رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

إنها مكايدة وليست معارضة

 

الحملة على الحكومة الجديدة ممنهجة ولها أبعادٌ سياسية تستهدف تبغيض مواقف وقرارات ونشاط الرئيس السيسى، وهو المستهدف الأول بحملات الخارج، وأحسب أن الرجل سوف يعارضه الخوارج فى الخارج إذا صلى الصبح ركعتين، وتشتد المعارضة إذا صلى الظهر أربع ركعات، كما علّمنا الرسول، صلى الله عليه وسلم، وقد يصل الأمر لنعته بالكفر إذا صام الشهر الكريم فى رمضان- سوف يعترض الاستخوانيون- لماذا لا يصوم فى ذى الحجة، ويحج فى رمضان؟

هذا ما ترسخ فى يقينى من متابعاتى ما يسمى بالإعلام الخارجى وكتائب السوشيال ميديا الأيام القليلة الماضية. 

لفت انتباهى الهجوم الممنهج على الفريق كامل الوزير لشغله ثلاثة مناصب وزيرًا لوزارتى الصناعة والنقل ونائبًا لرئيس الوزراء، ووزير التربية والتعليم المحترف الذى يتماثل مع كابتن مصر محمد صلاح باعتبار الأخير لم يحصل على دكتوراه، وربما الوزير يتفوق عليه بحصوله على البكالوريوس، ولكن صلاح حقق فى مجاله ما يصعب على أساتذة أكاديميين. 

وحسب معلومات دقيقة أؤكد لمن لا يعرف، وربما هم كُثر، أن الوزير كامل الوزير شغل منصب وزير الصناعة فى الحكومات السابقة قبل ضمه لحقيبة الصناعة، وهو الذى بدأ برنامجًا طموحًا لتوطين الصناعات الثقيلة بنظام الهندسة العكسية، ولمن لا يعرف هذه العكسية فإننا نؤكد أن الصين تهدد أمريكا وألمانيا واليابان وفرنسا وكوريا المحتكرين لبرندات عالمية فى الصناعة من السيارات والصناعات الثقيلة والهواتف المحمولة والإلكترونيات والأزياء وغيرها من الصناعات الحديثة، ولا يغفل تبنيه شركات مصرية لإحلال ما يستوردونه بالتصنيع فى مصر، وأحسب أننى طرحت قبل عامين الفكرة حينما تعرض شاب مصرى لقصة شبيهة بقصة النمر الأسود التى جسدها الراحل أحمد زكى.

المهندس الشاب خالد يحيى عاش فى دولة التشيك وتزوج هناك فتاة تشيكية وأنجب منها، وكان يعمل بمصنع طلمبات رى عملاقة، وتعلم الصنعة والصناعة من البداية، وعاد إلى مصر وأنشأ ورشة لصناعة قطع غيار طلمبات الرى العملاقة، وحينما وصل لتجميع طلمبة كاملة تعرض لحرب شرسة من مافيا استيراد الطلمبات، وقد استطاع هذا النمر الأسود توفير مئات الملايين من الدولارات كانت تستنزف فى الخارج بمعرفة مافيا الاستيراد الثقيل.

والحق أقول بأن الرائع كامل الوزير وفر له إمكانات النجاح وأنشأ شركة، طرفها الأول الحكومة وطرفها الثانى شركة لينزا مصر التى يملكها النمر أسمر البشرة خالد يحيى، وهكذا فعل الوزير فى جميع القطاعات التابعة لوزارة النقل، ومن الأهمية الإشارة إلى أن ملف النمر الأسود سلمته بنفسى للأمانة العامة لمجلس الوزراء ووزارة الصناعة ولم يلتفت إليه، ويحسب للفريق كامل حمايته للشاب وتوظيف إمكاناته لصالح الوطن، ما يبشر بنهضة صناعية كبرى على المدى القريب، ولسوف ينجح فى مهمته رغم كل ما يهاجم به فى كل الوسائل الإعلامية والإلكترونية.

فى المرتبة الثانية وزير التعليم الشاب، وهو ذو توجه أمريكى، والعبد لله يخاصم كل ما هو أمريكى باستثناء نظام التعليم المبنى على الاستنتاج وإعمال العقل والفهم والتنمية المتكاملة للطالب، وليس التلقين والحفظ، فضلًا عن تنمية القدرات الذاتية فى مرحلة ما قبل التعليم الجامعى، والعبد لله صاحب تجربة على أولادى الذين أنجاهم الله من نظام الثانوية العامة القاتلة التوكسيك، وهى تكلفة ربما قريبة من تكلفة الثانوية العامة، وأحسب أن الرجل لو استطاع أن يدمج ما بين هذا النظام الذى تعلمه طفلًا واحترفه شابًا فى مدرسة مملوكة لأسرته- معلوم للناس جودة تعليمها- فإنه سوف ينجح بعيدًا عن كلام الشهادات الممجوج، والذى يعيد إنتاج مقولة الفنان الكبير عادل إمام «بلد شهادات».

وفيما يتعلق بالمحافظين، جاء على رأس القائمة محافظ الدقهلية اللواء طارق مرزوق الماراثونى المحترف ميدانيًا، والدكتورة جاكلين عازر الشابة النابغة، واللواء عماد كدوانى محافظ المنيا، والدكتور هشام أبوالنصر محافظ أسيوط، والمهندس عادل النجار محافظ الجيزة، والدكتور حازم الأشمونى محافظ الشرقية، وجميعهم يحاربون حربًا شرسة لأنهم يمارسون عملًا ميدانيًا غير منفصلين عن الناس، يسمعونهم ويقتربون منهم، يصالحونهم ويسترضون من استغضب منهم، ويمارسون عملهم فى إيجاد حلول عاجلة لمشكلات متراكمة، ولأنهم نجحوا وتحركوا، وفى الحركة بركة، فسوف يهاجمون رغم أن كتائب ولاد الترلملم كانوا وما زالوا يحتفون بوزير تموينهم باسم عودة الميدانى.

والحق أقول بأن العبء ثقيل، وعلى الجميع إعطاء الحكومة الجديدة الفرصة الكاملة لتنجح، وعلى من يعارض أن يفرق بين المعارضة والمكايدة.