"ورشة منزلية".. زوجان يحولان منزلهما لساحة إبداع لإنتاج المشغولات اليدوية في أسوان (فيديو)
جميع أفراد الأسرة لديهم الهواية والإبداع في تصميم المشغولات المعتمدة على خامات البيئة سواء خوص النخيل أو العرجون وغيرها، ولتحسين ظروفهم المعيشية قرر زوجين تحويل جزء من منزلهم لورشة مخصصة في إنتاج جميع المشغولات اليدوية التي يتقنوا صناعتها، ليس ذلك فقط بل إنهم فتحوا أبواب الورشة لجميع جيرانهم من السيدات ويخصص لهن أجر يومي على عملهن.
وأجرت "الدستور" معايشة داخل ورشة منزلية في إحدى قرى أسوان، لرصد حالة من الإبداع لأسرة كاملة يتقن جميع أفردها صناعة المشغولات اليدوية من خامات البيئة المختلفة، بجانب مشاركة عدد من السيدات في نفس القرية معهم في إنتاج المشغولات المتنوعة.
مع دخولنا في الورشة المنزلية نجدها عبارة عن جزء من منزل تملأه من كافة الأرجاء أشعة الشمس، وتجلس في مقدمة باب الورشة ربة المنزل ومعها سيدة كبيرة السن من جيرانها تتقن عمل المشغولات اليدوية بشكل بارع وفتاة صغيرة من أقارب الأخيرة لديها شغف في عمل بداية التصميمات ولكن خبرتها قليلة جدا إلا أنها انضمت للعمل بالورشة للحصول على الأجرة اليومية.
أما في الجانب الآخر من الورشة المنزلية نجد باقي أفراد أسرة ربة المنزل وصاحبة المشروع وعددهم 3 وهم الزوج والابن والابنة أيضًا، لكل منهم دور في صناعة المشغولات اليدوية منهم مسؤول عن جلب الخامات وآخر تجهيز الخامات وآخرهم إضافة اللمسات النهائية للمشغولات لتصبح بذلك جاهزة للبيع والتسويق لها.
تجمع أم ياسر وأسرتها وجيرانها للإبداع فى تصميم المشغولات اليدوية المتنوعة من الخوص والعرجون
"احنا هوايتنا زى أي قرى ريف بنحب نعمل المشغولات اليدوية من خوص النخيل وده اللي بيبقي فى قلب النخل لونه أبيض، وهنا فى الورشة بشتغل أنا وجوزى وعيالى وجيراني وبنعمل إنتاج للمشغولات"، هكذا بدأت انتصار حسن عبدالحفيظ، "أم ياسر"، مؤسسة مشروع الورشة المنزلية حديثها لـ"الدستور".
وأضافت، أنها شاركت فى مسابقة إحدى الجمعيات لإنتاج المشغولات اليدوية من مخلفات النخيل وفازت معهم، والتحقت بدورات التدريبية معهم جعلتها تتميز بشكل كبير فى صناعة وإتقان المشغولات المتنوعة من خامات البيئة المختلفة سواء خوص النخيل أو العرجون وغيرها.
وأوضحت أن داخل الورشة المنزلية لكل واحد من أسرتها دور فى إنتاج المشغولات اليدوية حتى اكتمالها وكلا منهم يعمل فى خامه، حيث إن زوجها مسئول عن جلب الخوص والعرجون من الزراعات ويساعدها فى وضع اللمسات النهائية فى التصميمات المختلفة، بينما هى دورها تجهيز الخامات عمل الضفائر كبداية لصنع الشنط الخوص بمختلف الاحجام والاطباق وغيرها.
وتابعت لـ"الدستور"، أنه بالنسبة لنجلها محمود ونجلتها زينب هى وشقيق زوجها علموهم كيفية تصميم المشغولات اليدوية وحاليًا هم يبدعوا فى صناعة التصميمات المختلفة والتي تعتمد على خامات البيئة.
وأشارت إلى أن جارتها الحاجة سعدية البالغة من العمر 64 عامًا تعمل معها فى ورشتها المنزلية حيث تبدع فى تصميم أشكال متعددة للمشغولات اليدوية، وأن هناك العديد من سيدات القرية والفتيات صغيرات السن أيضًا يشاركوا معها فى عمل التصميمات المختلفة ولكن بنظام اليومية وعلى حسب القطع التى تنتجها كلًا منهن.
بينما قال رجب جبريل، زوجها، البالغ من العمر 59 سنة، إن دوره فى الورشة المنزلية يشمل جمع كافة الخامات البيئية من الزراعات التي يتم الاعتماد عليها فى صناعة المشغولات اليدوية "الخوص، الجورباح، وغيرها"، ثم يبدأ فى تجهيزها بشكل أولى لتصبح جاهزة للاستخدام مباشرة، بجانب أنه بعد انتهاءهم من الأعمال يقوم بوضع اللمسات النهائية لها لتصبح جاهزة للبيع والتسويق.
وذكر نجلهم محمود، أنه يتقن تصميم المشغولات اليدوية من خامات العرجون والجلد، وهناك بعض التصميمات التي تحتاج لاستخدام النول حتى تكتمل، ومن أبرز المشغولات التى يبدع فى تصميمها داخل الورشة الشنط الصغيرة من الجلد والعرجون، والمحفظة الرجال المصنوعه من الجلد الكبيرة وغيرها.
وقالت الحاجة سعدية، البالغة من العمر 64 عامًا، إحدى السيدات التى تشارك بالعمل فى الورشة المنزلية، إنها تعمل مع جارتها بالمشروع لتصميم العديد من المشغولات اليدوية المختلفة المصنوعة من الخوص سواء البورش أو الشنط أو المصلى، حيث على حسب نوع المطلوب منهن للطلبيات التي يتم بيعها وتداولها سواء بالمعارض أو بشكل فردى لسيدات قائلة: "المطلوب مننا إحنا بنفذه على حسب كل طلبية أنا كل حاجة بعملها من الخوص النخل منه العادي والملون كمان".
