مثقفون للدستور: مهرجان العلمين إعلان عن خلق حياة جديدة
ثمّن كتاب ومثقفون، في تصريحات خاصة لـ"الدستور" جهود الشركة المتحدة في إخراج مهرجان العلمين، في نسخته الثانية 2024 بأبهي حلة تليق بمصر وعراقتها التاريخية.
مهرجان العلمين أعاد تواصلنا مع قيم فنية جميلة
بداية أشارت الكاتبة دكتورة سمر عبدالعظيم، إلى أن مهرجان العلمين أضاء سماء العلمين هذا العام، لما له من خصائص مميزة جمعت بين كل الأذواق، حقيقي أشعر بالفخر بهذا الإبداع المتواصل، ليالٍ فنية مبهجة أعادت تواصلنا مع قيم فنية جميلة وفنانين أحببناهم عبر الزمن وآخرين ما زالوا يقدمون إبداعًا.
ولكن ما أثار سعادتي بحق هو الفقرات الثقافية التي رصعت كالدر تلك الفعاليات. الشركة القائمة على التنظيم أوضحت بحق كيف أن مصر بروافدها تحوي كل معالم الإنسانية والإبداع وخاطبت طبقات عدة من المجتمع بتصميم فعاليات ثقافية ثرية استضافت فيها مثقفين وكتابًا. وهو ما يعكس الطفرة الثقافية التي حدثت للشعب المصري وزيادة عدد القراء بين الفئات العمرية المختلفة. أسعدني كثيرًا التنوع في المهرجان والذي يضاهي التنوع الموجود الشخصية المصرية ويعززها.
العلمين من صحراء جرداء إلى مركز جذب سياحي
من جانبه قال الكاتب أحمد الصغير: عقود سابقة وسنوات طويلة كانت تداعب خيال وأحلام جيلى الخمسينى والأربعينى، عبارات براقة مثل غزو الصحراء وتغيير خريطة مصر العمرانية. وكانت أهم الأعمال الدرامية فى عصر القناتين فقط هي أعمال تجعل من غزو الصحراء حلًا سحريًا لكل مشاكل مصر. والواقع أنهم كانوا جميعًا على صواب، وكان الخطأ الوحيد أن كل ذلك تحول من أحلام إلى أوهام حتى تفجرت أوضاع مصر فى نهايات عصر مبارك..
كانت لدى السيسى رؤية واضحة محددة تتلخص فى تحويل تلك الأحلام إلى واقع ملموس على أرض مصر. الحل للمصريين هو الخروج من هذا الوادى المختنق وفتح شرايين إعمار جديدة. بعض الذين يخلطون الأمور عن عمد حاولوا إقناع المصريين بأن ذلك لا يكون إلا فى المجال الزراعى. بينما تقول حقائق وأبجديات الاقتصاد أن الزراعة مورد اقتصادي واحد محكوم بعدة عوامل بيئية ولوجستية وجيولوجية. وتبقى للموارد الاقتصادية الأخرى أهميتها مثل الاستثمار السياحي والعقاري وخلق مناطق جذب سياحية تتناسب مع مقومات كل منطقة من حيث الطبيعة والمناخ والإرث الثقافى والتاريخى.
هذا ما فعلته مصر في الأعوام القليلة الماضية. خلقت من مناطق صحراوية قابلة للاستصلاح الزراعي مزارع للقمح والتمور تفوق فى مساحتها نسبة خمسين بالمائة ما كان لدى مصر من أراضٍ زراعية. ثم اتجهت لمناطق أخرى كالعلمين وخلقت شرايين للحياة والإعمار والاستثمار.. منطقة تتميز بامتلاكها لسواحل نقية بكر واحتوائها على سبب جذب سياحي يتمثل فى مقابر جنود الحرب العالمية الثانية. في سنوات قليلة تحولت الصحراء إلى مناطق تدب بالحياة تمتلك بنية تحتية تغرى المستثمرين والمصريين على حد سواء..
مهرجان العلمين يتجاوز فكرة الحفلات الموسيقية ويتخطاها ليكون إعلانًا عن خلق حياة جديدة. هذا ما ينبغى أن يراه المصريين وأن يحتفوا به، هو إعلان نجاح لتنفيذ رؤية قيادة تعى حجم مشكلات مصر وتضع لها حلولًا واقعية بعيدًا عن المزايدات والأوهام.
وبدوره قال القاص الشاب محمد ممدوح: كان الهدف المُعلن من إنشاء مُدن الجيل الرابع خلق مجتمعات عمرانية جديدة غير تقليدية وتوفير مناخ استثمارى جيّد يتيح أكبر قدر من فُرص العمل، وخلق بيئة نظيفة صديقة للبيئة؛ فكان إنشاء مدينة "العلمين الجديدة" لتسليط الضوء على التنمية العمرانية فى الساحل الشمالى الغربى، وجاء "مهرجان العلمين" - الموسم الثانى الممتد لثلاثة أسابيع - ليؤكّد على هذه الحقيقة فى جانبها الثقافى، كوسيلة جذب سياحية وثقافية للمدينة الناشئة على ضفة المتوسط من خلال الفعاليات الفنية والرياضية والتشكيلية ومشاركة طُلاّب الجامعات فى هذه الفعاليات، التى تعيد التأكيد على دور مصر الثقافى والحضارى فى المنطقة والعالم، وتواجد هذا الكم من المبدعين فى مختلف المجالات لأكبر دليل على أنّ قوة مصر الحقيقية تتمثّل فى فنانيها ومُبدعيها؛ أتمنى أن يترسّخ وجود مهرجان العلمين فى الدورات القادمة بزيادة الفعاليات وتنوّعها والانفتاح على فنون وثقافات أخرى لتكون خير دعاية لمصر التسامح والسلام والمحبة.