، قائلة: "عندما تحدث المجاعة، فهذا يعني أننا تأخرنا كثيرًا، ولم نفعل ما يكفي، وأننا والمجتمع الدولي فشلنا".

ولفتت إلى أن الإمدادات المنقذة للحياة في مدينة بورتسودان على البحر الأحمر (شرق) جاهزة للتحميل وإرسالها إلى المخيم، بما فيها الأدوية الأساسية والإمدادات الغذائية ومستلزمات نظافة.

وتابعت: "أن إمدادات الإغاثة لسكان زمزم تتوفر بسهولة في شرقي تشاد، ولكن الأمطار الغزيرة غمرت معبر الطينة، وهو المعبر الحدودي الوحيد الذي يُسمح للوكالات الإنسانية باستخدامه حاليا بين شرق تشاد ودارفور".

وحددت سورنو 4 مطالب رئيسية لمكافحة المجاعة وهي: أولًا وقف الصراع، وثانيًا وفاء الأطراف بالتزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي، وثالثًا تحقيق وصول إنساني سريع وآمن ودون عوائق عبر السودان من خلال جميع الطرق الممكنة، وأخيرًا توفير المزيد من الموارد.

المجاعة والفيضانات تزيد معاناة النازحين في السودان

وكانت حذرت المنظمات غير الحكومية من أن المجاعة والفيضانات والأمراض تزيد من معاناة السودانيين الذين مزقتهم الصراعات في السودان. وقد تضررت منطقة دارفور بشدة، وخاصة في مخيمات النازحين.

وقال مراقب عالمي للأغذية، إن مخيم زمزم للنازحين داخليًا في شمال دارفور يواجه خطر نفاد نوع خاص من الطعام المصمم لعلاج الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية.

وجدت لجنة مراجعة المجاعة أن المجاعة، التي تتأكد عند استيفاء معايير سوء التغذية الحاد والوفيات، مستمرة في زمزم، ومن المرجح أن تستمر هناك حتى أكتوبر على الأقل.

وأكد مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، أخيم شتاينر، المجاعة في شمال دارفور وربما 14 منطقة أخرى داخل البلاد.

وقال: "المجاعة ليست مجرد احتمال مستقبلي مدمر ومحتمل، بل هي حقيقة واقعية وقاسية في شمال دارفور".

وأكد تقرير لجنة الإغاثة الإنسانية أن ظروف المجاعة منتشرة في أجزاء من شمال دارفور، بما في ذلك مخيم زمزم في الفاشر، والذي يقدر عدد سكانه بنحو 500 ألف نسمة.لكن السلطات السودانية تنفي وجود مجاعة في زمزم.

مخاوف من تفشي الأمراض في السودان 

وقال ناثانيال ريموند، رئيس مختبر البحوث الإنسانية بجامعة ييل، لـ لوسيل جيمبرج من راديو فرنسا الدولي: "إن وصول آلاف النازحين داخليًا الفارين من مدينة الفاشر إلى مخيم زمزم أدى إلى قيام الناس بالتغوط في المراحيض المفتوحة". وهذا يعني أن مياه هذه الفيضانات ربما تكون قد لامست هذه المناطق الملوثة.

كما يواجه المخيم المنكوب بالمجاعة فيضانات تهدد بتلويث مرافق المياه والصرف الصحي، وفقًا لصور الأقمار الصناعية التي نشرت يوم الجمعة. وقد أدت الفيضانات إلى تدفق كبير جديد من النازحين.

وتشير نتائج مختبر جامعة ييل إلى أن المراحيض وتسعة من أصل 13 نقطة مياه في مخيم زمزم غمرتها المياه، ما يزيد من خطر الإصابة بالكوليرا وأمراض أخرى.

كما تؤثر الفيضانات على مناطق أخرى في السودان، بما في ذلك حول بورتسودان وفي ولاية كسلا، على بعد 500 كيلومتر جنوبًا.

وتطلب منظمة أطباء بلا حدود غير الحكومية من السلطات السودانية الوصول إلى مساعدة ضحايا الفيضانات في ولاية كسلا.

وقال الأمير جمعة سفاري، منسق منظمة أطباء بلا حدود فرنسا الطبي في السودان، لإذاعة فرنسا الدولية، إن المنازل انهارت بسبب الفيضانات.. الوضع مقلق أيضًا في كسلا، حيث يوجد أكثر من 76 ألف نازح.

وقال: "باعتبارهم نازحين، فإنهم يعانون بالفعل من الكثير من المشاكل: الوصول إلى الرعاية والغذاء والوصول إلى مياه الشرب".

كارثة متوقعة في السودان بسبب أوضاع النازحين

قال إيمانويل رينك من منظمة التضامن الدولية لإذاعة فرنسا الدولية: "إن إعلان المجاعة في زمزم، وبالتالي في مخيمات النازحين الأخرى لا يفاجئنا.. لقد كانت الظروف هناك لفترة طويلة وقد لاحظنا تدهور الوضع بشكل حاد. إنه حقًا سجل لكارثة متوقعة".

وأبرز شتاينر من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي الظروف المروعة التي تواجهها المجتمعات السودانية، حيث لا تستطيع 70 في المائة من الأسر الريفية زراعة الأراضي، ولا يستطيع ربعها الوصول إلى الأسواق بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة، ولا يستطيع 43 في المائة تحمل تكاليف الغذاء حتى عندما يكون متاحًا.

وشدد على الحاجة الملحة للاستجابة الإنسانية الفورية والشاملة، داعيًا جميع الأطراف المشاركة في الصراع إلى وقف الأعمال العدائية.

ومنذ منتصف أبريل 2023، يخوض الجيش و"الدعم السريع" حربًا خلّفت نحو 18 ألفًا و800 قتيل وحوالي 10 ملايين نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة.