رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

محمد عفيفي: الأفلام الوثائقية والدراما التاريخية المصرية مهمة لأنها ثروة هائلة

جانب من الفعالية
جانب من الفعالية

نظم المجلس الأعلى للثقافة، بأمانة الدكتور هشام عزمي محاضرة، اليوم الثلاثاء، تحت عنوان: (ما التاريخ)، وقدمها الدكتور محمد عفيفى؛ أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بكلية الآداب جامعة القاهرة والأمين العام الأسبق للمجلس، وذلك تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، وفى إطار فعاليات مبادرة: (القوة فى شبابنا)، التى انطلقت أمس وتتوالى فعالياتها إلى 22 أغسطس 2024.

أهمية الأفلام الوثائقية والدراما التاريخية المصرية لأنها ثروة تاريخيّة هائلة

وأكد الدكتور محمد عفيفي، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بكلية الآداب جامعة القاهرة، على أهمية الأفلام الوثائقية والدراما التاريخية، وأن مصر لديها ثروة تاريخيّة هائلة، وهو ما يجب الاهتمام به وتوثيقه بالشكل الصحيح؛ فتاريخ الأمم هو تراثها الثقافى، وهو جزء لا يتجزأ من هُويتها الحقيقيّة مهما تعاقبت السنون والأزمان.

وتحدث الدكتور محمد عفيفى متناولًا ماهية التاريخ وأهميته، مشيرًا إلى أنه من المعروف أن التاريخ هو الماضى، ولكن يوجد أيضًا تاريخ للحاضر وتاريخ للمستقبل، وتابع متناولًا البعد الزمنى للتاريخ، موضحًا أن التاريخ تغير مفهومه؛ فما كنا ندرسه عن الزعيم عرابى وسعد زغلول وغيرهم كان تاريخ سياسى، وفى حقيقة الأمر يبقى المدلول الحقيقى للتاريخ أعمق وأكثر شمولية من ذلك؛ فلدينا تاريخ الأدب وتاريخ السينما وتاريخ الأطعمة والأغذية والملبوسات وغيرها من تشعبات تكاد تكون غير محدودة.

محمد عفيفي: التاريخ ليس مجرد سرد أحداث الماضى بل هو نافذة على الحاضر ومفتاح لفهم المستقبل

وتابع "عفيفي": "فإذا ابتغينا دراسة أى تاريخ مثل تاريخ الصراعات والحروب على سبيل المثال، سنجد أنه لابد لنا أولًا من فهم تاريخ هذه الشعوب بشكل جيد، وانتقل فى حديثه ضاربًا مثال آخر وهو القضية الفلسطينية، مشيرًا إلى حتمية تكوين خلفية تاريخيّة عميقة عن مختلف الأوضاع التاريخية المتصلة بها لفهم أبعاد القضية بصورة تتميز بالشمولية والعمق فى ذات الوقت، وإذا عكفنا على قراءة ما تركه المؤرخون حول القضية الفلسطينية على سبيل المثال سنجد أن كل منهم قدم الأحداث التاريخية الحقيقية ولكن بأسلوبه وبلاغته تاركًا بصمته الخاصة فى ثنايا الموضوع المؤرَّخ، وهذا ما يجعلنا نلاحظ أن التأريخ يختلط به وجهات النظر الخاصة بكل مؤرِّخ؛ فالتاريخ ليس مجرد سرد للأحداث الماضية، بل هو نافذة نطل منها على الحاضر، ومفتاح لفهم المستقبل، ويتجاوز التأريخ الأبعاد السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية، ليغوص فى أعماق الحضارات الإنسانية المختلفة؛ فمن خلال دراسة التاريخ، نكتشف جذورنا، ونفهم كيفية تطوير ذواتنا وبالتبعيّة مجتمعاتنا، عبر استخلاصنا لتجارب الأمم السابقة، لذا علينا أن ندرك أن التاريخ ليس حقيقة ثابتة، بل هو سردية متجددة تتأثر بوجهات نظر المؤرخين والمصادر المتاحة والتطورات المعرفية. 

وتهدف المبادرة إلى دعم ورعاية الموهوبين من الشباب، وتأتى فى إطار خطة عمل وزارة الثقافة نحو تعزيز التنمية المستدامة، والحوار الثقافى وتبادل الآراء والخبرات بين الأجيال، وتستهدف الشباب من سن 18 إلى 35 عامًا، وتتضمن فعالياتها عدد من اللقاءات الفكرية والمحاضرات العامة والورش التدريبية، وانطلقت المبادرة ظهر أمس بمحاضرة افتتاحية قدمها الأستاذ الدكتور هشام عزمى؛ الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة.