رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مصر الجديدة

اعتذار رئيس وزراء مصر لمواطنة مصرية عن خطأ لم يكن هو فاعله، هو تأكيد لكل ما كتبناه وسبق لنا وأن قلناه.. «إن بلدنا اليوم تتغيّر، وهى فى طريقها إلى الأفضل».. لم يكن مجرد كلام، أو رص حروف والسلام، وإنما هو واقع معاش وأفعال يراها الناس، لا تحتمل أى التباس استقبال الوزير «جبران» لعامل البناء، وجولات السادة المحافظين، واتصال وزير الصحة بالطبيبة، ودعوتها وزوجها لزيارة مكتبه بالوزارة، أمور لم نكن نراها، تحمل الكثير فى ثناياها، وتؤشر لنا بجلاء على حرص الحكومة برجالاتها، بل الدولة بأسرها على الاهتمام بالبسطاء، والاعتراف بالأخطاء، وسرعة المعالجة والاحتواء. 
الاحتواء الذى أقصده، هو المعنى الأشمل للكلمة، أو المفهوم المزدوج لها، أو الذى قيل فى تفسيرها، كاحتواء الأزمات ومواجهتها ووأد الفتنة فى مكانها، أو احتواء الدولة لأبنائها كاحتضان الأم لرضيعها. أنا لم أتناول الواقعة، ولن أنجرف لتقييمها، وإن كان لى كلمة لا بد لها أن تقال، فها أنا الآن أقولها، أنا أرى أن الطرفين قد جانبهما الصواب، مع الاحترام الكامل للجميع، فالطبيبة مثلًا، كان من الممكن أن تبدأ، بل تسارع إلى إجراء الكشف المبدأى على المريض «خصوصًا أنه طفل» ومن ثم إرسال والده ليقطع له التذكرة، وكان بإمكان المحافظ أن يتخذ الإجراء القانونى اللازم لمعاقبة الطبيبة «فى حال أنها مقصرة» دون اللجوء إلى التوبيخ العلنى، أو التقريع اللفظى، إن كان أى منهما قد حدث، «يعنى يعاقبها بالورقة والقلم»، على أى حال، اعتذار الدكتور مدبولى كان كافيًا تمامًا لمعالجة الموقف برمته، وأنا من هنا أحييه، كونه قطع الطريق على جرابيع الجماعة، ومنعهم من سكب البنزين على النار بتقديمه الاعتذار. 
انتهيت من كتابة المقال، وبقى فى رأسى سؤال.. ما الذى تم بشأن مشروع قانون حظر النقاب فى الأماكن العامة والمنشآت الحكومية؟! 
حفظ الله بلدنا، وأعانكم وأعاننا.