رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أقوى اضطرابات منذ سنوات.. بريطانيا تواجه كراهية وفوضى اليمين المتطرف

أعمال شغب في بريطانيا
أعمال شغب في بريطانيا

شهدت بريطانيا موجة من أعنف الاحتجاجات واندلاع المزيد من أعمال العنف المناهضة للمهاجرين التي حملت رسائل كراهية وفوضى غير مسبوقة، خلال الأيام الماضية، ما جعل الحكومة البريطانية برئاسة كير ستارمر الجديدة تكافح للسيطرة على أسوأ اضطراب منذ أكثر من عقد من الزمان، حسبما نشرت شبكة "سي إن إن" الأمريكية.

اليمين المتطرف يشعل نيران الفوضى والكراهية في بريطانيا.. ماذا يحدث؟

وحسب الشبكة الأمريكية، أصيب ضباط شرطة في بليموث ليلة الإثنين عندما نزلت حشود غاضبة على المدينة الساحلية في جنوب غرب إنجلترا، وجاء أحدث اندلاع للعنف بعد أن أشعلت حشود من المحرضين اليمينيين المتطرفين النار في فنادق تؤوي طالبي اللجوء خلال عطلة نهاية الأسبوع في مدينتين، ما ترك من بداخلها محاصرين ومرعوبين، بينما ألحقت حشود من مثيري الشغب في مدن أخرى أضرارًا بالمباني العامة واشتبكت مع الشرطة، وألقت أشياء على الضباط وحطمت سياراتهم.

وأضافت أن الاحتجاجات اندلعت لأول مرة في أواخر الشهر الماضي، بعد أن أثارت حملة تضليل مناهضة للمهاجرين غضبًا بشأن هجوم طعن أسفر عن مقتل ثلاثة أطفال في ساوثبورت، شمال إنجلترا.

A car burns during an anti-immigration protest in Middlesbrough on Sunday.

وأشارت إلى أن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر ترأس أول جلسة له في لجنة كوبرا صباح أمس الإثنين - اجتماع طارئ للوكالات الوطنية وفروع الحكومة - لمناقشة الاستجابة للاضطرابات، وقال يوم الأحد: "هذا ليس احتجاجًا"، مضيفًا: "إنه بلطجة منظمة وعنيفة وليس لها مكان في شوارعنا أو عبر الإنترنت".

وتابعت أن أعمال الشغب هي أول أزمة لستارمر، الذي أصبح زعيمًا لبريطانيا قبل شهر بعد أن أطاح حزب العمال بالمحافظين في انتخابات عامة، ومن المقرر أن يراقب المشرعون والجمهور خطواته التالية عن كثب.

وأضافت أنه طوال يومي الجمعة والسبت والأحد، تجمع المتظاهرون العنيفون في مراكز المدن والبلدات في جميع أنحاء المملكة المتحدة، وكان العديد منهم عازمًا على الاشتباك مع الشرطة وإحداث الفوضى.

وأشارت الصحيفة إلى أن التجمعات بدأت ظاهريًا كمسيرات مناهضة للهجرة، نُظمت على منصات التواصل الاجتماعي، ولكنها سرعان ما تحولت إلى فوضى وعنيفة، ولكن سرعان ما أشعل المتظاهرون النار في فندقين من سلسلة Holiday Inn في بلدة روثرهام، شمال إنجلترا، وفي تامورث، في ميدلاندز، وسط إنجلترا، والذي يُعتقد أنهما يأويان طالبي اللجوء الذين ينتظرون قرارًا بشأن مطالباتهم، وكان فندق روثرهام في ذلك الوقت "مليئًا بالسكان والموظفين المذعورين"، وفقًا لبيان صادر عن مساعد رئيس شرطة جنوب يوركشاير ليندسي باترفيلد.

Police and far-right protesters clash in Manchester.

وفي تامورث، ألقى مثيرو الشغب مقذوفات وحطموا النوافذ وأشعلوا حرائق، ما أدى إلى إصابة ضابط شرطة، وفقًا للسلطات المحلية. وفي روثرهام، ألقوا ألواحًا خشبية واستخدموا طفايات الحريق ضد الضباط وأشعلوا النار في أشياء بالقرب من الفندق وحطموا النوافذ لدخول المبنى، حسبما ذكرت الشرطة.

وفي المجموع، تم اعتقال أكثر من 370 شخصًا في أعقاب أعمال العنف التي وقعت في نهاية الأسبوع، ومن المتوقع أن يرتفع العدد "مع استمرار القوات في تحديد هوية المتورطين ومواصلة القبض على المسؤولين"، وفقًا لما ذكره مجلس رؤساء الشرطة الوطنية (NPCC)، وهي هيئة إنفاذ القانون الوطنية في المملكة المتحدة.

Misinformation spread online about the identity and nationality of the suspect in the shocking stabbing of several children in Southport last month، sparking the first collection of protests.

وأكدت الشبكة الأمريكية، أن اليمين المتطرف استغل هذه الحادثة ونشر موجة من المعلومات المضللة حولها، بما في ذلك الادعاءات الكاذبة بأن المهاجم المشتبه به مهاجر، لتعبئة الاحتجاجات المناهضة للمسلمين والمهاجرين، وتقول الشرطة إن المشتبه به ولد في بريطانيا.

لكن الخطاب المناهض للمهاجرين أصبح منتشرًا على نحو متزايد في بريطانيا في السنوات الأخيرة، حيث يقول المنتقدون إن هذا الاتجاه شجع المتعاطفين مع اليمين المتطرف وساهم في مشاهد مثل تلك التي شوهدت خلال عطلة نهاية الأسبوع.