رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الانتخابات الأمريكية 2024.. خبراء: «هاريس» لها الأفضلية لدخول السباق لكنها لا تستطيع الفوز

الانتخابات الأمريكية
الانتخابات الأمريكية 2024

اتفق عدد من الخبراء والدبلوماسيين على أن كامالا هاريس، نائبة الرئيس الأمريكى جو بايدن، المرشحة المحتملة للحزب الديمقراطى فى سباق انتخابات الرئاسة الأمريكية المقررة فى نوفمبر المقبل، لديها الأفضلية على أى مرشح ديمقراطى آخر للفوز ببطاقة الترشح عن الحزب، لكنها مع ذلك تفتقر إلى القوة والشعبية التى تؤهلها لهزيمة المنافس الجمهورى والرئيس السابق دونالد ترامب.

وقال السفير والدبلوماسى اللبنانى السابق والخبير فى الشئون الأمريكية «مسعود معلوف» إن «بايدن» طوال السنوات الماضية من رئاسته وحتى الآن لم يكلف «هاريس» بملفات كبرى مثلما كان يفعل أسلافه، ما يعنى أنها ليس لها ملف خاص تستطيع من خلاله أن تتحدث عما حققته من إنجاز فى السياسة الأمريكية، سواء الداخلية أو الخارجية.

وأضاف: مع ذلك فإن «هاريس» لديها أفضلية على مرشحين آخرين، رغم أن هناك عددًا من الديمقراطيين الراغبين فى الترشح، وهم حكام ولايات ولديهم خبرة واسعة داخل ولاياتهم، لكن ليس على صعيد الولايات المتحدة كلها، كما هو الحال مع نائبة الرئيس التى لديها اطلاع على كل الملفات داخليًا وخارجيًا.

واستطرد: هاريس لديها أفضلية أخرى، تتمثل فى أنها تستطيع أن تستعمل ما هو موجود من عشرات ملايين الدولارات فى حملة «بايدن»، لأنها هى الوحيدة القادرة الآن على ذلك، وفقًا للقانون الأمريكى، أما فى حال ترشح ديمقراطى آخر فسيكون عليه أن يبدأ حملة التبرعات من جديد.

وتابع: بايدن لديه الأكثرية الساحقة من المندوبين الذين تعهدوا باختيار من يختاره الرئيس، لذا فإن حظوظ «هاريس» مرتفعة، لكن فى حال ترشح آخرين فسيكون هناك انقسام فى الحزب، لكنى أعتقد أنهم سيدعمونها، وقد يكون ثمن قبول «بايدن» الانسحاب من السباق الرئاسى هو ترشحها، رغم أنه لم يعلن عن دعمه لها فى بيان انسحابه، ويبدو أنه قام ببعض الاتصالات أولًا للتأكد من دعم الديمقراطيين لها.

وأوضح «معلوف» أنه من المحتمل أن يعلن مرشحون آخرون عن ترشحهم للسباق الرئاسى الأمريكى، لافتًا إلى أن الحزب الديمقراطى سيعلن عن مرشحه الرسمى فى ١٩ أغسطس المقبل.

وأشار إلى أنه من بين الشخصيات المحتملة للترشح فى السباق الانتخابى حاكم كاليفورنيا جافين نيوسوم، وحاكمة ميتشيجان جريتشين ويتمور، وحاكم بنسلفانيا جورج شابيرو، وحاكم كنتاكى أندى بشير، الأمر الذى يفتح الباب أمام السباق على الترشح حتى منتصف أغسطس المقبل.

وواصل: إذا جرت الانتخابات الأمريكية اليوم أو الأسبوع المقبل فلا شك أن ترامب سيفوز، فوفقًا لاستطلاعات الرأى هو يتقدم على «بايدن»، ولكن لا يزال أمامنا أكثر من ١٠٠ يوم.

وأكمل: صحيح أن هناك عددًا من الولايات التى تصوت بشكل مطلق للمرشح الجمهورى، وهناك أيضًا ولايات ديمقراطية، لكن يظل هناك ٧ أو ٨ ولايات متأرجحة، مثل بنسلفانيا وميتشيجان، وهى ولايات بها جاليات عربية ومسلمة وإفريقية كبيرة جدًا، وفى انتخابات ٢٠٢٠ صوتت ضد «ترامب» ومنحت «بايدن» الأصوات، ولكن فى هذه المرة فإن تلك الولايات الحاسمة ابتعدت عن «بايدن» بسبب حرب غزة، وبعد انسحابه سنرى موقفها بناء على ما ستعلنه «هاريس» بالنسبة لإسرائيل وحرب غزة.

من جانبه، قال جيل إيمانويل جاكيه، المحلل السياسى، أستاذ العلوم السياسية فى جامعة جنيف، إن المشهد الانتخابى فى الولايات المتحدة يشهد استقطابًا حادًا منذ انتخاب الرئيس «ترامب» فى عام ٢٠١٦، وتزايد هذا الاستقطاب بين الديمقراطيين والجمهوريين على مر السنين.

وأضاف: تم تقديم كامالا هاريس كخليفة محتملة لـ«بايدن» منذ انتخابهما، ولكن خلال ولايته لم يتم طرحها بقوة، ويبدو أنها وضعت على الجانب، وهو أمر ليس مفاجئًا، مع العلم بالتوترات والخلافات القوية بينها وبين مجموعة بايدن، كما أنه سيكون من الصعب عليها الفوز على «ترامب»، لأنه يتمتع بدعم قوى بين الطبقة العاملة، وهى مجموعة اجتماعية تشعر بأن الحزب الديمقراطى قد تخلى عنها، كما أن العديد من الأمريكيين يعتبرونه بطلًا منذ محاولة اغتياله الفاشلة.

وتابع: لا يمكن للراغبين الديمقراطيين بسهولة أن يحلوا محل «هاريس» فى الترشح، لأنها كانت نائبة الرئيس وتمتعت بالدعم وبحملة علاقات عامة قوية، لكونها أول نائبة رئيس أمريكية من أصل إفريقى، لكن لا يزال يتعين عليها، أو على أى مرشحين محتملين آخرين، أن يواجهوا إطارًا زمنيًا محدودًا للغاية لتنفيذ حملتهم الانتخابية وبناء صورتهم ومصداقيتهم.

من جهته، قال محمد العالم، الصحفى والمحلل السياسى المقيم فى واشنطن العاصمة، إن الديمقراطيين يمكن لهم ترشيح منافسين آخرين بخلاف هاريس، فرغم أن بايدن أعلن تأييدها كمرشحة لكن ترشحها ليس مؤكدًا حتى الآن.

وأوضح «العالم»: «إذا أجمع الديمقراطيون على ترشيحها ستكون فرص فوزها أمام ترامب قليلة، لأن الأخير كوّن قاعدة جماهيرية شعبية كبيرة، وهاريس ليس لديها ما تقدمه للشعب الأمريكى ولم تكن مؤثرة خلال عملها كنائب».

وتابع: «ميشيل أوباما من الأسماء التى يجرى تداولها، وكذلك روبرت كينيدى، الذى كان مرشحًا مستقلًا، لكن هناك مساعى لإقناعه بالتوجه للديمقراطيين، وحال اقتنع ستكون فرصه جيدة جدًا، لأنه أقوى من بايدن، ويستطيع أن يتحدث باللغة الاقتصادية الخاصة بترامب، وهناك بصيص أمل كبير مع كينيدى، لأن ترامب وقتها سيتم النظر مجددًا إلى القضايا التى يواجهها، لوجود بديل جاد ديمقراطى».