رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

دليل مسرحيات الأسبوع الثانى من «المهرجان القومى للمسرح»

المسرح
المسرح

 

تواصل «الدستور» تقديم دليل مسرحيات الأسبوع الثانى من الدورة الـ١٧ للمهرجان القومى للمسرح، بعيون النقاد والفنانين، بعد أن استعرضنا مسرحيات الأسبوع الأول.

وانطلقت الدورة الجديدة، التى حملت اسم «سيدة المسرح العربى سميحة أيوب»، ٣٠ يوليو الماضى، وتستمر حتى ١٧ أغسطس الجارى، ويقدم النقاد والفنانون مدخلًا لمشاهدة بعض عروض المهرجان التى يرشحونها للجمهور، وهى الأعمال التى ستعرض بداية من الغد حتى ختام المهرجان.

«Newsies» ثورة بائعى الجرائد ضد «أصحاب السلطة» فى نيويورك بحثًا عن مستقبل أفضل

الحيوية والطاقة والاندفاع والقوة والتهور والحلم والسعى لرسم المستقبل.. كل هذه الصفات يتمتع بها الشباب، وهى ما اعتمد عليه العرض المسرحى «Newsies»، الذى ترصد أحداثه حلم واندفاع مجموعة من الشباب بائعى الجرائد فى مدينة «نيويورك»، سنة ١٨٩٩، يتمردون على أصحاب السلطة فى سوق العمل حتى يصلوا إلى هدفهم فى بناء منظومة عمل يسودها العدل وتحقق المساواة.

وهذه الطاقة الشبابية فى دراما العرض كانت مفتاحًا مهمًا لما ارتكز عليه المخرج حسام قشوة للتعبير عن رؤيته وتصوره للعمل؛ فلجأ إلى شباب أكاديمية الفنون ليكوّن منتخبًا من معاهدها ومدارسها ليصبحوا أبطال العرض المسرحى.

وبين معهد الفنون المسرحية ومعهد موسيقى عربية ومدرسة الباليه وغيرها، امتزج أبطال العرض مع رؤية المخرج ودراما النص لخدمة الصورة النهائية التى سوف نشاهدها فى عرض «Newsies».

ورغم اعتماد المخرج على البيئة الأصلية للنص دون تمصير للأحداث أو الأسماء، فإنه من خلال استخدام أساليبه المختلفة فى ضبط عناصره من أغنيات وموسيقى وإضاءة وديكور وملابس، تمد حبال التواصل الفكرى بينها وبين المتلقى لتتماس مع واقعه.

جرى تقديم العرض من قبل على مسرح «برودواى»، ضمن العروض الموسيقية، وهو عن فيلم موسيقى من إنتاج ١٩٩٢ يحمل نفس الاسم، إلا أن الثلاث معالجات مأخوذة عن الأحداث الواقعية التى عرفت إخباريًا بعنوان «Newsboys Strike» عام ١٨٩٩، التى حدثت فى شوارع مدينة نيويورك.

يقدم المخرج رؤية جديدة بموسيقى وأغنيات جديدة وعلاقات درامية مختلفة، لكنها تصعد للتلاقى بخيوط الأحداث الواقعية.

العرض الحاصل على المركز الأول فى مسابقة إبداع للعروض الغنائية الاستعراضية ويمثل وزارة الشباب «مسابقة إبداع»

يعرض اليوم وغدًا الساعة السابعة على مسرح السلام

«مش روميو وجولييت » طلاب ثانوى يتصارعون لمنع قصة حب بين معلم ومُدرسة

الحب هو المنتصر الأوحد ولا شىء يقف فى وجهه وكل شىء يتضاءل أمامه.. الحب يذيب كل الفوارق الطبقية والاجتماعية والأيديولوجية، إننا نحب دون أن ندرك الأسباب المنطقية لحبنا؛ لهذا فإن الحب شعور يجتاحنا بلا منطق ويحملنا معه إلى سماء لم نقصد أن نحلّق بها.

يتساءل المخرج الكبير عصام السيد، مخرج عرض «مش روميو وجولييت»، الذى شارك فى إعداده دراميًا مع محمد سورى: «أين ذهب هذا الحب؟» و«ما الذى طرأ على المصريين فقسمهم وفقًا للطبقة والنوع الاجتماعى والدين والحزب والأيديولوجيا؟» و«أين ذهب الحب وتركنا فى ساحة عراك واسعة، كل يحتل مساحته عبر إزاحة الآخر؟».

واستلهم قصة حب «روميو وجولييت» من رواية شكسبير الشهيرة، ليحكى عن البطلين اللذين لم تجمعهما الحياة بسبب الصراع المحتدم بين عائلتيهما، فجمعهما الموت، ولكن رغم انتحارهما فقد انتصر الحب وظلت قصة حبهما شاهدًا باقيًا على ما يفعله الحب وما تقترفه الكراهية.

تدور الأحداث فى مدرسة ثانوية، حيث تنطلق شائعة بأن هناك قصة حب بين «مستر يوسف» و«مس زهرة»، وكل منهما له دين مختلف، وفى أثناء الصراع الطائفى الذى ينشأ على إثر الاختلاف حول مشروعية تلك العلاقة، يتحول حوش المدرسة إلى ساحة عراك.

يقرر مدير المدرسة توحيد صف الطلبة بالمسرح، ويبدأون فى بروفات «روميو وجولييت»، وفى أثناء ذلك يتعرف الطلبة على معنى جديد للحب يمكن أن يكون بين الرجل والمرأة ليس بالضرورة هو الحب فى صورته الذهنية المعروفة، بل مشاعر إنسانية سامية، وتتبدد الاتهامات الظالمة ليوسف وزهرة أصدقاء الطفولة، وينتصر الحب فى النهاية، ويكون لسلاح «الفن أو المسرح» الدور الأهم فى تحقيق هذا النصر. 

يقدم العرض فى إطار غنائى استعراضى، ويستمتع المشاهد بصوت على الحجار، صوت أقوى من الزمن، وبأداء رانيا فريد شوقى وعزت زين وميدو عادل ودنيا النشار، وبأشعار الشاعر الكبير أمين حداد، التى لحنها أحمد شعتوت، باستعراضات شيرين حجازى وديكور محمد الغرباوى وإضاءة ياسر شعلان. 

هذا العرض فرصة للتفكير فيما حدث للمصريين وجعل الحب قيمة مهدرة، ونتساءل معًا: «هل حقًا نستطيع إعادة الاعتبار للحب عبر المسرح؟». 

إنتاج المسرح القومى

البيت الفنى للمسرح 

يومى ٩-١٠ أغسطس بالمسح القومى

«العيال فهمت » كوميديا ذكية حول تباين الأفكار بين الأجيال وهامش الحرية للصغار

بعد الصدمة الأولى التى تتلقاها مع بدايات عرض «العيال فهمت»، والتى تتمثل فى أن العمل معتمد بداهة على حكاية الفيلم العالمى القديم «صوت الموسيقى»، ستجد ومع مرور الأحداث أن صناع العرض قد اعتمدوا الفكرة العامة فقط، وأنهم بصدد معالجة مغايرة تقوم على حفر تيمات جديدة لا تقلد المحتوى الدرامى القديم، وإنما يجرى التدوير من خلال مجموعة من الأفكار التى تبدو بسيطة ولكنها غاية فى التعقيد وتكتسب كل يوم أبعادًا جديدة.

ستعرف أن قضايا مثل تباين الأفكار بين الأجيال واختلاف الذائقة وإعطاء هامش من الحرية، إنما تنطوى على مشاكل لم ينظر لها بشكل حقيقى.. والفكرة الجديدة هنا يمكنك متابعتها بسهولة عبر عدة عناصر دالة، كالحوار الرشيق الذى كتبه كل من طارق على وأحمد الملوانى، والأغانى سهلة التكوين التى تتضح أهميتها بكونها خارجة من عباءة الحدث ومضفرة تمامًا فى خلاياه، والإيقاع السريع والاستعراضات المناسبة التى درست إمكانيات هؤلاء الشباب الجدد وما يمكن أن يخرج منهم حال تقديم أكثر من تابلوه غنائى استعراضى لا يقبل الهفوات أو الحركة غير المتقنة.

نلاحظ فى إطار كهذا ثقة المخرج شادى سرور، صاحب التجارب الجادة، سواء فى مسرح الدولة أو الجامعة، والذى يقدم نفسه هنا فى عباءة جديدة أضافت له ولتاريخه المميز الكثير، فالرهان الأساسى كان على مجموعة من الشباب الجدد فى سن المراهقة، الذين جرى تدريبهم بشكل احترافى كى يخرجوا بالعمل بهذه الكفاءة المحمودة، وبينهم طفل معجزة هو على شادى، ٨ سنوات، ستجده دينامو العرض، سواء فى الحوارات التى أسندت له كممثل أو فى الاستعراضات والغناء.

على جانب آخر، اعتمد العرض فى السينوغرافيا على مهندس الديكور صاحب الخبرة الكبيرة حمدى عطية، الذى يعرف إمكانات كل خشبة وما يمكن أن تتيحه مهما كانت صغيرة أو غير قابلة للتطوير.

هنا فى هذا العرض ستلمح فطنته فى التعامل الذكى مع تيمات النص المُعد وأفكار المخرج التى تنحاز للغناء والاستعراض المباشر، ومن ثم صنع ديكورات تمتاز بكونها متلائمة مع طبيعة النص، وتبدو متجاوبة مع الإيقاع السريع والحركة التى لا تهدأ على خشبة المسرح.

الكوميديا تخرج من مواقف رامى الطمبارى الذى لعب دور الأب، وتميزها الجدية فى التعاطى مع الشخصية الدرامية الصارمة، وعلى النقيض منه تمامًا بدا عبدالمنعم رياض سهلًا فى التجاوب مع الممثلين الصغار؛ يكمل أفكارهم بسرعة بديهة وقدرة كبيرة على التلون بين الجدة والهزل.

إنتاج المسرح الكوميدى- البيت الفنى للمسرح

يومى ١٢-١٣ أغسطس ٧ مساءً بمسرح ميامى

«الطاحونة الحمرا»  عرض درجة أولى يعيد الاعتبار لمسرحيات قصور الثقافة

بالتأكيد هناك مجموعة من العروض الجيدة التى ستشارك فى المهرجان القومى للمسرح، لكن ما باليد حيلة، فالمطلوب هنا اختيار عرض واحد أرشحه للمشاهدة، وغيرى سيرشح آخر، وهكذا.

هناك عدة أسباب تدفعنى لاختيار عرض «الطاحونة الحمراء» لفرقة القاهرة، التابعة لهيئة قصور الثقافة، إخراج حسام التونى.

العرض من إنتاج هيئة قصور الثقافة، التى يتعامل البعض مع عروضها باعتبارها «درجة تانية»، بل إن بعض مسئولى الهيئة أنفسهم يصرون فى كثير من الأحيان على وضع عروضهم فى هذه الدرجة، وهذا العرض فى ظنى يقول «بالفم المليان»: «بالعكس يا سادة نحن درجة أولى ممتاز».

العرض موسيقى غنائى، وهذه نوعية نفتقدها كثيرًا فى مسرحنا المصرى عمومًا، ومسرح الثقافة الجماهيرية خصوصًا.

العرض مأخوذ عن فيلم عالمى شهير، أى أن الإقدام على عرضه فيه من المغامرة والشجاعة ما يحسب لصناعه، خاصة أن مُعد النص، أحمد حسن البنا، أجرى عدة تغييرات على النص الأصلى للفيلم، سواء بالحذف أو بالإضافة، بما يناسب طبيعة الوسيط المسرحى، كما خضع النص المعد كذلك لتدخل الدراماتورج وكاتب الأشعار أحمد زيدان، الذى بث فيه قدرًا كبيرًا من الحيوية وجعل قوامه الأساسى غنائيًا، ولكن بعيدًا عن التطريب، وهو ما صاغه لحنيًا وبوعى شديد زياد هجرس الذى استعان بفرقة موسيقية، كانت جزءًا من دراما العرض، وجرى تقديم الغناء حيًا، فضلًا عن تداخل بعض الممثلين معها، أى أن وجود الفرقة على خشبة المسرح لم يكن مجانيًا.

استطاع المخرج، فى ظل الإمكانات البسيطة المتوافرة لديه، تقديم عرض منضبط دراميًا، وثرى بصريًا، مستغنيًا عن كل ما يمكن الاستغناء عنه، فلا شىء مجانيًا هنا، وعلى الرغم من ذلك، فقد تميز العرض بثراء صورته، لتشير هذه الصورة إلى معرفة المخرج الجيدة بطبيعة لغة الخشبة، وقدرته على التكثيف، وتقديم رؤيته فى ضربات سريعة ومتلاحقة، وكذلك فى صياغة مسرحية، فيها من الإمتاع والتسلية بقدر ما فيها من الأفكار والأسئلة.

إنتاج الهيئة العامة لقصور الثقافة 

يومى ١١-١٢ أغسطس

فى تمام الساعة العاشرة مساءً

على مسرح السامر