رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

وزير الاتصالات لـ"الدستور": "بنيتنا التحتية مؤمنة وجاهزون لأى هجمات"

الدكتور عمرو طلعت
الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات

أثار العطل الذي ضرب الانظمة الرقمية حول العالم، بعد اختراق أنظمة مايكروسوفت العالمية، جدلا واسعا حول أهمية حماية النظم الرقمية وتعزيز قدرات الأمن السيبراني لتجنب الخسائر الفادحة، خاصة بعد العطل المفاجي الذي تعرض له العديد من المطارات والبنوك والمؤسسات المالية والصحية وبعض البورصات العالمية وشبكات الاتصالات في دول منها ألمانيا وأمريكا وبريطانيا وأستراليا وهولندا.

في المقابل، كانت الدولة المصرية جاهزة وقامت بتطوير بنيتها الرقمية وتحديثها وتطويرها لمواكبة الأحداث العالمية، وعن هذا قال الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، إن البنية التحتية لمصر مؤمنة تمامًا، مؤكدًا أن جميع الخدمات والمنشآت الحيوية في مصر مؤمنة تمامًا من العطل التقني.

ووجه الوزير، في تصريحات خاصة لـ"الدستور" رسالة للمواطنين، قائلا: "لا تقلقوا فنحن جاهزون وشبكاتنا مؤمنة وجيدة وتم ضخ استثمار بمليارات الجنيهات لحماية أمن مصر المعلوماتي.

وأكد أنه تجري مراقبة الوضع على مدار الساعة وتم تشكيل وحدة طوارئ مشتركة بين جميع الجهات المعنية لمتابعة العطل التقني العالمي لحظة بلحظة، موضحًا أنه لا يشترط أن ما حدث اليوم يكون هجمة سيبرانية وما تم الإعلان عنه فهو خلل تقني وأنه عطل بسبب تحديث في برنامج، وبالتالي فهو عطل تقنى وليس هجوما سيبرانيا.

قال وزير الاتصالات إن الوزارة انتهجت خطة زمنية واضحة لحماية أمنها السيبراني والفضاء الإلكتروني وتأمين البنية التحتية المعلوماتية للدولة، حيث ضخت الدولة استثمارات كبيرة في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي لحماية أمنها المعلوماتي والبنية التحتية جاهزة لصد أي هجمات متوقعة  مشيرًا إلى أن أبرز المحاور تطوير وتدريب العنصر البشري وبدأنا بتطوير مناهج التعليم العالي بالجامعات والمعاهد وبكليات الهندسة والحاسبات والمعلومات بالتعاون مع وزارة التعليم العالي وجرى إنشاء عدد من الكليات المتخصصة في مجال الأمن السيبراني بالجامعات المصرية لتخريج دفعات من الطلبة المتخصصين في هذا المجال.

الاستراتيجية القومية للأمن السيبراني

وأشار "طلعت" إلى أن وزارة الاتصالات سارعت في وضع الاستراتيجية القومية للأمن السيبراني وكيفية حماية البنية التحتية الحرجة للدولة من الاختراق أو التعرض لأي هجمات سيبرانية في ظل التطور الهائل في مجال تكنولوجيا المعلومات بتوجيهات من الرئيس عبد الفتاح السيسي.

وأوضح الوزير أن الاستراتيجية الوطنية للأمن السيبراني ترتكز على مجموعة من المحاور، والتي من أبرزها تشجيع البحث العلمي في تخصص الأمن السيبراني بالتعاون مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بهدف تشكيل مجموعات بحث علمي تضم خبراء الأمن السيبراني بقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات مع أساتذة الجامعات المصرية المتخصصين بهذا المجال للبحث في بناء برامج اكتشاف مبكر للهجمات السيبرانية التي يمكن أن تتعرض لها المنظومات، بالإضافة إلى تشجيع الشركات العاملة في هذا المجال على الفكر الابتكاري في بناء منظومات تأمين سيبراني لمختلف البرامج والمنظومات المؤتمتة، وكذلك الاهتمام بتعزيز التعاون الدولي والشراكة في هذا المجال.
 

إنشاء المجلس الأعلي للامن السيبراني 

وأووضح  وزير الاتصالات، أن هناك اهتماما كبيرا من القيادة السياسية بحماية أمن مصر الرقمي، وجرى إنشاء المجلس الأعلى للأمن السيبرانى، الذى يختص باعتماد أطر واستراتيجيات وسياسات تأمين البنى التحتية للاتصالات، ووضع خطط وبرامج تنمية صناعة الأمن السيبرانى، وإعداد الكوادر اللازمة لمواجهة التحديات والمخاطر السيبرانية والتعاون والتنسيق إقليميا ودوليا مع الجهات ذات الصلة.

وقال الوزير إنه تم توقيع العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم على المستويين الدولى والإقليمى فى مجال الأمن السيبرانى لتبادل الخبرات وبناء القدرات ومشاركة المعلومات التى تخص التهديدات السيبرانية، وكذلك تم المشاركة فى صياغة الاتفاقيات الدولية المتعددة الأطراف مثل الاتفاقية الدولية للحد من الجرائم الإلكترونية.

كما تم عقد العديد من ورش العمل فى جميع مؤسسات الدولة للتوعية بأهمية الأمن السيبرانى وطرق التعامل مع التهديدات السيبرانية؛ بالإضافة إلى تدريب الكوادر المتخصصة فى الجهات المختلفة بالدولة، ووحدات التحول الرقمى بالوزارات والهيئات لرفع كفاءة العاملين للحد من التهديدات السيبرانية المحتملة.


مصر في المركز 23 عالميًا بمؤشر الأمن السيبراني 
 

وأضاف الدكتور عمرو طلعت، أن مصر تشغل، وفقًا لتصنيف الاتحاد الدولي للاتصالات المركز 23 عالميًا من بين 182 دولة بمؤشر "الأمن السيبراني"، معربًا عن تطلعه لتحسين هذا المركز وتوسيع قاعدة المهارات المتخصصة في الأمن السيبراني.

وقال طلعت إن التقارير الدولية تشير إلى أن المؤسسات حول العالم تتعرض لهجمات برمجيات الفدية بمعدل متوسط يصل إلى هجمة كل 11 ثانية، كما قدرت التكلفة العالمية للجرائم السيبرانية بنحو 8.4 تريليون دولار في عام 2022، ومن المتوقع بحلول عام 2026 أن تتجاوز التكاليف السنوية للجرائم السيبرانية 20 تريليون دولار.

إنشاء كليات للأمن السيبراني بـ8 جامعات مصرية 
 

وقال الوزير إنه جرى إنشاء مجموعة من الكليات المتخصصة في الأمن السيبراني بعدد 8 جامعات مصرية حتى الآن وتقدم هذه الكليات برامج الأمن السيبراني، ومنها جامعة القاهرة وجامعة مصر للمعلوماتية وجامعة حلوان وجامعة المنوفية.
 

وأشار وزير الاتصالات، إلى أنه تم أنشاء مركز البيانات والحوسبة السحابية الحكومية "P1" بطريق العين السخنة، ويعد هذا المركز الذي يقدم خدمات تحليل ومعالجة البيانات الضخمة- الذكاء الاصطناعي الأول فى مصر وشمال إفريقيا طبقا لأحدث التقنيات العالمية.

وأضاف أنه تم تم تنفيذ المركز بكوادر مصرية من شركات ومسئولى التحول الرقمي بالدولة، كما تم الاستعانة بما يزيد على 30 شركة عالمية متخصصة ورائدة في مجال تكنولوجيا الحوسبة السحابية ومراكز البيانات، وذلك لتطبيق أحدث التقنيات عالميًا والتدريب عليها.

موضحا أنه جرى تدبير أعلى معايير التأمين من خلال إنشاء المركز بموقع محصن على مساحة تزيد على 23 ألف متر مربع، مجهز بأحدث الأنظمة لضمان استمرارية الخدمات المقدمة.