رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

باب الشمس.. رواية إلياس خورى عن عشق نهيلة ويونس

باب الشمس
باب الشمس

باب الشمس ، هى الرواية الاهم للكاتب والأستاذ الجامعى والمفكر الياس خورى المولود فى لبنان عام 1948.

وهو عام النكبة الذى تأثر به خورى فى كتاباته وأفكاره لذا جاءت رواية باب الشمس تأكيدا لهوية الكاتب الذى قال إن ايمانه بقضية فلسطين ليس لأنه عربيا ولكن لأنه إنسان يرفض الاحتلال أينما وجد.

العنوان

نبدا من العتبة الاولى للنص وهى العنوان  اختار الكاتب الياس خورى باب الشمس عنوانا لروايته. وإذا دققنا فى العنوان ندرك أن خورى أراد أن يقول إن فلسطين هى باب الشمس الذى لن يستطيع الاحتلال  أن يغلقه مهما تمادى المحتل الاسرائيلى فى عدوانه وهمجيته.

 وإذا نظرنا للعنوان من منظور المكان  فنجد الكاتب ركز نقطة الضوء على مغارة فى منطقة عين الأسد الفلسطينية الواقعة تحت الاحتلال وهذه المغارة كانت وبرغم وجودها فى الصخر إلا أنها كانت رمزا للنماء والخصوبة،  حيث كان يلتقى يونس 

الأسدى المناضل الفلسطينى المهجر  زوجته نهيلة فى هذه المغارة حين يتسلل من مخيم شاتيلا فى لبنان ليدخل إلى عين الأسد الفلسطينية تحت القصف ليلتقى زوجته ثم يعود فأنجب منها سبعة أطفال. 

تفاصيل رواية باب الشمس 

تبدا القصة من الدكتور خليل وهو يجلس بجوار المناضل يونس الأسدى الذى اتم شهره الثالث فى الغيبوبة.داخل مستشفى تابعة للأنوروا فى لبنان 

كان حوار خليل مع المناضل حوارا منفردا،  حيث كان  عبارة عن مونولوج داخلى وإن كان يتحدث فيه خليل  إلى يونس الذى لا يسمعه. وبالرغم من كون المونولوج يصيب بالملل فى القصة فما بالك بالرواية وهى رواية طويلة تصل صفحاتها إلى 530 صفحة.  إلا أن الحوار كان سلسلا وشيقا مما يدلل على براعة الكاتب. 

حكى الياس خورى عبر بطل قصة باب الشمس  الدكتور خليل عن شخوص كثر عرض من خلال حكاياتهم تاريخ النكبة الفلسطينية والتهجير.

كما حكى خليل قصة يونس الذى تم تهجيره من فلسطين إلى مخيم شاتيلا وشارك فى مقاومة المحتل طيلة ستة عقود وكان يتسلل من الحدود اللبنانية ليدخل قريته عين الأسد فى الأرض المحتلة،  ليلتقى زوجته الحبيبه نهيلة فى مغارة سماها باب الشمس والتى كانت سببا فى انجابه منها سبعة ابناء.

وتختلف رواية باب الشمس عن غيرها من الروايات التى كتبت عن القضية الفلسطينية انها رواية تحكى قصة عشق بين رجل فلسطينى هجر قسرا من بلاده  وزوجته المقيمة فى وطنه المحتل.

واستقى الياس خورى فكرة روايته من أحاديث الفلسطينيين المهجرين فى مخيم شتيلا وغيره 

ويقول خورى: لم تكن هذه الروايه ممكنة لولا عشرات الرجال والنساء من مخيمات برج البراجنه وشاتيلا ومار الياس وعين الحلوة الذين فتحوا لى أبواب حكاياتهم وأخذونى فى رحلة إلى ذاكرتهم وأحلامهم.

نهاية قصة باب الشمس

انتهت القصة بموت يونس الذى ظل فى غيبوبته سبعة أشهر كان خليل يحاول أن ينتشله من الموت بحكاياته الممتدة   عسى أن يستمع يونس فيستفيق. ولما لم يجد الكلام توجه خليل إلى بيت يونس فى مخيم شاتيلا لياتى له بصور زوجته وأبناءه ولما عاد وجده فارق الحياة. 

وكأن الياس خورى أراد أن يقول إن الحكى عن الشدائد يوقظ القلب ويبعد الموت  كما يحافظ على القضية من النسيان.