رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنيسة المارونية تحتفل بذكرى يوئيل النبيّ

جريدة الدستور

تحتفل الكنيسة المارونية بذكرى يوئيل النبيّ ومعنى اسمه: "الرب هو الله". حياته مجهولة، له كتاب من اربعة فصول. تمتاز نبوءته بدعوة الناس الى التوبة والصلاة. من قوله:"ان الله حنان ورأفة، طويل الأناة كثير الرحمة." و "يفيض الرب روحه على كل ذي جسد...".
وبهذه المناسبة القت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: إنّ يونان قرّر طوعًا وبنفسه أن يُرمى خارج المركب ليَخلُصَ مَنْ فيه فقال لرفاقه: "خُذوني وأَلْقوني إِلى البَحرِ فيَسكُنَ البَحرُ عنكم..." ، وهذا يرمز إلى آلام الربّ الطوعيّة... لكن، ها إنّ وَحشًا يظهر من الأعماق، سَمَكَةٌ عملاقة تقترب... وشكّل هذا الوحش صورة مسبقة كاملة الوضوح لموت الرّب وقيامته.

بالفعل، فإن هذا الوحش الماثل أمام يونان، لم يكن سوى صورة مرعبة عن الجحيم، الذي بينما فَغَر فمه الجائع ليلتهم النبيّ، تذوّق وفهم قدرة خالقه. وعند التهامه وجد نفسه مُرغَمًا على عدم التهام أحد من بعده.

إنّ إقامة يونان المخيفة في أحشاء الحوت، أَعَدَّت مَسكِنًا للزائر الآتي من عَلو: وكأنّ مَنْ كَان سببًا للتّعاسة (أي الحوت الّذي يمثل صورة مسبقة للصّليب والقبر)، أصبح السفينة العجيبة لمسار ضروري، مُبْقِيةً راكبها لتقذفه بعد ثلاثة أيّام على الشاطئ. هكذا أُعطي للوثنيّين ما أُخِذَ من أعداء المسيح. وعندما طلب هؤلاء آية، رأى الربّ أنّ هذه هي الآية الوحيدة التي ستُعطى لهم، ومن خلالها سيفهمون أنّ المجد الذي كانوا قد رجوا تلقّيه من المسيح، كان يجب أن يُمنح أيضًا إلى الوثنيّين.

بسبب حقد أعدائه، نزل الربّ يسوع إلى أعماق مثوى الأموات؛ وفي ثلاثة أيّام، جابَ كلّ زواياه وبشّر "الأَرواحَ الَّتي في السِّجْنِ أَيضًا". وعندما قام، أظهر في نفس الوقت قساوة أعدائه، وعظمته الخاصّة، وانتصاره على الموت.

إنّه لَعَدْلٌ إذًا أَنْ يَقُومَ "رِجالُ نِينَوى يَومَ الدَّينونَةِ مع هٰذا الجيلِ ويَحكُموا علَيه، لأَنَّهم تابوا بإِنذارِ يُونان" النّاجي من الغرق، والغريب والمجهول؛ بينما أهل هذا الجيل، بعد عدّة أعمال مذهلة وعجائب، ومع كلّ بهاء القيامة، لم يصبحوا مؤمنين ولا اهتدوا. لقد رفضوا أن يؤمنوا حتّى بعلامة القيامة.