كنيسة الروم الملكيين تحتفل بذكرى الشهداء الـ 45 في أرمينيا
تحتفل كنيسة الروم الملكيين بذكرى القدّيسين الشهداء الخمسة والأربعين الذين استشهدوا في نيكوبوليس في أرمينيا في عهد الإمبراطور ليكينيوس حول سنة 319. وكانوا من كبار رجالات البلد.
وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: يجب علينا ألاّ نشعر بالخجل من صليب المسيح؛ بل على العكس، فلنفتخر به. "إِنَّ لُغَةَ الصَّليبِ... عِارٍ لِليَهود وحَماقةٍ لِلوَثنِيِّين" أمّا عندنا فهي سبيل الخلاص؛ وهي "حَماقةٌ عِندَ الَّذينَ يَسلُكونَ سَبيلَ الهَلاك، وأَمَّا عِندَ الَّذينَ يَسلُكونَ سَبيلَ الخَلاص، أَي عِندَنا، فهي قُدرَةُ اللّهُ. . لأنّ مَن مات من أجلنا ليس مجرّد إنسان، بل هو ابن الله الذي صار إنسانًا. لقد طرد حمل الفصح شبح الموت في زمن موسى؛ فكم بالحريّ "حَمَلُ اللهِ الَّذي يَرفَعُ خَطيئَةَ العالَم"، أوليسَ هو أكثر قدرةً على تحريرنا من خطايانا؟.
إنّ الرّب يسوع المسيح لم يمت مُكْرَهًا ولا صُلِب بالقوّة، إنّما تقدّم لذلك بمحض إرادته. اسمعوا ما قاله: "إنَّ الآبَ يُحِبُّني لِأَنِّي أَبذِلُ نَفْسي لأَنالَها ثانِيَةً. ما مِن أَحَدٍ يَنتزِعُها مِنَّي بل إنّني أَبذِلُها بِرِضايَ. فَلي أَن أَبذِلَها ولي أَن أَنالَها ثانِيَةً...". لقد سار إراديًّا نحو آلامه، فرِحًا بإنجازه، مبتسمًا لانتصاره ومسرورًا لتخليصه بني البشر. لم يخجل من الصّليب، لأنّه به خلّص الأرض قاطبةً. لم يكن من تألّم رجلاً مسكينًا، إنّما الله المتجسّد هو من حارب لكي يحصل على ثمن صبره...
لا تفرح بالصّليب في وقت سلامك فقط؛ حافظ على الإيمان نفسه في وقت الاضطهاد؛ لا تكن صديقًا للرّب يسوع فقط في وقت السّلام فتصبح عدوًّه في وقت الحرب. إنّك تتلقّى الآن غفران الخطايا والنّعم الرّوحيّة الّتي أبدعها مَلِكُكَ؛ وعند اندلاع الحرب، حارب بشجاعة من أجل هذا الملك. لقد صُلِب الرّب يسوع من أجلِك وهو المنزّه عن الخطأ... أنت لم تُعطِه هذه النّعمة لأنّك أنت تلقّيتها منذ البداية. لذلك اشكُر ذللك الّذي دفع ديَنَك عندما صُلِب من أجلك في الجلجثة.