رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بداية مبشرة بالخير!

استقبال وزير العمل "الجديد"، محمد جبران، لاثنين من عمّال البناء، من أهلنا الطيبين البسطاء، كان له من الدلالات ما يبعث على التفاؤل ويبث في النفس الأمل. لفتة كريمة من الوزير حملت في طياتها الكثير.. أن يلتقي وزير بعامل بعد سنين من التجاهل، مشهد رائع وبديع سيترك أثره على الجميع. أقول، وأصدقكم القول، إنني رأيت الفيديو الذي بثه العامل قبل أيام، ربما قبل أن يشاهده الوزير، تأثرت بكلمات الرجل، ولكن ما لبثت أن استفقت، وقلت في نفسي، يا أخينا الله يهديك، ركز في السقالة اللي إنت واقف عليها، بدل ما تاخدك وتقع بيك، هتكسب إيه يعني لما تتعوّر؟ وبعدين إنت نازل تسعى على رزق عيالك ولا نازل تتصور؟! هذا هو ما قلته بالضبط، بعد أن تأثرت ثم استفقت! 
لم يدُر بخلدي حينها أن أحدًا سيستمع إليه! 
ثم أخلف الله ظني، وقام الوزير الجديد، "الرجل الذي جعل له الله من اسمه نصيبًا" بعمل ما لم يكن متوقعًا.. لقد طلب العامل والتقاه، استمع إلى شكواه وأرضاه. لو أضفنا ما فعله الوزير "جُبران" إلى ما بتنا نراه الآن، لقلنا بمنتهى الأريحية إننا سائرون في الاتجاه الصحيح. جاب المحافظون "الجدد" شوارع محافظاتهم دون أن يعلم أحد بأماكن زياراتهم، أو خطوط سيرهم واتجاهاتهم! رأيناهم ينزلون للأسواق ويتحدثون مع الباعة، يسألون عن الأسعار، وعن توافر البضاعة، رأيناهم في المخابز "يزنون" الأرغفة بأنفسهم، ويتذوقون الخبز بأفواههم! الصورة في بلدنا تتغير، وهي في طريقها إلى الأفضل... جولات السادة المحافظين، ولقاء العامل بالوزير، لم يكن سوى ترجمة حقيقية لتكليفات فخامة الرئيس لدولة رئيس الوزراء بالاهتمام بالبسطاء. 
حفظ الله بلدنا، وأعانكم وأعاننا.