رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الثانوية الأزهرية.. مجتهدون فى صمت دون ضجيج

مع قرب انتهاء امتحانات الثانوية العامة، يبقى السؤال: أين الثانوية الأزهرية من هذا الاهتمام؟ فامتحانات الثانوية العامة تجذب انتباه الجميع، ويبقى طلاب الثانوية الأزهرية في الخلفية، يؤدون الامتحانات بصمت وبلا ضجيج، متحملين عبء دراسة مواد عديدة تشمل الفروع العربية والشرعية والعلمية، بعيدين عن الأضواء والاهتمام الحكومي والإعلامي الذي يحظى به نظراؤهم في الثانوية العامة.

يواجه طلاب الثانوية الأزهرية تحدياتهم بصمت، على الرغم من صعوبة المناهج وتعدد المواد التي يتعين عليهم دراستها، فيتعين على طلاب الثانوية الأزهرية دراسة مواد متنوعة تشمل العلوم الشرعية والعربية، بالإضافة إلى المواد العلمية التقليدية مثل الرياضيات والفيزياء والكيمياء، هذا التنوع يجعل من مناهجهم أكثر شمولية وتعقيدًا، حيث يحتاج الطلاب إلى تحقيق التوازن بين مختلف الفروع الدراسية.

ورغم هذا العبء الثقيل، يختبر طلاب الثانوية الأزهرية دون شكوى، يترجمون التزامهم بالصمت إلى قوة تدفعهم للتركيز على دراستهم، بعيدًا عن الضغوط الإعلامية والمجتمعية التي تواجه طلاب الثانوية العامة، بينما يتركز الاهتمام الإعلامي على الثانوية العامة، يبقى طلاب الأزهر يجتهدون في الظل، يختبرون قدراتهم ويثبتون كفاءتهم في مواجهة التحديات.

في المقابل، يتمتع طلاب الثانوية العامة باهتمام كبير من الحكومة ووسائل الإعلام، تتصدر أخبار امتحاناتهم العناوين الرئيسية، وتُخصص لهم برامج خاصة لتقديم النصائح والإرشادات، هذا الاهتمام يولد ضغوطًا نفسية على الطلاب، مما يجعلهم يشعرون بأهمية امتحاناتهم كمسألة حياة أو موت.

ومن هنا يظهر التباين الكبير بين طلاب الثانوية الأزهرية وطلاب الثانوية العامة، ففي الوقت الذي يواجه فيه طلاب الثانوية العامة ضغوطًا كبيرة بسبب الاهتمام، يظل طلاب الثانوية الأزهرية يكافحون في هدوء، هم وأهاليهم مجسدين بذلك صورة الطالب المثابر الذي يعمل بجد بعيدًا عن الأضواء.

هذا الواقع يفرض علينا إعادة النظر في كيفية توزيع الاهتمام والدعم بين جميع الطلاب، بغض النظر عن نوع الشهادة التي يسعون للحصول عليها، فالطلاب في الثانوية الأزهرية يستحقون نفس القدر من الدعم والتقدير لمجهوداتهم الكبيرة في دراسة مناهج متعددة ومعقدة.