ملىء بالأكاذيب.. ردود الفعل الفلسطينية على خطاب نتنياهو أمام الكونجرس
أكدت الرئاسة الفلسطينة أن خطاب رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام الكونجرس الأمريكي يؤكد أن قيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية ضرورة لتحقيق الأمن والاستقرار بالمنطقة، فيما شددت الفصائل الفلسطينية، على رأسها حركة حماس أن خطاب نتنياهو مليء بالأكاذيب، ويؤكد تورط الإدارة الأمريكية في حرب الإبادة على قطاع غزة المستمرة منذ السابع من أكتوبر 2023.
وقال نبيل أبوردينة، المتحدث باسم الرئيس الفلسطيني محمود عباس: "إن الحل الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط هو قيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية"، مضيفًا في تصريحات لوكالة "رويترز": "أن الشعب الفلسطيني وممثله الشرعي والوحيد منظمة التحرير الفلسطينية هو فقط من يقرر من يحكمه".
حماس: خطاب نتنياهو يؤكّد شراكة أمريكا الكاملة في الانتهاكات البشعة التي ترتكب بغزة
وقالت حركة "حماس"، في بيان: "الكونجرس الأمريكي رحب بخطاب مجرم الحرب نتنياهو، الذي يكرر فيه الدعاية والأكاذيب التي نشرها قبل أكثر من 9 أشهر، والتي ثبت بطلانها واستخدامها كذريعة لارتكاب جرائم فظيعة ضد النساء والأطفال وكبار السن في غزة".
وأضافت، أنها أظهرت "مرونة وإيجابية" فيما يتعلق بالمفاوضات الخاصة باتفاق وقف إطلاق النار في غزة، فيما "أفشل" نتنياهو كل الجهود المتواصلة للوسطاء من مصر وقطر لإنهاء الحرب والتوصل إلى اتفاق، وبالتالي فهو "مسئول بشكل كامل" عن مصير المحتجزين.
وأكدت حماس، أنه "كان الأولى اعتقال نتنياهو كمجرم حرب وتسليمه لمحكمة الجنايات الدولية بدلا من إعطائه فرصه لتلميع وجهه أمام العالم والتغطية على عمليات القتل الجماعي والتطهير العرقي في قطاع غزة".
وتابعت: أن خطاب نتنياهو يعكس عمق أزمته العسكرية والأمنية والدولية، حيث حاول التغطية عليها علنًا بفلسفة الهزائم التي تكبدها جيشه في غزة، والترويج لانتصارات وهمية بتحريره عددًا من الأسرى، متناسيًا المجازر المروعة التي ارتكبها بحق المدنيين فى رفح والنصيرات أثناء تحريرهم".
وذكرت، أن "واشنطن، بمواصلتها تقديم كل سبل الدعم السياسي والعسكري للاحتلال، ومنح حكومة الإرهابيين الصهاينة، الغطاء اللازم للإفلات من العقاب، وإتاحتها منبر الكونجرس لغسل أيدي مجرمي الحرب الفاشيين من دماء الأطفال الأبرياء، بدلًا من محاسبتهم على جرائمهم ضد الإنسانية؛ إنما تؤكّد شراكتها الكاملة في الانتهاكات البشعة التي ترتكب في قطاع غزة، من حرب إبادةٍ وتجويعٍ وتدميرٍ لكل مناحي الحياة، يشهدها العالم بالصوت والصورة".
الجهاد الإسلامي: خطاب مليء بالأكاذيب والافتراءات
من جهتها، أكدت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، أن خطاب نتنياهو أمام الكونجرس مليء بالأكاذيب والافتراءات، سواء تلك التي تتعلق بمجريات معركة طوفان الأقصى أو تلك المتعلقة بالسرد التاريخي.
وقالت: إنه "لقد فات نتنياهو أن الهولوكست الذي يبرر به قيام الكيان، ويستعطف به الغرب، حدث بعد أكثر من عشرين سنة من إصدار وعد بلفور في سياق خطة استعمارية ممنهجة لاحتلال منطقتنا وتقسيم أمتنا".
وأشارت إلى أن أكاذيب نتنياهو بأن جيشه لم يقتل مدنيا واحدًا في الهجوم على رفح، ولا يمارس حرب تجويع وإبادة ضد قطاع غزة، يدل على استهزائه بالعالم وبامتهانه الأكاذيب بلا خجل، معتبرة خطابه برمته دليلًا واضحًا بأنه ليس واردًا إنهاء عدوانه على غزة، ولا وقف الحرب، وبأن مسعاه هو في الحصول على تفويض أمريكي بتوسيع رقعة الحرب؛ لتشمل المنطقة كلها.
فصائل فلسطينية أخرى: لا يوجد غزة جديدة كما يتوهم نتنياهو
بدورها، أكد كل من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين وكذلك حركة المجاهدين الفلسطينية، أن استقبال مجرم الحرب نتنياهو في الكونجرس تأكيد على تورط الإدارة الأمريكية وانغماسها في حرب الإبادة، وشددتا على أن خطابه كان تسويقًا للأكاذيب وبيعًا للأوهام، حيث حاول تبرير جرائم الإبادة التي يرتكبها جيشه الجبان في قطاع غزة.
واعتبروا في بيانات منفصلة، أن حفلة الأكاذيب والروايات المفبركة التي شهدها الكونجرس بخطاب نتنياهو، تشكّل إدانةً فاضحة لكل الادعاءات الأمريكية عن الديمقراطية وحقوق الإنسان، و"زيف المشروع الأمريكي للسلام المسمى حل الدولتين".
وقالوا: "إن محاولة مجرم الحرب استحضار الهولوكوست لتبرير جرائمهم هي محاولة مكشوفة لتصدير خطاب الضحية، ولتبرير جرائم الحرب التي يرتكبها نظام الإبادة الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني"، مشددين على أنه "لا يوجد غزة جديدة" كما يتوهم نتنياهو؛ فغزة ستظل دومًا جزءًا أصيلًا ولا يتجزأ من فلسطين، وبعد نهاية الحرب ستكون خالية من الاحتلال، ولن يسمح الشعب الفلسطيني لأي إدارة أو حكومة عميلة تتولى مسئولية القطاع.
ملخص خطاب نتنياهو
وصف بنيامين نتنياهو، في كلمة ألقاها أمام اجتماع مشترك للكونجرس، أمس الأربعاء، الانتقادات الموجهة من الأمم المتحدة وجماعات حقوق الإنسان والمحكمة الجنائية الدولية بأن الحكومة الإسرائيلية ارتكبت جرائم حرب في غزة بأنها "هراء تام". واعتبر المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين "أغبياء" وأدوات لإيران.
وقال نتنياهو للمشرعين الأمريكيين إن إسرائيل لن تقبل "بأقل" من النصر الكامل على حماس، ووصف رؤية غزة ما بعد الحرب، التي تبدو متعارضة مع شروط اتفاق السلام الذي دعت إليه إدارة بايدن.
وأكد أن مصير إسرائيل والولايات المتحدة مرتبطان بشكل لا ينفصم، معتبرًا أن الاستثمار الأمريكي في أهداف حرب إسرائيل يخدم أيضًا في الدفاع عن الولايات المتحدة و"جميع الديمقراطيات".
وناشد في السياق الكونجرس الإسراع في نقل أسلحة أمريكية بمليارات الدولارات إلى إسرائيل. وقال: "امنحونا الأدوات بشكل أسرع، وسننهي المهمة بشكل أسرع".