رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنيسة البيزنطية تحتفل بذكرى بعيد التطواف بالصليب الكريم المحيي

الكنيسة البيزنطية
الكنيسة البيزنطية

تحتفل الكنيسة البيزنطية بذكرى بعيد التطواف بالصليب الكريم المحيي، ويعود تاريخ هذا العيد إلى العام 164م. جرت العادة في القسطنطينيّة، أن يُصار إلى إخراج عود الصليب من كنيسة القصر الملكيّ إلى كنيسة الحكمة المقدّسة والتطواف به بمواكبة حشد من الكهنة والشمامسة يبخّرونه في الطريق. كانوا يتوقّفون أولاً عند بيت المعموديّة الصغير حيث يجري تقديس المياه.

بعد ذلك يكمّل الموكب سيره إلى كنيسة الحكمة المقدّسة حيث يوضع الصليب على المذبح.. من هناك كان الموكب يطوف المدينة، حيًّا حيًّا، ويستمر إلى مساء عيد رقاد والدة الإله في 14 آب. الغرض منه كان تنقية الجوّ، وحماية سكان العاصمة من الأوبئة الّتي كان انتشارها سهلاً في مثل هذه الأيّام الحارّة من السنة. ثمّ بعد أن يُستعان بالصليب المقدّس لصحّة وتعزية كلّ من يوقّرونه بإيمان، كان يٌردّ إلى القصر.

وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: يجب أن نتحلى بشجاعة الإيمان، وألا نترك أنفسنا للعقلية التي تقول لنا: "لا فائدة من الله، إنه ليس مهما بالنسبة لك" وإلخ. فالعكس هو الصحيح: فقط في تصرفنا كأبناء لله، وفي عدم اليأس بسبب سقطاتنا، وبسبب خطايانا، وفي الشعور بأنه يُحبنا، تتبدّل حياتنا لحياة جديدة، ينعشها الاغتباط والفرح. إن الله هو قوتنا! الله هو رجاؤنا!

أخواتي وإخوتي الأحباء، يجب علينا نحن أولا أن نتحلى بهذا الرجاء الثابت، وأن نكون له علامة منظورة، وواضحة، ومُنيرة للجميع... إن رجائنا المسيحي هو قويٌّ، وأكيد، وثابت في هذه الأرض، حيث دعانا الله لنسير، والمنفتحة على الأبدية، لأنها مؤسسة على الله، والذي هو أمين دائمًا... فليدفعنا واقع كوننا قائمين مع المسيح بواسطة المعمودية ، وبعطية الإيمان، ولِميراث لا يفسد، إلى البحث أكثر وأكثر عن الأشياء الخاصّة بالله،... فأن نكون مسيحيين لا يمكن اختزاله في اتباع الوصايا، ولكنه يعني أن نكون في الرّب يسوع المسيح، أن نفكر مثله، ونسلك مثله، ونحب مثله؛ هو أن نتركه يتملك على حياتنا ويغيرها، ويبدلها، ويحررها من ظلمات الشر والخطيئة.

أخواتي وإخوتي الأحباء، فلنرشد من يسألنا عن سبب الرجاء الذي فينا، إلى المسيح القائم. فلنرشده عن طريق بُشرى الكلمة، وقبل كل شيء من خلال عيشنا كأبناء للقيامة. دعونا نُظهر فرح كوننا أبناء الله، والحرية التي يهبها لنا العيش في المسيح، الذي هو حريتنا الحقيقية، تلك الحرية التي تخلصنا من عبودية الشر، والخطيئة، والموت! دعونا ننظر إلى الوطن السماوي، وسيعطى لنا نورا جديدا وقوة أيضا في التزامنا وفي أتعابنا اليومية. إنها الخدمة النفيسة التي يجب أن نقدمها لعالمنا هذا، والذي غالبًا ما لا يقوى على رفع نظره إلى أعلى، لا يقوى على رفع نظره نحو الله.