متحدث الخارجية الأمريكية: مصر تلعب دورًا حيويًا فى «هدنة غزة» (حوار)
أكد المتحدث الإقليمى باسم وزارة الخارجية الأمريكية، سام وربيرج، أن مصر تلعب دورًا حيويًا ومحوريًا فى إحلال الهدنة داخل قطاع غزة، مشيرًا فى الوقت ذاته إلى دورها المهم للغاية فى إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع، منذ بداية الحرب الأخيرة فى السابع من أكتوبر الماضى.
وكشف «وربيرج»، فى حواره التالى مع «الدستور»، عن أن ملامح الهدنة التى تريد واشنطن التوصل إليها، بمساعدة الشركاء الدوليين والإقليميين، وعلى رأسهم مصر، تتضمن الوقف الفورى لإطلاق النار، لضمان حماية وسلامة المدنيين، وفتح المعابر لتسهيل دخول المساعدات الإنسانية.
وشدد المتحدث الإقليمى باسم وزارة الخارجية الأمريكية على رفض واشنطن فكرة تهجير الفلسطينيين من أراضيهم، سواء إلى سيناء فى مصر أو أى دولة أخرى، وتعتبر أن «الدولتين» هو الحل الأفضل للقضية الفلسطينية.
■ كيف ترى دور الدبلوماسية المصرية فى محاولات إحلال الهدنة فى قطاع غزة؟
- تلعب الدبلوماسية المصرية دورًا حيويًا ومحوريًا فى إحلال الهدنة بقطاع غزة، فى ظل تمتع مصر بموقع استراتيجى وعلاقات تاريخية مع كل الأطراف المعنية، ما يتيح لها الوساطة بفاعلية لتحقيق هذه التهدئة.
ونظمت مصر العديد من جولات الحوار والمفاوضات بين الأطراف المختلفة، بهدف الوصول إلى وقف شامل لإطلاق النار. والولايات المتحدة تقدر الجهود المصرية وتدعمها، وتؤمن بأن التزام مصر القوى بالسلام والاستقرار فى المنطقة يعزز فرص الوصول إلى حل دائم.
■ وما تقييمكم للدور المصرى فى إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة؟
- منذ بداية الصراع فى السابع من أكتوبر، لعبت مصر دورًا محوريًا فى تسهيل دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، مصر فتحت معبر رفح للسماح بمرور الإمدادات الإنسانية والفرق الطبية، ما أسهم بشكل كبير فى التخفيف من معاناة السكان المدنيين.
والولايات المتحدة تُشيد بهذه الجهود المصرية، وتعتبر القاهرة شريكًا رئيسيًا فى الجهود الإنسانية المبذولة، وتؤمن بأن التعاون بين مصر والمجتمع الدولى ضرورى؛ لضمان استمرار تدفق المساعدات وتلبية احتياجات السكان المتضررين.
■ ما ملامح الهدنة التى تريد واشنطن الوصول إليها فى غزة؟
- تسعى الولايات المتحدة إلى تحقيق هدنة شاملة ومستدامة، تضمن حماية المدنيين وتوفير المساعدات الإنسانية، ملامح الهدنة التى نهدف إليها تشمل وقفًا فوريًا لإطلاق النار، وفتح المعابر؛ لتسهيل دخول المساعدات الإنسانية، وضمان سلامة المدنيين.
ونؤكد أهمية إشراك جميع الأطراف فى حوار بنّاء، يهدف إلى تحقيق السلام الدائم والاستقرار فى المنطقة، بما يتماشى مع مبادئ القانون الدولى وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.
■ إلى أين وصلت المفاوضات الحالية مع إبداء «حماس» كثيرًا من المرونة؟
- تتابع الولايات المتحدة عن كثب تطورات المفاوضات الجارية مع «حماس»، التى شهدنا بعض التغييرات الإيجابية فى مواقفها، بما يسهم فى تحقيق تقدم، نحن نعمل بشكل وثيق مع شركائنا فى المنطقة؛ لضمان التنسيق الفعال بين الأطراف المختلفة، وتشمل جهودنا التوسط وتقديم الدعمين الفنى واللوجستى، لضمان سير المفاوضات بسلاسة وتحقيق نتائج ملموسة تعزز السلام والاستقرار.
■ كيف يؤثر العنف الحالى فى غزة على الضفة الغربية، خاصة مع فرض واشنطن عقوبات على بعض المستوطنين جراء أعمال العنف هناك؟
- العنف فى غزة له تداعيات خطيرة على الوضع فى الضفة الغربية، ويزيد من حدة التوتر وعدم الاستقرار فى المنطقة، نحن نعمل على محاسبة المسئولين عن أعمال العنف فى الضفة الغربية، من خلال فرض عقوبات على الأفراد والكيانات المتورطة. وتظل الولايات المتحدة ملتزمة بدعم الاستقرار والأمن فى المنطقة، ونؤكد ضرورة التزام جميع الأطراف بالقانون الدولى وحماية المدنيين.
■ يثير «اليوم التالى» فى غزة اهتمام العالم كيف ترى واشنطن مستقبل غزة بعد الحرب؟
- تدعم الولايات المتحدة إحلال سلام دائم وعادل فى غزة، من خلال حل سياسى يشمل جميع الأطراف المعنية، ونعمل مع شركائنا الدوليين والإقليميين، بما فى ذلك مصر، لتعزيز الجهود الرامية إلى إنهاء العنف وتحقيق استقرار دائم.
الولايات المتحدة ملتزمة بدعم إعادة بناء وتنمية غزة، بما يضمن مستقبلًا أفضل لجميع سكانها، مع تأكيد ضرورة وجود إدارة فلسطينية تحظى بالتأييد والدعم الشعبى، من وجهة نظرنا نحن ندعم أن تكون غزة تحت حكم السلطة الفلسطينية، دون أى وجود لـ«حماس» يهدد المدنيين الفلسطينيين والإسرائيليين، وهذ يتماشى مع حل الدولتين بشكل عام، لكن فى نهاية المطاف، الأمر فى يد الفلسطينيين وأهالى غزة، وهم الذين لديهم حق تقرير مستقبلهم.
■ فيما يتعلق بتهجير الفلسطينيين نحو سيناء فى مصر أو أى دولة.. كيف ترى الإدارة الأمريكية هذا الطرح؟
- نرفض فكرة تهجير الفلسطينيين من أراضيهم، ونؤكد حقهم فى العيش بكرامة وأمان فى وطنهم، نعتقد أن الحل يجب أن يكون من خلال تحقيق السلام والاستقرار فى المنطقة، وليس من خلال التهجير القسرى.
لذا ندعم الجهود الدولية لتحقيق حل الدولتين، الذى يضمن حقوق الفلسطينيين ويعزز السلام فى المنطقة، وترفض الإدارة الأمريكية تصريحات بعض الوزراء المتطرفين فى حكومة «نتنياهو»، وترفض تصريحات من «نتنياهو» نفسه.
■ العلاقة السياسية الآن مع إسرائيل.. هل ما زالت فى أحسن حالاتها؟
- العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل تبقى قوية واستراتيجية، على الرغم من وجود بعض الخلافات فى الرأى، وهو أمر طبيعى بين الحلفاء والأصدقاء. نحن نرفض التصريحات المتطرفة، وندعو إلى التزام جميع الأطراف بالخطاب البناء الذى يعزز السلام والاستقرار. تبقى الولايات المتحدة ملتزمة بدعم أمن إسرائيل والعمل مع الحكومة الإسرائيلية لتحقيق أهدافنا المشتركة فى المنطقة.
■ كيف تسهم واشنطن فى حماية المدنيين داخل قطاع غزة؟
- تسعى الولايات المتحدة جاهدة لحماية المدنيين فى غزة، من خلال دعم الجهود الإنسانية والدبلوماسية، نعمل على ضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين، وندعو جميع الأطراف إلى احترام القانون الدولى الإنسانى، وتجنب استهداف المدنيين والمنشآت المدنية. كما نعمل مع شركائنا الدوليين لتخفيف معاناة المدنيين وتعزيز حماية حقوق الإنسان.
■ أثار التسليح الأمريكى لإسرائيل حالة من الغضب، خاصة مع استخدام هذه الأسلحة فى قتل المدنيين.. كيف تتعامل الإدارة الأمريكية مع هذه المسألة؟
- تعتبر مبيعات الأسلحة الأمريكية خاضعة لرقابة صارمة وضمانات قانونية تضمن استخدامها فى الأغراض الدفاعية المشروعة، نحن ندقق فى كل حالة؛ لضمان عدم استخدام الأسلحة فى انتهاكات لحقوق الإنسان أو القانون الدولى. ندعو إسرائيل إلى الالتزام بالقوانين الدولية واحترام حقوق المدنيين، ونواصل الحوار المستمر مع الحكومة الإسرائيلية؛ لضمان تحقيق هذا الهدف.
■ وماذا عن استهداف إسرائيل المدنيين فى غزة وقصف المدارس والمستشفيات والملاجئ؟
- الولايات المتحدة تدين بشدة أى استهداف للمدنيين والمنشآت المدنية مثل المدارس والمستشفيات والملاجئ. ندعو إسرائيل إلى احترام القانون الدولى الإنسانى وتجنب استهداف المدنيين. نعمل بجد لضمان وصول المساعدات الإنسانية وحماية حقوق الإنسان فى غزة، ونسعى لتحقيق محاسبة المسئولين عن أى انتهاكات.
■ كيف يمكن حل القضية الفلسطينية بشكل نهائى منعًا للتصعيد فى المستقبل؟
- إدارة الرئيس «بايدن» تؤمن بأن الحل الوحيد للقضية الفلسطينية هو حل الدولتين، الذى يضمن إقامة دولة فلسطينية مستقلة تعيش جنبًا إلى جنب مع دولة إسرائيل بأمن وسلام، نعمل على دعم الجهود الدولية والإقليمية لتحقيق هذا الهدف، وندعو جميع الأطراف إلى الانخراط فى مفاوضات جادة وبناءة تستند إلى قرارات الأمم المتحدة والقانون الدولى.
■ وماذا عن خطط واشنطن لمواجهة تصعيد «الحوثيين» فى البحر الأحمر؟
- نتابع بقلق هجمات «الحوثيين» غير القانونية والشرعية فى البحر الأحمر، ونعمل مع شركائنا الدوليين والإقليميين لضمان أمن الملاحة البحرية وحماية المصالح الاستراتيجية، وندعم جهود الأمم المتحدة للتوصل إلى حل سياسى فى اليمن، ونؤكد أهمية احترام القانون الدولى وحرية الملاحة.
الولايات المتحدة تعمل بشكل وثيق مع شركائها الإقليميين لتعزيز الأمن والاستقرار فى البحر الأحمر، وتؤكد أهمية التعاون الدولى لضمان حرية الملاحة وحماية المصالح الاستراتيجية المشتركة، وهى ملتزمة بمواصلة الجهود الدولية لتحقيق الاستقرار والأمان فى هذه المنطقة الحيوية.
■ فى لبنان.. كيف عملت واشنطن على تهدئة التوترات بين الجانب الإسرائيلى و«حزب الله»؟
- تعمل الولايات المتحدة على تهدئة التوترات فى لبنان، من خلال الجهود الدبلوماسية المستمرة، والتواصل مع جميع الأطراف المعنية، ندعو إلى ضبط النفس وتجنب التصعيد، وندعم الجهود الدولية لتحقيق الاستقرار فى لبنان، وتعزيز الأمن فى المنطقة.
■ قلتم إن قمة «ناتو» الأخيرة ستخرج باستراتيجية لمواجهة التحديات الجديدة هل كنتم تقصدون التدخل لمواجهة «الحوثيين» فى البحر الأحمر، أو مواجهة إيران؟
- قمة «ناتو» ركزت على تعزيز التعاون الأمنى والدفاعى بين الحلفاء لمواجهة التحديات الجديدة، بما فى ذلك التهديدات فى البحر الأحمر، أو التحديات فى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
نحن نعمل مع شركائنا فى «ناتو» لضمان الاستعداد لمواجهة أى تهديدات قد تؤثر على الأمن والاستقرار العالمى. التعاون مع «ناتو» يشمل تبادل المعلومات الاستخبارية، وتنسيق الجهود الدفاعية، لكن أى تدخل عسكرى يعتمد على القرارات الجماعية للحلفاء، وتقييم التهديدات المستجدة، وهو ليس قرار الولايات المتحدة، ونحن ملتزمون بتعزيز الأمن والاستقرار فى المنطقة من خلال الشراكات والتعاون الدولى.
■ هل من المتوقع أن تتغير العلاقات الأمريكية الإسرائيلية حال انتخاب رئيس غير ترامب؟
- العلاقات الأمريكية الإسرائيلية تبقى قوية واستراتيجية بغض النظر عن التغييرات السياسية. نؤمن بأن العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل تقوم على أسس متينة من التعاون والمصالح المشتركة، وفيما يخص العلاقات الأمريكية الفلسطينية، نواصل دعم حقوق الفلسطينيين والعمل على تحقيق حل الدولتين، بغض النظر عن الإدارة الأمريكية الحالية أو المستقبلية.