أحمد أبو العلا: كتاب مسرح الستينيات تبنوا مبادئ ثورة يوليو
شهد مركز إبداع بيت السحيمي، والتابع لقطاع صندوق التنمية الثقافية، أمس الأحد، لقاء فكري ثقافي بعنوان "يوليو ثورة الثقافة والفنون"، وذلك ضمن برنامج احتفالات وزارة الثقافة بالذكرى الثانية والسبعين لثورة 23 يوليو 1952، وفي إطار أنشطة صالون ذاكرة وطن والذي يقدمه الكاتب الصحفي محمد الشافعي، وشارك فيه بالنقاش والحديث الكاتب المسرحي أحمد عبدالرازق أبو العلا.
كتاب مسرح الستينيات آمنوا بثورة يوليو وتبنوا مبادئها
وتحدث "أبو العلا" عن أسباب نهضة الثقافة وبالتحديد الحركة المسرحية، قائلًا: "استحضر كثير من كتاب المسرح نماذج الانتهازيين الذين أرادوا ارتداء قميص الثورة نفاقا، وليس إيمانًا بها وانتقدوهم في أعمالهم، وعارض بعض الكتاب ومنهم يوسف إدريس فكر الثورة، والنظام الذي اعتبره شموليًا وكان سببًا من أسباب هزيمة 67 وأكد (الحكيم) قيمة الديمقراطية وضرورة إيمان الحاكم بها والسعي لتبنيها.
وأضيف إلى ذلك أيضًا أن الثقافة ومن أطيافها كتاب مسرح الستينيات آمنوا بثورة يوليو 52 وتبنوا مبادئها، وآمنوا بقدرة زعيمها علي العبور بمصر من عهد الظلام والقهر، إلي عهد النور والحرية، متسلحين بفكرة الكرامة والعزة التي كان دائمًا ما يتحدث عنهما النظام في ذلك الوقت، هذا الإيمان دفعهم إلى معالجة موضوعات تتوافق وهذا الفكر الجديد والحياة السياسية الجديدة والواقع الاجتماعي الذي سيتغير تبعًا لمطالب الثورة التي أصدرت قانون الإصلاح الزراعي، وما تلاه من إجراءات كان أهمها التأميم وإنشاء القطاع العام وبناء السد العالي، وتبني الفكر الاشتراكي الذي يؤمن بحق العامل والفلاح ليس فقط في الوجود ولكن في المشاركة السياسية.
وأوضح "أبو العلا": وتعددت الاتجاهات الفنية والثقافة التي تبناها كتاب المسرح، في الستينيات نتيجة لهذا الزخم وهي اتجاهات متباينة، اشترك فيها الجميع، بمعني أن معظم الكُتاب قدموا أعمالاً اجتماعية، تراثية، سياسية.
وظهرت الأقلام التي آمنت بالتغيير، وسعت إليه، وإن تضمن بعضها نقدا للنظام، تجلى في أعمال مسرحية لعدد كبير من الكتاب، من أهمهم توفيق الحكيم، فتحي رضوان، سعد الدين وهبة، نعمان عاشور، يوسف إدريس، عبد الرحمن الشرقاوي، صلاح عبد الصبور، ميخائيل رومان، محمود دياب، نجيب سرور، ألفريد فرج، لطفي الخولي، شوقي عبد الحكيم، علي سالم، رشاد رشدي.
معظمهم قدموا أعمالا عكست الفكر الجديد للمجتمع الاشتراكي إيمانا به أو نقدا له، وحين أُجهض "حلم التغيير" خاصة بعد هزيمة 1967 ظهرت في أعمال هؤلاء الكُتاب نزعة المواجهة، أو جلد الذات، أو إدانة النظام، وكلها توجهات فرضتها ظروف الهزيمة، تلك التي أحس بها جيل الستينيات لأنه كان شريكا للنظام، حين صدق نواياه، وآمن بصدق المبدأ الخامس من مبادئ الثورة.