رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

صدمة تنتظر رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلى خلال زيارته واشنطن

رئيس وزراء الاحتلال
رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي خلال زيارته إلى واشنطن

ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أنه بزيارته واشنطن هذا الأسبوع، يبتعد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، عن دوامة سياسية لينتقل إلى أخرى، فهو يواجه غضبًا في الداخل؛ بسبب الحرب الطويلة في غزة والفشل في إعادة المحتجزين في القطاع، في حين تنقسم واشنطن بشأن السلوك الذي تنتهجه إسرائيل في الحرب ومعاملتها للفلسطينيين.

وأشارت الصحيفة- في تحليل لهذه الزيارة أوردته عبر موقعها الإلكتروني اليوم- إلى أن "حكومة الولايات المتحدة والدولة برمتها تنشغل الآن بالاضطرابات السياسية ذات الصلة بانسحاب الرئيس بايدن خلال عطلة نهاية الأسبوع من السباق الرئاسي".

وأضافت أنه لم يكن هذا على الإطلاق ما كان يدور في خلد نتنياهو عندما خطط لزيارته الأولى إلى واشنطن منذ ما يقرب من أربع سنوات، ومن المفترض أن يلتقي وجهًا لوجه مع بايدن، على الرغم من أنه من غير الواضح متى سيتم ذلك، ويأتي ذلك وسط توقعات أيضًا بأن يلتقي نتنياهو بنائبة الرئيس كامالا هاريس، التي يبدو أنها ستصبح مرشحة الحزب الديمقراطي للرئاسة. ومن المقرر أن يلقي نتنياهو كلمة أمام الكونجرس غدًا الأربعاء، على أمل حشد الدعم في مواجهة الانتقاد الدولي المتزايد بشأن الحرب في غزة.

ونسبت الصحيفة إلى نتنياهو قوله، في تصريحات قبل وقت قصير من مغادرته إسرائيل الليلة الماضية: "سأسعى إلى ترسيخ الدعم الحزبي الذي يعد مهمًا جدًا لإسرائيل.. في وقت الحرب وعدم اليقين هذا، من الأهمية بمكان أن يعرف أعداء إسرائيل أن أمريكا وإسرائيل تقفان معًا اليوم وغدًا ودائمًا".

وأشارت "نيويورك تايمز" إلى أن التوقيت ربما يكون معقدًا بالنسبة لرئيس الوزراء الإسرائيلي، غير أنه من المهم أيضًا أن يضمن دعم بايدن للأشهر المتبقية من ولاية الرئيس، حتى مع تزايد التوتر الذي نشب في علاقتهما مؤخرًا مع تباين أهدافهما في الشرق الأوسط إلى حد ما.

ورأت الصحيفة أن نتنياهو يهدف أيضًا إلى إعادة ترميم صورته على المسرح العالمي، على الأقل بالنسبة لجمهوره في إسرائيل، حيث يخوض معركة مستمرة من أجل بقائه السياسي. غير أن بعض المحللين السياسيين أشاروا إلى أنه كان الشخص الوحيد الذي لا يزال يعلق أي أهمية على زيارته للولايات المتحدة.

ونسبت الصحيفة إلى ميتشل باراك، خبير استطلاعات الرأي والمحلل الإسرائيلي الذي عمل كمساعد لنتنياهو في التسعينيات، قوله في إشارة إلى الاضطرابات في الولايات المتحدة: "في أقل من 10 أيام، وقعت محاولة اغتيال لرئيس وانسحب آخر من السباق.. هذا ليس الوقت المناسب لأمريكا أو لإسرائيل".

وأوضحت الصحيفة أنه عندما يلقي نتنياهو كلمة أمام جلسة مشتركة للكونجرس، غدًا الأربعاء، سيجلس بعض من أقوى حلفائه إلى جانب منتقدين شرسين له.

من جهته، انتقد تشاك شومر، الديمقراطي من نيويورك وزعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ، نتنياهو بشدة ودعاه إلى التنحي هذا العام، لكنه انضم إلى طلب إلقاء خطاب أمام الكونجرس، قائلًا إن علاقة أمريكا بإسرائيل "تتجاوز شخصًا واحدًا أو رئيس وزراء".

ومع ذلك، فإن زيارة نتنياهو- التي تأتي في الوقت الذي تعهدت فيه هاريس ببذل كل ما في وسعها لتوحيد حزبها والأمة- قد لا تؤدي إلا إلى كشف المزيد من التصدعات والانقسامات، وربما يقاطع بعض الديمقراطيين الخطاب أو يحاولون التشويش عليه، حسب الصحيفة.

ونوهت الصحيفة بأن هاريس كانت أكثر انتقادًا لإسرائيل من بايدن في بعض الأحيان، منذ أن بدأت إسرائيل هجومها العسكري على غزة ردًا على هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر.

ورفضت نائبة الرئيس رئاسة الجلسة المشتركة للكونجرس، غدًا، وأشار أحد مساعديها إلى وجود تضارب في المواعيد، مضيفًا أن غيابها لا ينبغي أن يفسر على أنه تغيير في التزامها بأمن إسرائيل، وأنها ستلتقي نتنياهو هذا الأسبوع في البيت الأبيض.

ومضت الصحيفة تقول إن ارتفاع عدد القتلى المدنيين بسبب الحرب في غزة، حيث قُتل أكثر من 39 ألف فلسطيني، وفقًا للسلطات الصحية المحلية، قد ولّد حالة من العداء في الولايات المتحدة لإسرائيل حتى بين بعض مؤيدي إسرائيل المتحمسين تقليديا.

ويعد النشاط الاستيطاني الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة، ومسألة دعم إقامة دولة فلسطينية مستقلة، من نقاط الخلاف الدائمة بين الحكومات الإسرائيلية والإدارات الديمقراطية.

ونقلت الصحيفة عن ألون بنكاس، القنصل العام الإسرائيلي السابق في نيويورك قوله: "هذا الكونجرس وافق على كل ما طلبته إسرائيل والرئيس، حتى لو استغرق الأمر بعض الوقت وكان عليه التغلب على بعض العقبات التشريعية.. إذن فماذا سيحقق نتنياهو؟. يشكرهم؟ يمكنك القيام بذلك في مكالمة عبر تطبيق زووم"، ووصف "بنكاس" الزيارة برمتها بأنها "جولة تافهة".

وقال هو ومحللون آخرون إن نتنياهو كان على الأرجح يفكر في أن الخطاب القوي قد ينعش قاعدته الضعيفة من المؤيدين الإسرائيليين في الداخل، الذين تأثروا في الماضي بمهاراته الخطابية في الخارج. ولكن عندما يتعلق الأمر بالمكانة الدولية، يقول بعض المحللين إن "نتنياهو فقد بريقه".