رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

اغتيال هنية.. درس وطنى لمرحلة سياسية قادمة

الكاتب الصحفى ثائر
الكاتب الصحفى ثائر أبوعطيوى

إن اغتيال رئيس المكتب السياسى لحركة حماس إسماعيل هنية، اغتيال معنوى وطنى لكل إنسان فلسطينى، لأن إقدام الاحتلال وجرأته على اغتيال شخصية فلسطينية سياسية يأتى فى إطار أن الكل الفلسطينى مستهدف أيًا كان انتماؤه وموقعه.

يعتبر اغتيال رئيس المكتب السياسى لـ"حماس" من الخطوط الحمراء التى كان لا بد من عدم تجاوزها أو التفكير بها، لأنها فى المحصلة الأخيرة، تعتبر شخصية سياسية تلعب دورًا فلسطينيًا في إطار المعايير والمحددات الذي قاسمه المشترك حرية شعبنا الفلسطيني واستقلاله وإقامة دولته وفق ما نصت عليه المواثيق والقوانين والشرائع الدولية "دولة مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من يونيو عام 1967، فلهذا تعتبر شخصية إسماعيل هنية، ورغم منصبها لرئاسة المكتب السياسى لـ"حماس"، فإنها تعتبر شخصية أقرب للسلام والوسطية والاعتدال فى الرأى الوطنى والسياسى، رغم التحفظات المشروعة على أداء حركة حماس بشكل عام على بعض الأمور التي تحتاج منها إلى مراجعة سياسية داخل البيت الفلسطيني الواحد.

إن اغتيال  إسماعيل هنية يعتبر درسًا وطنيًا لمرحلة سياسية فلسطينية قادمة لا بد من استثماره نظرًا لمكانة شخصه فى الحياة السياسية الفلسطينية وإن تم اغتياله، فلا بد إن أراد الكل الفلسطينى تكريمه وصون دمه وتضحياته أن نترفع عن الشعارات الإعلامية الاستهلاكية وصغائر الأمور، وأن نقدم لشعبنا الفلسطينى شيئًا كبيرًا يستحقه بحجم إسماعيل هنية، والذى يتمثل فى أن يكون الاغتيال ليس مساحة للحزن والتباكى، بل درس وطنى للمرحلة السياسية الفلسطينية المقبلة، وهذا من خلال إنهاء الانقسام السياسى، وتوحيد كل الجهود الفلسطينية دون استثناء أحد من أجل بناء واقع يحمل فى طياته التلاحم الوطنى وترتيب البيت الفلسطينى على أسس وأهداف ومعايير وطنية أهمها بناء نظام سياسى جديد، وتجديد الشرعيات وإعطائها الأهمية والأولويات من أجل إنجاز الانتخابات على كل الصعد والمستويات، الداعمة للديمقراطية والحريات، لكى يضمن شعبنا الفلسطينى حقه الطبيعى والمشروع ضمن رؤية سياسية وإنسانية فى مستقبل وطن، فلكل ما سبق لا بد أن يكون اغتيال إسماعيل هنية درسًا وطنيًا لمرحلة سياسية قادمة، لتشمل إعمار الوطن وبناء الإنسان بعد انتهاء الحرب والعدوان.