رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

وفيات وآلاف المنازل المدمرة.. الفيضانات والأمطار تغرقان شمال السودان وتنذران بكارثة

فيضانات السودان
فيضانات السودان

شهدت عدة مناطق في  شمال السودان، اليوم الثلاثاء، فيضانات عارمة أدت إلى مقتل وإصابة العشرات، وتدمير أكثر من 10 آلاف منزل بشكل كامل وجزئي.

كانت فيضانات شديدة قد ضريت المناطق الواقعة شمال مدينة دنقلا، كذلك مدينة أبو حمد بولاية نهر النيل، وهي مركز رئيسي لأنشطة تعدين الذهب في البلاد.

وحسب وكالة أنباء شمال إفريقيا، فقد أثار هذا الوضع مخاوف بيئية كبيرة بسبب اختلاط مياه الفيضانات بمخلفات مواقع التعدين وجرفها إلى نهر النيل، المصدر الرئيسي لمياه الشرب والري للمشاريع الزراعية.

ورغم عدم صدور بيانات رسمية عن حجم الخسائر، أشار ناشطون إلى مقتل 11 شخصا على الأقل وإصابة نحو 50 آخرين نتيجة انهيار المباني أو غرقها في مياه الفيضانات.

تقديرات أولية للخسائر

ووفقا لتقديرات أولية، فقدت أكثر من 10 آلاف أسرة في مدينة أبو حمد والمناطق المحيطة منازلها وتعيش وسط ظروف إنسانية وصحية مزرية ونقص حاد في الأدوية ومياه الشرب.

وقال محمد عثمان، ناشط تطوعي، في تصريحات صحفية: "آلاف الأطفال وكبار السن يعيشون في العراء ويتعرضون للدغات الحشرات السامة وسط نقص حاد في الخدمات الطبية".

وتابع: "الوضع مأساوي للغاية، والجميع في حالة من الذعر بعد أن فاجأتهم السيول والأمطار في ظل الأوضاع الإنسانية والاقتصادية السيئة أصلًا".

 

مخاوف من اختلاط مخلفات التعدين بالمياه

وحذر خبراء البيئة من أن اختلاط مخلفات التعدين الضارة بالمياه مما قد يؤدي إلى كوارث صحية وبيئية كبيرة في ظل هشاشة القطاعين الصحي والبيئي بسبب الحرب المستمرة منذ نحو عام ونصف.

ولفتت حنان مدثر، مستشارة أنظمة البيئة والمياه والتنمية المستدامة، إلى أن منطقة أبو حمد تشهد أنشطة تعدين واسعة تستخدم مواد ضارة بالبيئة.

وقالت إن "الفيضانات تؤدي إلى انجراف النفايات إلى مجاري المياه والآبار الجوفية، مما يشكل خطرًا حقيقيًا على صحة الإنسان".

وتزايدت المخاوف مع ورود تقارير تفيد بأن مياه الفيضانات جرفت كميات هائلة من مخلفات الذهب المخزنة في المزارع والمنازل والمدارس، حيث يتحول 99.9% من الأنقاض التي يستخرج منها الذهب إلى نفايات، مما يؤدي إلى تلوث مياه الشرب والري بالزئبق والسيانيد ومخلفات التعدين الأخرى.

وتوقعت هيئة الأرصاد الجوية التابعة للوكالة الإفريقية للتنمية أن يشهد السودان أعلى معدل لهطول الأمطار هذا العام، متجاوزًا فيضانات عام 1946.

والفيضانات حدث سنوي يحدث في السودان، خلال الفترة بين يونيو وأكتوبر، وعلى مدى السنوات الثلاث الماضية، أودت بحياة المئات ودمرت مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية.

 

وقد أدى موسم الأمطار هذا العام إلى تفاقم الصعوبات التي يواجهها المتضررون من الصراع الدائر بين القوات المسلحة السودانية ومليشيا الدعم السريع.

ويشهد السودان صراعًا مميتًا منذ 15 أبريل 2023، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 16650 شخصًا.

ووفقًا لبيانات الأمم المتحدة الصادرة، يقدر عدد النازحين داخليًا في السودان بنحو 10.7 مليون شخص، مع لجوء حوالي 2.2 مليون آخرين إلى دول مجاورة.