مع احتفالات الكنيسة بعامود الدين.. من هو نسطور أشد أعدائه؟
احتفلت الكنيسة القبطية الارثوذكسية بذكرى البابا كيرلس عامود الدين، وهو البابا رقم 24 في تعداد بطاركة الكنيسة المصرية، وسمى بذلك نظرا لدفاعه عن الايمان المسيحي أمام بدع نسطور بطريرك القسطنطينية.
من هو نسطور؟
وعن قصة ظهر نسطور وهرطقته فكان قد استمر الأريوسيون بعد مجمع القسطنطينية، في الهجوم على العقيدة الأرثوذكسية، وظهر في أنطاكيا واعظ قدير، ولد في قيصرية سوريا، تم أتى إلى أنطاكيا في سن مبكرة والتحق بدير إفربيوس، ومن هناك عيِّن شماسًا ثم قسيسًا في كاتدرائية أنطاكيا. ونتيجة للشهرة التي نالها في دفاعه ضد الأريوسية اُختير ليصير أسقفًا للقسطنطينية في 10 أبريل 428 م.، وترجى شعب القسطنطينية أن يجدوا فيه خلفًا ليوحنا ذهبي الفم. وقد جاء هذا البطريرك من مدرسة ثيئودوروس الموبسويستي ودعى هذا البطريرك باسم نسطور خلفًا لبطريرك القسطنطينية التي انتقل في 24 ديسمبر 427 م.
وفى عظته الأولى التي يسمونها خطبة العرش خاطب الإمبراطور ثيئودوسيوس الصغير بالكلمات التالية: "أعطيني أيها الإمبراطور الأرض نقية من الهراطقة وأنا سوف أعطيك السماء، ساعدني لأشن حربًا ضد الهراطقة وأنا سوف أساعدك في حربك ضد الفرس"
وكان الأريوسيون يهاجمون التعليم الأرثوذكسي كما يلي: يقولون أن الكنيسة تنسب إلى الله الموت والآلام والولادة من امرأة ويعتبرون هذا كفرًا وأن الله لم يكن له كفوًا أحد.
نسطور ولد في سوريا بمدينة مرعش وتربى في إنطاكية
ووُلد نسطور في سوريا بمدينة مرعش وتربى في إنطاكية وهناك ترهّب بدير أيروبيوس، وقد تتلمذ على يدي ثيودوروس الميصي، اختير بعدما تم تعليمه ليكون شماسًا ثم قسًا في كاتدرائية إنطاكية، واشتهر بفصاحته وقوة عظاته.
اختاره الإمبراطور ثيؤدوسيوس الصغير ليكون بطريركًا للقسطنطينية، وعند ارتقائه لهذا المنصب الرفيع لم يحتمل عظمة المكانة الذي اختير لها، فسلك بالكبرياء والعظمة وأُعجب بذاته، حتى أنه في إحدى عظاته وجه خطابه للإمبراطور قائلًا: "استأصل أيها الملك معي الهراطقة، وأنا أستأصل معك جنود الفرس الأردياء، وبعد أن تقضي على الأرض حياتك السعيدة أضمن لك أخيرًا جنة الخلد في السماء".
كان نسطور قبل جلوسه على كرسي القسطنطينية مملوء غيرة في الدفاع عن الإيمان المستقيم ضد الهراطقة، ولكنه للأسف تحول سريعًا وسقط في بدعته الشنيعة، وقد كان سقوطه عظيمًا، حتى قال عنه أحد المؤرخين "إن نسطور حارب جميع الهرطقات ليمهد السبيل لهرطقته".